ارتفاع غير مسبوق في الأسعار بالأسواق المصرية قبل رمضان.. هل تنجح الحكومة في احتواء الأزمة؟ | اقتصاد
القاهرة- تسابق الحكومة المصرية الوقت، قبل شهر رمضان المعظم، لتوفير السلع الغذائية والقضاء على ارتفاع الأسعار، حيث سجل معدل التضخم السنوي ليناير/كانون الثاني الماضي 26.5% مقابل 8% الشهر نفسه من العام السابق، كما سجل ارتفاعا قدره 4.9% عن ديسمبر/كانون الأول 2022، وفق الجهاز المركزي للإحصاء.
وبحسب بيان رسمي للجهاز، ارتفعت أسعار الحبوب والخبز بنسبة 6.6%، اللحوم والدواجن 20.6%، الأسماك والمأكولات البحرية 9.4%، الألبان والجبن والبيض 10.3%، الزيوت والدهون 7.8%، الفاكهة 3.8%، البن والشاي والكاكاو 10.9%.
ومن جانبه صرح رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أنه سيتم ضخ المزيد من السلع في السوق المحلية لضبط الأسعار، مع مراجعة ومتابعة كل الأسعار بشكل يومي للحد من التلاعب.
معارض حكومية بأسعار مخفضة
وتسعى الحكومة المصرية للسيطرة على أسعار المنتجات الغذائية من خلال عدة إجراءات:
- معارض “أهلا رمضان”
تنظمها وزارة التموين والتجارة الداخلية، ووصل عدد المعارض إلى 341 معرضا حتى 19 فبراير/شباط الجاري، وتباع فيها كافة المنتجات والسلع الغذائية بتخفيضات تصل إلى 30%.
وقد خصصت محافظة الجيزة عددا من الأرقام الهاتفية لتلقي شكاوى المواطنين بشأن أي تلاعب في أسعار السلع المطروحة بالمعارض الحكومية.
- مبادرة “كلنا واحد”
دشنتها وزارة الداخلية، وتهدف لتوفير السلع الغذائية بأسعار مخفضة 60% من خلال 1026 منفذا ثابتا ومتحركا على مستوى الجمهورية.
- تعاقدات سلعية جديدة
أعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية التعاقد على 50 ألف طن من الأرز الأبيض المستورد، وتوريد 4 آلاف طن من الزيت الخام المحلي خلال الفترة من 5 إلى 25 أبريل/نيسان المقبل.
كما أعلنت شركة النيل للمجمعات الاستهلاكية (جهة حكومية) عن طرح دواجن مجمدة من نوع برازيلي بسعر 65 جنيها للكيلوغرام (الدولار يعادل 30.5 جنيها).
تنافس تجاري
في المقابل، طرحت جميع السلاسل التجارية الكبرى، في مصر، عروضا تنافسية لجذب الجمهور. وعرضت سلسلة محلات “بيت الجملة” فكرة بطاقة “كارت الخير” بقيمة نقدية تبدأ من 100 حتى 500 جنيه.
ويستطيع حامل هذه البطاقة شراء ما يريد من سلع غذائية. وطرحت “كرتونة رمضان” بسعر 200 جنيه، وتحتوي على 250 غراما من الزبيب، ومثلها من جوز الهند، وكيلو سكر ومثله من البلح، ومثله من المعكرونة، وزجاجة زيت.
وبلغ سعر كيلو الدجاج المجمد 93 جنيها، وكيلو كفتة اللحم 115 جنيها، وكيلو اللحم البرازيلي 175 جنيها.
وأعلنت سلسلة محلات “كارفور” تقديم خصومات في كافة فروعها بمناسبة رمضان، وتعرض “كرتونة سلع رمضان” بمبلغ 120 جنيها، وتضم 5 أكياس من المعكرونة فئة 300 غرام، و900 غرام من الأرز، 900 غرام من السكر، 300 غرام من الفول، 600 ملليلتر من الزيت، 500 غرام من الملح.
وأعلنت سلسلة محلات سعودي تقديم 3 عروض لـ “كرتونة رمضان” بأسعار تبدأ من 130 جنيها، 210 جنيهات، 340 جنيها.
مقاطعة جبرية واهتمام بالأساسيات
من جانبه توقع الخبير الاقتصادي مصطفى عبد السلام -في حديث للجزيرة نت- أن تواجه الأسرة المصرية في رمضان ارتفاعا حقيقا في الأسعار، موضحا أنه خلال هذه الأيام يزيد الطلب على السلع الغذائية، مع وجود عجز في بعض السلع مثل الأرز.
وأشار عبد السلام إلى تراجع كبير في الطلب على بعض السلع الغذائية، و”مقاطعة جبرية” لسلع أخرى بسبب ارتفاع أسعارها مثل البيض والأجبان، بالتزامن مع البحث عن البدائل في مواجهة الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق.
ويشير هذا الخبير الاقتصادي إلى أن الظروف المادية السيئة للأسرة المصرية ستؤدي إلى التراجع على سلع رمضانية رئيسية مثل الياميش والبلح، داعيا الحكومة إلى العمل على خفض الأسعار من خلال زيادة المعروض.
وفي السياق نفسه، يرى الباحث الاقتصادي إبراهيم الطاهر -في حديث للجزيرة نت- أن الأسعار التي ارتفعت لن تنخفض في ظل التضخم الذي تشهده مصر “ومن ثم فالحديث عن انخفاض الأسعار قبل رمضان ما هو إلا للاستهلاك المحلي” وأضاف أن الأسر ستواجه مزيدا من الارتفاع في الأسعار في رمضان الذي يزيد فيه الطلب عادة.
ويوضح الطاهر أن الأسواق التجارية “ليست أسواقا خيرية” وأنه “يجب على الحكومة المصرية أن تقوم بجميع أدوارها في وقت واحد، سواء التنفيذية أو الرقابية أو التضامنية، حتى لا تترك الأسر في قبضة المتلاعبين بالأسعار المستغلين للظروف الاقتصادية الصعبة”.