الكوميديا في مسلسلات رمضان.. “كامل العدد” يحقق المفاجأة و”الكبير” يخذل جمهور مكي | فن
بدأ عرض المسلسلات الرمضانية قبل أيام، ومن بين نحو 30 مسلسلا مصريا تعرض هذا العام، استحوذت الكوميديا على نصيب الأسد، لذلك كان من الضروري البحث في ردود الفعل ومعرفة أبرز الأعمال التي شدت الانتباه.
“الكبير أوي 7”.. المبالغة في الأداء
بعد غياب سنوات، عاد النجم أحمد مكي لمسلسل “الكبير أوي” العام الماضي، وهو العمل الذي حقق نجاحا ضخما أكبر حتى من توقعات صانعيه، وضخ إلى الجمهور وصناعة الدراما نجوما جددا، على رأسهم رحمة أحمد وحاتم صلاح ومصطفى غريب.
لهذا كان أكثر الأعمال الكوميدية انتظارا هذا العام، ومع بداية عرض حلقات الموسم الحالي نال المسلسل العديد من التعليقات السلبية، بسبب عدم وجود حبكة درامية متماسكة، وتحول العمل إلى مجموعة من المقاطع (الاسكتشات) المكررة والمستنسخة من الموسم السابق، إضافة إلى المبالغة في الكوميديا التي تقدمها رحمة أحمد في دور مربوحة، عبر أداء مفتعل وصوت مرتفع وحركات غير مناسبة لطبيعة العمل ولا تخدمه.
ومع زيادة الهجوم على البطلة ومن ثمّ العمل، زعم بعض الفنانين أن ما يحدث هو جراء اللجان الإلكترونية مدفوعة الأجر، في إشارة إلى استهداف العمل من جهات لا تريد له النجاح وتكرار ما تحقق له العام الماضي.
“الصفارة”.. اللعب في المضمون
دخل النجم أحمد أمين قلوب الجمهور لأول مرة بفضل برنامج “البلاتوه”، وهو ما امتد للدراما، فقدم أدوارا صغيرة قبل القيام ببطولة مسلسل “الوصية” مع أكرم حسني، مما زاده شعبية.
بعدها قدم دور “رفعت إسماعيل” في مسلسل “ما وراء الطبيعة”، ثم لعب دور “عرفات” في مسلسل “جزيرة غمام” رمضان الماضي، وهو ما تألق فيه بشدة، وعاد أمين بسرعة إلى الكوميديا عبر مسلسل “الصفارة”.
العمل يجمع بين الكوميديا والفانتازيا، ويتمحور حول فكرة السفر عبر الزمن؛ فالبطل سرق صفارة أثرية تُتيح له اختيار 3 دقائق في ماضيه وتغيير ما جرى بها، بعدها يعود للحاضر وقد تبدلت حياته تماما إثر ما غيره قديما، وإذا لم تعجبه حياته يستطيع العودة للدقائق الثلاث نفسها وإحداث تغيير جديد، وهكذا.
المسلسل يُشبه بتصرُّف فكرة فيلم “كليك” (Click) لآدم ساندلر، وهي الحبكة التي -وإن كانت مكررة- يمكن استثمارها بشكل جيد إذا تم ذلك بذكاء. ويمكن القول إن ما عُرض من حلقات حتى الآن ليس سيئا لكنه ليس رائعا أيضا، فهو بمستوى “اسكتشات” أحمد أمين القديمة، وإن طالت مدتها عن المعتاد، مما يعني أن العمل يضم مادة ذكية من الكوميديا والنكات، وإن كان لم يصل عند مستوى التوقعات.
كشف مستعجل.. كوميديا نصف جاهزة
مسلسل “كشف مستعجل” عمل كوميدي غير متاح إلا على منصة “واتش إت” (WATCH IT)، من بطولة مصطفى خاطر ومحمد عبد الرحمن وهنادي مهنى. أما حبكته فتدور حول قاتل مأجور يزور طبيبا نفسيا أملا في العلاج، لكن الطبيب يمنحه مهلة أسبوعين فقط للشفاء.
