الدوحة- تتلاقى في معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، سنويا، التقنيات الغربية المتطورة في التصنيع وسحر التصميمات الشرقية التي تتميز بعنصري الإبداع والأصالة الغنية بعناصر مشتقة من الطبيعة.
ويقدم المعرض -الذي انطلقت أمس نسخته رقم 19 تحت رعاية رئيس الوزراء القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني- قطعا حصرية لأرقى العلامات التجارية للمجوهرات والساعات، ذات جودة عالية وتحمل تصميمات فريدة بأيد حرفية ماهرة وبإدخال عناصر أولية مشتقة من الطبيعة 100%.
وعلى مدار أيامه الستة وحتى 26 فبراير/شباط الجاري، يوفر المعرض لزواره تجربة غنية للتعرف على المهارات اليدوية في صناعة المجوهرات والتصاميم الحصرية والبديعة، كونه يجمع بين التجار والمستهلك بطريقة مباشرة.
وتشهد النسخة الحالية من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات الكشف عن عدة تصميمات ومنتجات في الأجنحة المختلفة، كما تشهد مشاركة عدة علامات تجارية عالمية لأول مرة، بينها “داماس” التي أطلقت مجموعتها الجديدة وتحمل اسم “ألِف”، ومجوهرات “لويس فيتون” التي تعرض “قلادة الخيال” المصنوعة من الألماس على شكل زهرة ويبلغ وزنها 2.56 قيراط، وتقدر بمئات الآلاف من الدولارات.
وجهة مثالية
تعتبر بثنية المسلماني من شركة قطر لريادة الأعمال -المنظمة- أن المعرض بات يمثل سنويا وجهة مثالية مهمة للماركات والعلامات التجارية العالمية والمصممين الواعدين، فضلا عن أنه أصبح يمثل قبلة للاستثمار من جانب الشركات والأفراد.
وتقول المسلماني للجزيرة نت إن المعرض نجح خلال السنوات الأخيرة في استقطاب العديد من العلامات التجارية العالمية الفاخرة وخبراء ومصممي المجوهرات والساعات، الأمر الذي عزز مكانته في المنطقة كونه المعرض الوحيد الذي يجمع بين العملاء والعلامات التجارية مباشرة.
وتضيف أن المعرض يواصل تطوره عاما بعد عام من أجل تلبية حاجة عملائه وجمهوره من المجوهرات والقطع الثمينة، وأصبح منصة مميزة للترويج للعلامات التجارية العالمية والمحلية والمبدعين والمصممين العالميين أو المحليين، حيث تشهد هذه النسخة مشاركة مجوهرات “داماس” للمرة الأولى، فضلا عن عودة الجناحين التركي والهندي.
ويحرص المعرض سنويا على ملاءمة رغبات عشاق المجوهرات والساعات الراقية كافة، وتعزيز حضوره الدائم إقليميا ودوليا، في ظل احتلاله مكانة مرموقة بين المعارض المختصة في هذا المجال، وفقا للمسلماني.
رعاية المواهب القطرية
وفي نسخته رقم 19، يواصل معرض الدوحة للمجوهرات والساعات إتاحة الفرصة لعشرة من المصممات والمصممين القطريين لاستعراض مجموعاتهم الجديدة التي تمزج بين جماليات التراث القطري وفنون التصميم الحديث، جنبا إلى جنب مع المجموعات العالمية المرموقة، وذلك عبر مبادرة “المصممين القطريين” التي أطلقتها قطر للسياحة عام 2017 في إطار التزامها الراسخ برعاية المواهب الإبداعية في البلاد.
قطع تراثية
بدوره، يوضح المصمم القطري عبد الله فخرو صاحب مجموعة “مداد” للمجوهرات أنه يشارك في فعاليات المعرض بمجموعة مميزة مستوحاة من التراث القطري والإسلامي والخط العربي، فضلا عن بعض القطع الخاصة من الخطوط الكلاسيكية التي يتقنها.
ويقول فخرو للجزيرة نت إنه يقدم مجموعة قطع مصنوعة يدويا من الألماس النقي وتواكب كل الأذواق، وتتميز بتصاميمها المختلفة وجودتها العالية وأسعارها التنافسية التي تناسب غالبية العملاء.
ويضيف أن متوسط أسعار القطع يصل إلى نحو 2500 ريال قطري (685 دولارا) وهو يناسب السوق ويركز على الشريحة المهتمة بتقديم الهدايا.
وخلال مشاركته الرابعة بالمعرض ضمن مبادرة المصممين القطريين، يرى فخرو أن المبادرة تحفز المصممين القطريين على التميز والاستمرار، وتوفر لهم البيئة للإبداع عبر الاحتكاك بأكبر العلامات والماركات العالمية والاطلاع على أحداث الطرازات واكتساب خبرات مختلفة.
وتشهد نسخة هذا العام من المعرض حضور شركة المزادات العالمية “فليبس” التي تعود تصاميمها إلى القرنين العشرين والـ 21، وتمكنت من تحقيق رقم قياسي عالمي في مزادات الساعات، ببيعها ساعة “بول نيومان” من رولكس بأكثر من 17 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول 2017.
استلهام التراث القطري
من جهتها، تؤكد المصممة القطرية جواهر المناعي -التي أسست مع شقيقتها حصة مجوهرات “غند”- على أهمية حضور معرض الدوحة للمجوهرات والساعات من أجل عرض القطع التي تعبر عن الثقافة والتراث القطري، أمام الزوار من مختلف دول العالم.
وتقول المناعي للجزيرة نت إنها تسعى جيدا لدراسة السوق والمنافسين من أجل تصميم قطع مختلفة وغير موجودة، وهذا دائما ما يميز مجوهرات “غند” عن غيرها، إذ أن تصاميمها فريدة من نوعها ومستوحاة من التراث والطبيعة.
وتضيف أن مشاركتها الخامسة في المعرض، ضمن الجناح الخاص بمبادرة المصممين القطريين الشباب والتي تضم عشرة مصممين ومصممات، تمنحها فرصة اللقاء بشركات كبرى في عالم المجوهرات والتعرف على أحدث الطرازات العالمية وأنجع طرق التسويق والمنافسة.
وحول دخولها مجال التصميم وعالم المجوهرات، ترى المناعي أنها رأت في هذا المجال شغفها، فهي لم تجد التصاميم التي تستهويها، لذلك عملت على أن تصمم بيديها، فبدأت الأمر كهواية عام 2015، قبل أن تحترف هذا العمل عام 2017 بعد تأسيس مجوهرات “غند”.
تبادل الخبرات
يعد معرض الدوحة للمجوهرات والساعات أحد أقدم المعارض في قطر والمنطقة، وأسرعها نموا، وشهد خلال نحو عقدين من الزمان تطورات مهمة على مستوى المشاركات المحلية والعالمية، والفعاليات المصاحبة التي تركز على الجانب المعرفي الخاص بتبادل الخبرات بين الجمهور والصناع من جهة، وبين خبراء الصناعة أنفسهم من جهة أخرى.
ويعمل معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، بالتعاون مع مختبر قطر لمعايرة المعادن والأحجار الكريمة، في تقديم خدمة الفحص الانتقائي للمجوهرات التي ستعرض في النسخة الحالية للمعرض للتحقق من مدى جودتها ومطابقتها للمقاييس والمواصفات العالمية.
