بعد مرور أكثر من عام على بدء الحرب، لا تزال الأجواء الأوكرانية محل نزاع، ولم تستطع موسكو، التي تمكنت من اكتساب ميزة خلال الأسابيع الأولى من الصراع، السيطرة على الأجواء بصورة حاسمة، إلا أن الطيارين الأوكرانيين -في غياب شحنات غربية- ليس لديهم سوى “التوابيت الطائرة” لصد الهجمات الجوية الروسية.
وقالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن العديد من الطيارين والميكانيكيين والخبراء من سرب المروحيات في لواء الطيران الـ12 الأوكراني، ينتظرون بعيدا عن الجبهة لإيجاد قاعدة جديدة بعد أن أبلغتهم المخابرات العسكرية أن الروس اكتشفوا موقع قاعدتهم الجوية التي أخلوها للتو.
يقول الطيار إيفان (28 عاما) الذي يجلس مع رفاقه من هذا اللواء في “راحة قسرية” إنهم يقومون في العادة بطلعتين أو 3 طلعات جوية في اليوم لدعم قواتهم البرية.
ويوضح رفيقه ياروسلاف (22 عاما) الذي يقاتل على متن مروحية من طراز “إم آي-24” Mi-24 القديمة، الوحيدة في الترسانة الأوكرانية. “هذه مهمات خطيرة للغاية لأننا يجب أن نطير إلى خط المواجهة على ارتفاع منخفض حتى لا تكتشفنا رادارات العدو، وبالتالي يجب أن نتجنب الأشجار وأبراج الكهرباء والطيور والعوائق الطبيعية الأخرى، ثم علينا عند اقترابنا بالارتفاع لفترة وجيزة لإطلاق صواريخنا نحو السماء لمنحها أقصى مدى، وعندها نكون أكثر عرضة للخطر، لنعود للانخفاض خلال ثوان للفرار في الاتجاه المعاكس”.
خسائر كثيرة
وقد عانى هذا اللواء -كما تقول مراسلة المجلة في إيزيوم تيوفيل سيمون- الكثير من الخسائر، وربما يكون فقد نحو 15% من رجاله، خاصة أننا -كما يقول إيفان- نتعرض للتهديد من قبل مقاتلي العدو الجاثمين على علو شاهق وهم يرصدوننا بالرادارات الموجودة على متن طائراهم.
ويضيف: “بإمكان الروس إطلاق النار علينا بصواريخ بعيدة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت، مما يجبرنا غالبا على العودة للوراء، مع أن الوضع ليس أفضل على الجانب الروسي رغم تسليحه بطائرات مروحية أحدث بكثير من طائراتنا”.
وذكرت المراسلة أن أوكرانيا مجهزة في الغالب بطائرات قديمة وصواريخ غير موجهة من الحقبة السوفياتية، ولا تستطيع المطالبة بصواريخ أفضل من حلفائها لدرء التهديد، وليس لديها سوى “صواريخ متيور الأوروبية وأمرام الأميركية وهي قادرة على مخادعة العدو، لكنها غير متوافقة مع إلكترونيات الطائرات الأوكرانية.
ويرى إيفان وفلاديسلاف أن هذا النقص لا يسده سوى تسليم أوكرانيا مقاتلات غربية تمكنها من الاستفادة من الجو.
أما الآن فهما يتحسران على رؤية الدبابات الغربية تتدفق على جيشهم في حين لا يملك سلاحهم الجوي سوى ما يسمونه “التوابيت الطائرة”، معتقدين أنه يجب تسليم ما لا يقل عن 10 مقاتلة حديثة مع الذخيرة المناسبة إلى كييف لتغيير الديناميكيات في الجو، خاصة أن مخزون الصواريخ الأوكرانية المضادة للطائرات قد استنزف في حملة الشتاء، حسب تسريبات استخباراتية أميركية حديثة.
