حكايات بطولية يسطرها رجال الدفاع المدني في غزة | أخبار
في ظل الدمار الشامل الذي يجتاح قطاع غزة، تبرز قصص بطولية لرجال الدفاع المدني الذين يواصلون عملهم رغم الظروف القاسية والاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
فمنذ بداية الحرب نفذت طواقم الدفاع المدني 45 ألف مهمة، وهو ما يعادل 30 عامًا من العمل في الظروف العادية. هذا الإنجاز الهائل تحقق رغم تدمير 60% من معداتهم وفقدان 80 من زملائهم، فضلا عن إصابة 260 آخرين وأسر 12 منهم.
يروي أحد عناصر الدفاع المدني قصته المؤلمة -لفقرة أصوات من غزة- قائلا “تبلّدت أحاسيسي، وتساوى عندي كل شيء. أصبت وأنا أقود سيارة الإسعاف وأحمل 4 شهداء و4 جرحى، وتمكنت بفضل الله من إيصالهم إلى المستشفى لتلقي العلاج”. ويضيف بحزن “أصبحت أرى أشلاء الأطفال في كوابيس النوم، وتظل رائحة الموت عالقة بأنفي طوال الوقت”.
أما زميله الذي يشاركه المعاناة فيقول “لا نملك معدات، ونبذل جهودنا باستخدام أيدينا لإنقاذ الجرحى وإخراج العالقين من تحت الأنقاض”. ويضيف أنه اضطر إلى النزوح مع عائلته 5 مرات في أنحاء قطاع غزة بسبب العدوان.
عنصر آخر، بدت عليه ملامح الشيخوخة المبكرة، يصف التحديات اليومية فيقول “نضطر إلى الاستعانة بالمتطوعين من الشباب أحيانًا لقلة عدد الأطقم. نعاني من عدم توفر الوقود وتجريف الاحتلال للطرقات، وذلك يصعّب مهمة وصولنا وأداء عملنا في الوقت المناسب”.
ويشكو من أن الاستعانة بالمتطوعين تشكل خطرًا كبيرًا عليهم لعدم تلقيهم التدريب الكافي.
ورغم كل هذه الصعوبات والمخاطر، يواصل رجال الدفاع المدني عملهم بتفانٍ وإخلاص، مجسّدين أسمى معاني الإنسانية والتضحية في ظل ظروف استثنائية قاسية.