أميركا والغرب أصابهم الخوف.. لماذا يخشون التعاون العسكري بين موسكو وطهران؟ | أخبار البرامج
تبدو الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية منزعجة مما تصفه بالتعاون العسكري الروسي الإيراني المتنامي، فأعينها تراقب عن كثب تقارب البلدين وتحصي عدد حركاتهما وسكناتهما. فما الذي يخيفهم من ذلك؟
وتشير التقارير الغربية إلى أن التعاون بين روسيا وإيران يمضي نحو مستويات غير مسبوقة، خاصة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو التحول الذي صنع وفق القراءة الغربية مصلحة روسية إيرانية متبادلة، إذ تعمل طهران على دعم موسكو بالمسيّرات في الحرب التي تشنها على أوكرانيا، في حين يقدم الروس للإيرانيين مقاتلات ورادارات وأنظمة دفاع جوي لمواجهة أي هجوم إسرائيلي أو أميركي محتمل ضدها.
أين الخطر؟
وعن مخاطر التقارب بين روسيا وغيران، لفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/3/4)- إلى أن الخطر يكمن في امتلاك إيران أوراقا قد تستخدمها في مواجهتها مع الغرب ومناورته، موضحا أن التقارب لم يرق بعد إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، لكنها شراكة قائمة على المصلحة بين دولتين محاصرتين غربيا.
وفي لعبة المصالح، رأى أن روسيا تستخدم الورقة الإيرانية لتضرب الغرب بشكل واضح، ولكن ما قد يخيف أميركا والغرب هو تطور هذه الشراكة إلى تزويد إيران بطائرات سوخوي 35، مما قد يغير موازين القوى في منطقة الخليج العربي لكونها ستعطي إيران سلاحا فعالا كانت تفتقده.
“شيطنة” إيران
ومن وجهة نظر إيرانية، ترى طهران أن روسيا قد تكون خشبة الخلاص مستفيدة من حربها في أوكرانيا، خاصة في ظل تذبذب موقف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي لم يسن خطوطا حمراء، معتبرا أنه لا يمكن بذلك فصل المفاوضات النووية عن الوضع العسكري في روسيا.
كما أشار الشايجي إلى أن هناك “شيطنة” لصورة إيران في الغرب كونها تدعم روسيا في حربها على أوكرانيا وتزودها بالأسلحة، متوقعا أن يكون هناك تصعيد من جميع الأطراف، ولكنه رأى أيضا أن إيران تلعب بشكل ذكي يجعلها تضمن العودة للاتفاق النووي بشروطها الخاصة.
ليست مفاجأة
وبالعودة للخلفية التاريخية لهذا التقارب، أوضحت الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني فاطمة الصمادي أن تعزيز العلاقات مع روسيا ليس قرارا إيرانيا مفاجئا، بل جاء بناء على قرار تقرير قدمه مجمع تشخيص مصلحة النظام عام 2008، وهذا ما جعل التقارب بين البلدين يسير تصاعديا، خاصة أن الرهان على الدول الغربية في الملف النووي الإيراني لم يكن صائبا.
وأضافت أن إيران تعتقد أن التوجه شرقا -بما في ذلك الصين- يخدم مصالحها بشكل أكبر، خاصة في ظل استمرار العقوبات المفروضة عليها والتعنت الغربي في الملف النووي، معتبرة أن ازدياد توتر العلاقة مع أميركا والغرب يعني الاتجاه بشكل أكبر نحو روسيا.
حذر غربي
أما على الصعيد الأميركي، فحذرت دانا سترول نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي للشرق الأوسط -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- مما وصفته بمخاطر التعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا على منطقة الشرق الأوسط، وبينما نفت روسيا في مناسبات عدة تقديم أسلحة متطورة إلى إيران، أشارت تقارير غربية إلى تطور التعاون الدفاعي بين الجانبين، خاصة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وفي سياق التقارير الغربية بخصوص هذا التعاون العسكري، يذكر أن مجلة فورين بوليسي الأميركية نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن سعي إيران للحصول على منظومة الدفاع الجوي “إس-300” (S-300) أو “إس-400” (S-400) روسية الصنع، سيساعد في حماية بنيتها التحتية النووية من ضربات إسرائيلية محتملة.
وأضاف المسؤول أن موسكو وطهران قدمتا بالفعل خططا لبناء مصنع لإنتاج المسيّرات في روسيا، كما أن إيران -وفقا للمسؤول الأميركي- تضاعف الدعم العسكري لروسيا عبر صفقات عسكرية جديدة يمكن أن تطيل الحرب في أوكرانيا. وتوفر لها شرايين حياة اقتصادية ودفاعية جديدة في ظل العقوبات المفروضة عليها. واستنادا إلى المسؤول الأميركي فإن روسيا تضع خططا لتزويد إيران بمقاتلات ومروحيات ومنظومات دفاع جوي متطورة.