وقعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا اتفاقية بقيمة 8 مليارات دولار مع شركة “إيني” الإيطالية للطاقة، لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز.
جاء ذلك في أثناء زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى ليبيا، والتي أجرت خلالها محادثات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة إن العقد الموقع مع شركة “إيني” سيكون لمدة 25 عاما، ويستهدف زيادة القدرة الإنتاجية لحقلين بحريين للغاز إلى نحو 800 مليون قدم مكعب يوميا.
ودعا بن قدارة الشركات العاملة في مجالي النفط والغاز للعودة إلى ليبيا، مشيرا إلى أن قطاع النفط الليبي “خال من المخاطر، وفي طريقه إلى العودة للمنافسة دوليا”.
وأشار بن قدارة إلى أن الاستثمارات الحالية في قطاع الطاقة “لم يشهدها قطاع النفط في ليبيا منذ ربع قرن”، حسب قوله.
وفي سياق متصل، قال الدبيبة إنه بحث مع ميلوني سبل تطوير التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، والحد من الهجرة غير النظامية، وتنسيق المواقف السياسية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك بالعاصمة طرابلس، أعربت ميلوني عن أملها في تجاوز ما سمتها “عراقيل وصعوبات الماضي”، لبدء مرحلة عمل مشتركة جديدة مع ليبيا؛ كما شددت على ضرورة تكثيف الجهود للحد من الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا.
وكانت ميلوني قد وصلت السبت إلى طرابلس في ثاني زيارة تقوم بها هذا الأسبوع إلى بلد في شمال أفريقيا حيث زارت الجزائر قبل أيام لبحث مسائل متعلقة بالطاقة وموضوع الهجرة الشائك.
وتصنف زيارة ميلوني الأولى لرئيس دولة أو حكومة أوروبية إلى ليبيا منذ زيارة سلفها ماريو دراغي في أبريل/نيسان 2021.
وتعد إيطاليا، القوة المستعمرة السابقة، شريكا تجاريا مهما لليبيا، ولا سيما في مجال الطاقة، كما أن “إيني” أكبر شريك أجنبي في استخراج الغاز الطبيعي في ليبيا، الذي يؤمن أكثر من ثلث احتياج استهلاك إيطاليا.
ومن ناحية أخرى، تعد مسألة الهجرة غير النظامية ملفا مهما لإيطاليا في ظل تدفق المهاجرين القادمين من أفريقيا جنوب الصحراء ودول عربية وجنوب آسيا انطلاقا من السواحل الليبية سعيا للوصول إلى أوروبا.
ويتخطى عدد الوافدين بحرا إلى البلد 105 آلاف مهاجر في 2022، حسب أرقام وزارة الداخلية الإيطالية.
ويعد البحر الأبيض المتوسط أخطر طريق للهجرة في العالم، حسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة التي أحصت مقتل وفقدان 1377 مهاجرا أثناء هذه الرحلة في 2022.