ورغم فكرة العمل الجيدة نسبيا، التي تحتمل اختلاق مواقف مضحكة، فإنه غير متميز سواء في الكوميديا أو الأداء التمثيلي، على عكس مسلسل “البيت بيتي” الذي قدمه مصطفى خاطر مؤخرا برفقة كريم محمود عبد العزيز، وينتظر الجمهور الموسم الثاني.
“1000 حمدا لله ع السلامة”.. حبكة مكررة
بعد نجاح مسلسل “أحلام سعيدة” الذي شاركت به في رمضان الماضي، والذي ينتمي لفئة “اللايت-كوميدي”، حاولت النجمة يسرا تكرار الأمر هذا العام بصحبة اثنين من نجوم الكوميديا الحاليين هما محمد ثروت وشيماء سيف ومجموعة من النجوم الشباب؛ جاءت النتيجة سلبية، فالقصة متكررة وعادية، والسرد الدرامي بطيء وممل، أما أداء الأبطال فجاء باهتا وغير مضحك، فهل يتغير الأمر في الحلقات المقبلة؟
كامل العدد.. مفاجأة رمضان 2023
أن تتفوق النجمة دينا الشربيني على أحمد مكي في الكوميديا مفاجأة لم يتوقعها أحد، إذ تُشارك دينا هذا العام في مسلسل “كامل العدد”، وهو عمل قصير بطولة شريف سلامة وإسعاد يونس، ويدور في أجواء أشبه بالفيلم العربي القديم “عالم عيال عيال”.
البطلة شابة مطلقة مرتين ولديها 4 أبناء، أما البطل فهو أرمل ولديه 3 أبناء، ويلتقي الاثنان مصادفة ويقعان في الحب، غير أن مسؤولياتهما تجاه الأبناء وقرارهما المتهور بالزواج ودمج الأسرتين ينتج عنه العديد من المواقف الطريفة، التي قدمها النجوم بسلاسة وخفة ظل، خاصة مع وجود كيمياء واضحة بين البطلين.
وهو ما قُدّم في ظل إخراج ممتع بصريا وموسيقى تصويرية مناسبة لروح العمل، والأهم سيناريو وحوار قريب إلى القلب، إذ ناقش قضايا اجتماعية مهمة وحساسة ولكن بشكل خفيف وكوميدي.
مسلسلات أخرى
من المسلسلات الكوميدية الأخرى، مسلسل “جت سليمة” لدنيا سمير غانم ومحمد سلام، الذي تدور أحداثه في إطار من الفانتازيا والسفر عبر الزمن، تماما كمسلسل “الصفارة”، والفارق أن دنيا سمير غانم تنتقل بالزمن إلى عالم قصص بكتاب سحري تقرأه، ولما كان العمل من 15 حلقة، فقد تقرر عرضه في النصف الثاني من رمضان.
أما مسلسل “اللعبة 4” فروّج له أبطاله قبل أن يُفاجِئوا الجمهور بتأجيل العرض لبعد عيد الفطر، وعرض الموسم الثالث عوضا عنه رغم أنه طُرح عبر منصة “شاهد” قبل عام من الآن.
وأخيرا مسلسل “إكسلانس” للنجم محمد سعد، الذي يُعرض على قناة المحور ومجموعة من القنوات العربية بعيدا عن المنصات الإلكترونية التي على الأغلب وجدته غير جديرا بالرهان عليه، خاصة أن البطل يُعيد تقديم شخصية “الحناوي” التي سبق أن قدمها من قبل ولم تحقق نجاحا يُذكر.
وبالفعل، لم يحظ العمل بأي اهتمام على منصات التواصل، لا سلبا ولا إيجابا، حتى أن بطله نفسه توقف عن الترويج له.