الجزيرة نت تحاور رئيس المجلس اليهودي في كردستان العراق بعد اعتناقه الإسلام | سياسة
السليمانية- أثار إعلان رئيس المجلس اليهودي العام في إقليم كردستان العراق، آرام عزت، اعتناقه الدين الإسلامي في مؤتمر صحفي أمام وسائل الإعلام الكثير من ردود الفعل. وكشف عزت في حوار خاص مع الجزيرة نت عن أسباب اعتناقه الإسلام، تاركا منصبه وما يتمتع به من سلطة وجاه على رأس المجلس اليهودي بعد أن شغله لنحو 6 سنوات متتالية.
وتعد كردستان من أقدم المناطق التي كان يعيش وينتشر فيها اليهود قبل أن يشهد النصف الأول من القرن الماضي هجرتهم أو تهجيرهم إلى إسرائيل عام 1948، وبدأ عددهم يتقلص نتيجة تطبيق القانون رقم (1) لسنة 1951 بإسقاط الجنسية العراقية عن يهود العراق. وهاجر حينها نحو 125 ألف يهودي من العراق إلى إسرائيل، من ضمنهم غالبية يهود كردستان.
احتفال يهودي في أربيل
وكان اليهود الأكراد يتوزعون بشكل أساسي في محافظات أربيل ودهوك والسليمانية في كردستان، حتى باتت هناك أحياء كاملة بأسمائهم مثل “حي اليهود” الشهير في السليمانية.
وبعد عقود من الانقطاع، عاد نشاط اليهود يتجدد في الإقليم بممارسة شعائرهم الدينية، لا سيما بعد القانون المرقم 5 لسنة 2015 الصادر من برلمان إقليم كردستان الذي منح اليهود حق ممارسة الطقوس الدينية والمذهبية والقومية بكل حرية، مثل الأديان الأخرى المرخصة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
وبعد ذلك، شهدت مدينة أربيل في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 تنظيم أول احتفال يهودي علني أطلق عليه تسمية “هولكوست منسي” بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين أجانب، لإحياء الذكرى الـ70 لترحيل العائلات اليهودية إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منتصف القرن الماضي.
وتُقدّر أعداد اليهود في كردستان حاليا بأقل من 400 عائلة، ولا توجد أي إحصائية رسمية تكشف الأعداد بدقة.
بداية اعتناق الإسلام
يقول آرام عزت (36 عاما) إنه كان يتمتع بسلطة ومكانة في أثناء ترؤسه المجلس المستقل -الذي يتكون من 9 أشخاص والمُجاز من قبل وزارة الأوقاف في الإقليم- إلا أنه قرر أن يسلم إيمانا منه بصحة وسلامة معتقدات الإسلام ومبادئه.
وبعد تغيير دينه، يقول عزت إنه تعرض لأنواع مختلفة من النقد والشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إطلاق بعض التهم عليه من أشخاص يعيشون خارج كردستان وملاحقين قانونيا بقضايا مُختلفة.
لم يأت اعتناق عزت من فراغ، وإنما من خلال تأثره بصديق ناقشه مرات عدة بشأن ضرورة ترك اليهودية واعتناق الإسلام كونه الدين الحق.
وعن أوضاع اليهود في كردستان العراق، أكد عزت للجزيرة نت أن اليهود في كردستان يتمتعون بنسبة أمان عالية جدا، لكن هذا لم يمنع من وجود المخاطر، حيث يتعمد كثير منهم عدم الظهور في وسائل الإعلام.
وعما إذا كان لليهود في الإقليم تواصل مع إسرائيل، أوضح عزت أن هناك تواصلا في ما يتعلق بالشؤون الدينية وصلة القرابة فقط، بعيدا عن القضايا السياسية، خوفا من القانون العراقي الذي يمنع أي تواصل مع هذه الدولة، مستدركا بالقول عادة تكون اللقاءات والزيارات بين يهود كردستان والإسرائيليين في دولة أخرى.
وعن خططه المستقبلية، كشف عزت عن نيته أداء العمرة، كما يطمح للتفرغ للأعمال الخيرية ومساعدة الفقراء والأيتام، لأن ذلك “من أهم أسس وقيم الدين الإسلامي”.
دور الصديق
أما الحاج محمد بايز آغا الشارزوري (42 عامًا) وهو صديق عزت، يقول إنه حاول على مدار أكثر من 3 أعوام إقناع صديقه بالدخول في الإسلام إلى أن تكللت جهوده بالنجاح.
ويصف الحاج الشارزوري -وهو من الشخصيات العشائرية المعروفة في السليمانية- اعتناق صديقه للإسلام بأنه منحه شعورا عظيما وفخرا كبيرا أنه تمكن من ذلك حيث تمكن من إنقاذ شخص من دخول النار في الآخرة.
ويكشف للجزيرة نت أنه قرر إهداء صديقه المسلم الجديد تكاليف أداء العمرة، كما سيقف إلى جانبه لإنجاح الأعمال الخيرية التي ينوي القيام بها.
8 أديان
من جانبه، يصف مريوان النقشبندي، مدير الضمان النوعي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الإقليم، القانون رقم 5 لسنة 2015 الصادر من برلمان إقليم كردستان الخاص بحق ممارسة الطقوس الدينية والمذهبية والشخصية بأنه “فريد من نوعه” على مستوى العالم الإسلامي، كونه يعطي حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية والقومية والمذهبية لكل المكونات في كردستان.
وأوضح أنه توجد في الوزارة 8 أديان يعترف بها رسميا، إلا أن 3 منها لها مديريات عامة خاصّة بها، وهي الإسلام والمسيحية والإيزيدية مع موظفين يديرون شؤونها، في حين يقتصر وجود الأديان الخمسة الأخرى (اليهودية والبهائية والصابئة والزردشتية والكاكائية) على التمثيل فقط.
ويعود السبب في ذلك -وفق حديث النقشبندي للجزيرة نت- إلى أن ممثلي الأديان الأخرى جاؤوا بعد إصدار القانون، بالإضافة إلى الأزمة المالية التي أغلقت باب التعيين في الدوائر الحكومية، مشيرا إلى وجود أعداد مقدرة من أتباع هذه الديانات الخمس كموظفين عامين في دوائر مختلفة حالهم حال الموظفين الآخرين.