العواصف المدمرة تهدد مستقبل أنواع من الطيور في القارة القطبية الجنوبية | علوم
أعاقت العواصف الشديدة في القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” عشرات الآلاف من الطيور البحرية من التكاثر في العام الماضي، وإذا تسبب تغير المناخ في أحداث مماثلة في المستقبل، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع انخفاض أعداد هذه الطيور، وفقا لدراسة جديدة نشرت في 13 مارس/آذار الجاري في دورية “كارنت بيولوجي” (Current Biology).
وفي الدراسة، راقب باحثون من المعهد القطبي النرويجي 3 أنواع من الطيور البحرية في “كوين مود لاند”، التي تشكل خُمس القارة القطبية الجنوبية، وتطالب بها النرويج كمقاطعة لها في أنتاركتيكا. وركز الباحثون على طيور: كركر القطب الجنوبي، ونوء القطب الجنوبي، ونوء الثلج.
صيف بلا تكاثر
تتكاثر الطيور مثل طائر النوء في القطب الجنوبي، مرة واحدة سنويا في صيف أنتاركتيكا، وتضع البيض في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني وبداية ديسمبر/كانون الأول. تضع طيور النوء بيضة واحدة، لكن يميل كركر القطب الجنوبي إلى وضع بيضتين.
وفي الدراسة الجديدة، كشف الباحثون أن حدوث العواصف العنيفة بشكل خاص بين ديسمبر/كانون الأول 2021 ويناير/كانون الثاني 2022 تسبب في عدم حدوث تكاثر من الأساس في الأنواع الثلاثة في هذا الجزء من القارة القطبية الجنوبية.
ويقول سباستيان ديكامبس المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في المعهد القطبي النرويجي إن الباحثين يعلمون بالفعل تأثيرات العواصف على مستعمرات الطيور البحرية، ويدركون أنها تسبب بعض الخسارات في البيض والأفراخ، وأن فرص نجاح التكاثر تكون أقل في وقت العاصفة.
ويضيف ديكامبس في تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني “نحن نتحدث هنا عن عشرات -إن لم يكن مئات الآلاف- من الطيور لم يتكاثر أي منها خلال هذه العواصف. وعدم نجاح التكاثر أمر غير متوقع حقا. وقد تأثرت المستعمرات التي تفصل بينها مسافة أكثر من 500 كيلومتر. حيث منعت العواصف ببساطة أي تكاثر على الإطلاق باستثناء عدد قليل من أنواع الطيور البحرية التي من المحتمل أن تتكاثر في تجاويف محمية من العواصف”.
مستقبل غامض لطائر النوء
تعد منطقتا سفارتهامارين وجوتولسين المتقاربتين موطنا لاثنين من أكبر مستعمرات طائر النوء في القطب الجنوبي في العالم وهما مناطق تعشيش أساسية لطيور النوء الثلجي ونوء القطب الجنوبي.
ومن عام 1985 إلى عام 2020 في سفارتهامارين، احتوت المستعمرة على ما بين 20 ألف و200 ألف عش لطائر نوء القطب الجنوبي في أنتاركتيكا، وحوالي ألفي عش لطائر النوء الثلجي، وأكثر من 100 عش كركر سنويا، وفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع “فيز دوت أورغ” (Phys.org).
ويشير المؤلف الرئيسي إلى أن طائر النوء على وجه الخصوص ينتظره مستقبل غامض خاصة أن أعداد أفراد تجمعاته بدأت في الانخفاض بالفعل منذ حوالي 20 عاما، وإذا أصبحت مثل هذه العواصف أكثر تكرارا أو شدة، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع انخفاض عدد الطيور، و”لسوء الحظ، هذا ما تتنبأ به النماذج المناخية”.
ويقول ديكامبس إنه عادة ما توجد عشرات الآلاف من الأعشاش في هذه الزاوية من القارة، وفقا للتقديرات التي أعدها الفريق لأعداد الطيور البحرية من خلال حساب عدد الأعشاش في 200 قطعة أرض صغيرة واستقراء النتائج على المنطقة الأوسع.
ويعتقد الباحث أن العواصف الثلجية ربما تسببت في إبعاد الطيور، لأن الرياح القوية تجعل من الصعب الحفاظ على دفء الجسم واحتضان البيض. وفي مرحلة ما، تفضل الأنواع طويلة العمر -مثل الطيور البحرية- التخلي عن بيضها وزيادة فرصها في البقاء على قيد الحياة من خلال العودة إلى البحر، حيث يمكنها أن تتغذى وتكتسب الطاقة.
المصدر : الجزيرة + فيز دوت أورغ + مواقع إلكترونية