الحوثيون يهددون “بقطع رؤوس” اليمنيين الذين يحتفلون بثورة 26 سبتمبر
المكلا: توعد الحوثيون بقمع أي احتفالات عامة هذا الأسبوع بالذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر في اليمن.
ونشرت الجماعة المتشددة مركبات مدرعة وقوات في شمال اليمن لقمع أي تجمعات تقام يوم الخميس، واختطفت أكثر من 200 شخص احتفلوا بها على الإنترنت.
وأسفرت الثورة التي بدأت في 26 سبتمبر 1962، عن الإطاحة بحكام الإمامة الزيدية الذين سيطروا على شمال اليمن لعدة قرون، مما مهد الطريق لتأسيس الجمهورية العربية اليمنية.
ويتقاسم الحوثيون أيديولوجية مماثلة مع الإمامة الزيدية، بما في ذلك الرغبة في قصر حكم البلاد على الهاشميين. وتخشى الجماعة أن تدفع الذكرى السنوية الناس إلى النزول إلى الشوارع بأعداد كبيرة والمطالبة بإنهاء حكم الحوثيين القمعي.
هدد نصر الدين عامر، المسؤول الإعلامي للحوثيين، بـ”قطع رؤوس” من يتجمعون الخميس لإحياء ذكرى ثورة 1962. واتهمهم بأنهم “عملاء للصهاينة” ويسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأضاف أن سلطات الحوثيين ستسمح للناس بالاحتفال بالذكرى السنوية تحت المراقبة وفي أماكن محددة.
وقال عامر: “نحن لا نرحم ولا نشفق على الأعداء.. إذا حاول أحد أن يلوي ذراعنا سنزيل رأسه”. هذه هي طبيعتنا ومنهجيتنا. نحن غير مهتمين بالعالم أجمع أو بالرأي العام”.
ووجه عبد القادر المرتضى، رئيس لجنة تبادل الأسرى التابعة للحوثيين، تهديدات مماثلة واتهم الأشخاص الذين سيحتفلون بالثورة بـ “خدمة الأجندة الأمريكية” في محاولة لإجبار الحوثيين على وقف هجماتهم على الشحن الدولي، والتي وتدعي المجموعة أنها تنفذ دعما للشعب الفلسطيني.
وقال المرتضى: “سنتعامل مع أي فوضوي أو مشعوذ، وكذلك كل من يحاول إثارة المشاكل، بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع العدو، والجميع يعلم كيف نفعل ذلك”.
وأكدت وسائل الإعلام المحلية وسكان صنعاء والحديدة وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون يوم الأربعاء أن الجماعة نشرت مركبات مسلحة وقوات عسكرية كجزء من حملة قمع مكثفة على أولئك الذين يحتفلون بالثورة أو يحرضون الآخرين على القيام بذلك عبر الإنترنت.
وقالت منظمة ميون لحقوق الإنسان والتنمية إن الحوثيين اختطفوا، خلال الأيام القليلة الماضية، 270 يمنياً، بينهم معلمون وناشطون وصحفيون وأعضاء في الحزب الحاكم السابق، المؤتمر الشعبي العام، في صنعاء ومناطق أخرى لنشرهم رسائل عبر الإنترنت وأشاد بثورة 26 سبتمبر وحث الجمهور على إحياء ذكراها.
وقالت المنظمة: “إننا ندين حملات الترهيب هذه ضد المدنيين، وخاصة النساء، والتي تتزامن مع حملات أمنية وتهديدات علنية بالاعتقال تهدف إلى ردع الناس عن المشاركة في الاحتفالات العامة المخطط لها ورفع العلم الوطني”.
وأفاد ناشطون أن الحوثيين اختطفوا خلال الـ 24 ساعة الماضية أشخاصا في صنعاء ومناطق أخرى بسبب رفعهم العلم اليمني، فضلا عن شخص في صنعاء ظهر في مقطع فيديو وهو يرقص على أنغام أغاني وطنية تخليداً لذكرى الثورة.
كما طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين بالإفراج الفوري عن أربعة صحفيين يمنيين اختطفوا خلال الأيام الستة الماضية ضمن حملة القمع الحوثية في احتفالات ذكرى 26 سبتمبر.
وأضافت: “تجدد النقابة دعوتها كافة المنظمات المعنية بحرية الرأي والتعبير للتضامن مع الصحفيين المختطفين والضغط من أجل إطلاق سراحهم”.
تظاهر مئات الأشخاص في شوارع مدينة تعز الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة، مساء الثلاثاء، لإحياء ذكرى ثورة 1962، حاملين العلم اليمني ومرددين شعارات قومية. ومن المتوقع أن ينظم آلاف الأشخاص في مأرب ومدن أخرى مسيرات مماثلة يومي الأربعاء والخميس.
في غضون ذلك، قالت القيادة المركزية الأمريكية، الأربعاء، إن قواتها دمرت طائرة مسيرة تابعة للحوثيين فوق البحر الأحمر قبل أن تصل إلى سفينة كانت تستهدفها في ممر ملاحي حرج.
وكان هذا أحدث رد عسكري أمريكي ضد الحوثيين يهدف إلى إضعافهم والضغط عليهم لوقف هجماتهم على السفن في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن.
