نزل الآلاف إلى الشوارع في مولدوفا، الجمهورية السوفياتية سابقا، للتظاهر ضد الحكومة الموالية لأوروبا وأسعار الغاز المرتفعة، واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين المطالبين بكبح جماح الغلاء ومواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد.
وأعلنت الشرطة -اليوم الأحد- أنها اعتقلت 54 شخصا خلال احتجاجات نظمها حزب “شور” الموالي لروسيا في العاصمة كيشيناو.
وعبر تطبيق التواصل تليغرام، قالت مفتشية الشرطة العامة في مولدوفا “نُقل 54 مشاركا في الاحتجاج، من بينهم 21 قاصرا، إلى المفتشية لتحديد هويتهم على خلفية قيامهم بسلوك مشكوك فيه، بينما كانت بحوزتهم أغراض محظورة”.
وأبلغت الشرطة عن 4 إنذارات بوجود قنابل في العاصمة، ووصفتها بأنها جزء مستمر من تدابير زعزعة الاستقرار في مولدوفا.
كما أشار بيان منفصل للشرطة إلى أن المتظاهرين يتجاهلون القانون، مضيفا أن “المتظاهرين لا يلتزمون بتعليمات الشرطة وهم عدوانيون مع الضباط”. وطالبتهم الشرطة بالتزام السلوك المناسب وغير العنيف، لا سيما عند التعامل مع عناصرها.
واتهمت مارينا تاوبر، نائبة زعيم حزب المعارضة، الشرطة بارتكاب أعمال عنف. كذلك اشتكت من إغلاق الطرق المؤدية إلى المظاهرة، مما منع كثيرا من المواطنين من الاحتجاج.
وقالت تاوبر إن المشاركين في المظاهرة طالبوا الحكومة بدفع فواتير الغاز “لأشهر الشتاء”.
ويقول كثير من سكان مولدوفا إنه لم يعد بإمكانهم سداد فواتيرهم الخاصة بالغاز، أو تحمل تكاليف المعيشة. وبدأت الاحتجاجات في فبراير/شباط الماضي.
والسبت، قالت المفتشية العامة للشرطة في مولدوفا إن لديها معلومات عن مظاهرة محتملة لتنظيم أعمال لزعزعة الاستقرار وإثارة الاضطراب.
وأوضحت الشرطة أنها تطالب المنظمين والمشاركين بالالتزام بالشروط القانونية، وعدم قبول الإجراءات التي من شأنها أن تعرض حياة الشعب وسلامته للخطر، فضلًا عن أمن الدولة.
وتصاعد التوتر بين مولدوفا وروسيا عندما ادعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشهر الماضي أن روسيا تعتزم تقويض الوضع السياسي في مولدوفا. وتعليقا على ذلك، قال رئيس مولدوفا مايا ساندو إن مؤسسات الدولة أكدت خطط موسكو.
ورفضت روسيا هذه المزاعم، قائلة إن كييف أطلقت معلومات مضللة حول خطة روسية لزعزعة استقرار مولدوفا، وإن الهدف هو إشراك كيشيناو في مواجهة صعبة مع موسكو.
وبشكل منفصل، قالت موسكو إن أوكرانيا تستعد لاستفزاز مسلح ضد ترانسنيستريا، وهي منطقة انفصالية معترف بها دوليا بوصفها جزءا من مولدوفا، ولكن يسيطر عليها حاليا انفصاليون موالون لروسيا.
