شبّهت المخرجة المصرية هالة خليل حال مسلسلات النصف الثاني من رمضان بطلاب ينتظرون دورهم في الامتحان الشفوي، وهم في حالة قلق وخوف من انطباعات الممتحِنين، وهو تشبيه حقيقي إلى حد بعيد بعد موجات الانتقاد التي تعرّضت لها بعض مسلسلات النصف الأول من رمضان.
تعلّم صناع الدراما درسهم الأول، فبعد الكثير من الاعتراضات على صيغة الثلاثين حلقة في مسلسلات رمضان، اتخذ بعضهم قرارًا بتقديم أعمالهم في 15 حلقة فقط.
مسلسلات قصيرة دون أحداث مملة أو شخصيات زائدة، ومع دخول النصف الثاني من شهر رمضان الكريم أمامنا عدة أعمال سيبدأ عرضها خلال أيام، فأي منها سيصمد أمام نقد الجماهير؟
تغيير جو
بداية من غدا الجمعة 16 رمضان الجاري، سيبدأ عرض مسلسل “تغيير جو”، وهو من بطولة منى شلبي وإياد نصار وصالح بكري وعصام عمر، وتدور أحداثه حول شريفة، الشابة المصرية التي تواجه أزمات مختلفة في حياتها، إحداها والدتها المريضة.
تبحث شريفة عن الاستقرار وبعض الحلول في كل من القاهرة وبيروت، وتتداخل مع كل هذه الفوضى حياتها العاطفية المضطربة.
المسلسل من إخراج مريم أبو عوف، التي تملك في رصيدها عددا من الأعمال الناجحة للغاية، منها “ليه لأ؟” بجزأيه الأول والثاني (تعاونت في الأخير مع منى شلبي كذلك)، ومؤخرًا عُرض لها على منصة شاهد “وش ضهر” وهو من المسلسلات التي عرضت خارج الموسم الرمضاني ووصلت إلى شريحة واسعة من الجمهور وعملت فيه مع إياد نصار.
“تغيير جو” من تأليف منى الشيمي صاحبة مسلسل”مين قال؟!”، و”خلي بالك من زيزي”، ويتضح من السيرة الفنية لكل من المخرجة والمؤلفة أن أعمالهما معنية بالعلاقات الأسرية وتعقيداتها، مع محاولة كسر الأفكار النمطية المحيطة بها.
تحت الوصاية
“تحت الوصاية” من بطولة منى زكي وأحمد خالد صالح ودياب ونسرين أمين ورشدي الشامي والطفل عمر شريف، وتدور أحداثه حول امرأة شابة وأم لطفلين ترث مركبا للصيد تحاول العمل عليه لإعالة أسرتها، وهو ما لا يتوافق مع الأعراف الاجتماعية السائدة، بالإضافة إلى محاولتها الحفاظ على وصايتها على أولادها.
سادت حالة من الجدل حول المسلسل سبقت عرضه، بسبب إعلانه الذي ظهرت فيه الممثلة بملامح يبدو عليها البؤس الشديد، وربط ذلك بالحجاب، لكن تلك الانتقادات على الأغلب لن تؤثر على نسبة مشاهداته في ظل خروج أعمال ذات شعبية عالية من السباق، مثل “كامل العدد” و”الهرشة السابعة”.
المسلسل من تأليف الأخوين خالد وشرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير، صاحب مسلسلات “في كل أسبوع يوم جمعة” و”لا تطفئ الشمس” و”جراند أوتيل”.
يهتم خضير بشكل خاص بالتصوير والديكورات، مما يضفي على أعماله بصمة بصرية واضحة، ويظهر من إعلان مسلسل تحت الوصاية استثماره الواضح للتصوير في الميناء وعرض البحر.
جت سليمة
في إطار من الفانتازيا والكوميديا، يأتي مسلسل “جت سليمة” من بطولة دنيا سمير غانم ومحمد سلام وخالد الصاوي وسلوى خطاب وهالة فاخر ومحمد ثروت.
تبدأ الأحداث بالبطلة “سليمة” التي تقرأ في كتاب حكايات عتيق، وبشكل مفاجئ تتحول القصة إلى عالم حقيقي تدخله سليمة، وتضطر إلى التعامل مع قواعده المخيفة التي تعرض حياتها للخطر، ويصبح عليها القيام بمهمة مستحيلة كأبطال الأساطير.
يمثل “جت سليمة” عودة دنيا سمير غانم إلى التلفزيون بعد إلغاء عرض مسلسلها “عالم موازي” العام الماضي، فجاء آخر أعمالها التلفزيونية “بدل الحدوتة ثلاثة”.
والمسلسل من إخراج إسلام خيري صاحب “الشركة الألمانية لمكافحة الخوارق: جمجوم وبم بم” و”عزمي وأشجان”، وتأليف كريم يوسف الذي شارك مؤخرًا في مسلسلات كوميدية ناجحة مثل “الكبير أوي 6″ و”موضوع عائلي” بجزأيه الأول والثاني، مما يرفع التوقعات تجاه المسلسل.
الصندوق
في إطار التشويق والإثارة، يأتي مسلسل “الصندوق”، وهو من بطولة علي قاسم وأحمد داش وهدى المفتي وتارا عماد وريهام عبد الغفور وسماح أنور. تبدأ أحداث المسلسل بوصول صندوق غامض يحتوي على تعليمات ورسائل غير مفهومة، ويبدأ ثلاثة من الأصدقاء -هم يوسف وريم وياسين- في البحث وراء هذا الصندوق، ويكتشفون أنه لا يهدد فقط حياتهم بل حياة أحبائهم كذلك.
يخرج المسلسل عن إطار المسلسلات الكوميدية والاجتماعية السائدة في رمضان 2023، بقصة مختلفة ونجوم أغلبهم من الشباب، وهو من تأليف مصطفى صقر الذي قدّم عددا من الأعمال الكوميدية في الفترة الماضية.
فقد قدّم صقر عام 2019 المسلسل الكوميدي “قابيل”، وهو مسلسل غيّر مسيرة نجومه الثلاثة أمينة خليل ومحمد فراج ومحمد ممدوح، ودفع بهم إلى الصف الأول.
و”الصندوق” من إخراج مروان عبد المنعم في أول تجاربه كمخرج على الإطلاق، وقد عمل قبل ذلك مخرجا منفذا ومساعد مخرج في عدة مشروعات، منها “كيرة والجن” و”الفيل الأزرق 2″ و”تراب الماس”.
بالإضافة إلى المسلسلات السابقة، ينضم إلى قائمة مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2023 مسلسل “تلت التلاتة”، بطولة غادة عبد الرازق وليلى أحمد زاهر، ويتناول قصة ثلاث أخوات توائم، وهو من إخراج حسن صالح في أول تجاربه.
