%65 من الأميركيين يؤمنون بها.. غموض تعامل البنتاغون مع 3 أجسام طائرة يزيد التكهنات بوجود كائنات فضائية | سياسة
واشنطن- لم يحسم الجيش الأميركي الجدل حول طبيعة 3 أجسام طائرة أسقطها خلال الأيام الثلاثة الماضية فوق ولاية ألاسكا وكندا وبحيرة هورون بولاية ميتشغان.
وأثار الحادث الأخير مزيدا من التساؤلات حول موجة الأجسام الطائرة الغامضة التي أُسقطت فوق أميركا الشمالية هذا الشهر، حيث جددت تلك الحوادث أسئلة عديدة يؤمن بها أكثر من نصف الأميركيين حول ما إذا كان هناك حياة أخرى وكائنات فضائية أكثر ذكاء من البشر.
ولم يقدم المسؤولون العسكريون الأميركيون أي تفاصيل تشير إلى ما إذا كانت الأجسام الغامضة التي تم إسقاطها خلال الأيام الثلاثة الماضية ترتبط بإسقاط منطاد التجسس الصيني الذي عرضت صوره أثناء جمع حطامه قبالة سواحل ولاية كارولينا الشمالية.
وذكر البنتاغون أن هذه الأجسام كانت تسير على ارتفاع 20 ألف قدم (6.1 كيلومترات)، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على حركة الطيران التجارية.
أجسام طائرة وليست مناطيد
وأشارت القيادة العسكرية الشمالية الأميركية أن فرق التحقيق تعمل على جمع الحطام من الأجسام المجهولة التي تم إسقاطها بدون الإفصاح عن أي تفاصيل عما تم العثور عليه، إذ تشير بعض التحليلات إلى أن هذه الأجسام الطائرة يمكن أن تكون “نوعا غازيا من البالونات” أو “نوعا من نظام الدفع”.
وقال الجنرال غليندي فانهيرك قائد القيادة الشمالية الأميركية وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأميركا الشمالية إنه لا يستبعد أن تكون الأجسام المجهولة التي أسقطتها الولايات المتحدة في الأيام الماضية من خارج كوكب الأرض.
وضاعف رد الجنرال الأميركي فانهيرك وعدم استبعاده ربطها بالكائنات الفضائية، من الجدل حول طبيعة هذه الأجسام، إذ رفض الجنرال فانهيرك أن يصنف هذه الأجسام على أنها بالونات، معلقا “نحن نسميها أشياء، ما نراه هو أجسام صغيرة جدا جدا تنتج مقطعا عرضيا راداريا منخفضا جدا”.
وقال الجنرال فانهيرك “لا أستبعد أي شيء.. سأترك الأمر لمجتمع المخابرات للكشف عن حقيقة ذلك”، مضيفا “في هذه المرحلة نواصل تقييم كل تهديد أو أي خطر محتمل غير معروف يقترب من أميركا الشمالية بمحاولة التعرف عليه”.
وكان البنتاغون قد أسقط منطاد تجسس قبالة سواحل ساوث كارولينا في الرابع من فبراير/شباط الجاري بعد أن حلّق لعدة أيام فوق الولايات المتحدة، وقال مسؤولون إن مصدره الصين واستخدم لمراقبة المواقع الحساسة، إلا أن الصين نفت استخدامه للتجسس مؤكدة أنه لمراقبة الطقس وضل طريقه، غير أن الحادث أدى إلى تصعيد التوترات بين واشنطن وبكين.
البشر الآخرون
وجددت حوادث إسقاط أجسام طائرة مجهولة فوق أميركا الشمالية خلال الأيام الأخيرة أسئلة عديدة يؤمن بها أكثر من نصف الأميركيين حول ما إذا كان هناك حياة أخرى وكائنات فضائية أكثر ذكاء من البشر، إذ يؤمن الكثير من الأميركيين أن هناك شيئا مثيرا للاهتمام وقد تكون هناك دول أو أفراد يعيشون على كوكبنا حققوا مآثر تكنولوجية لم نكن نتخيلها في السابق، أو ربما شهدنا ظاهرة تأتي من مكان آخر، وفق اعتقاد الأميركيين.
ووفقا لاستطلاع أجراه مركز بيو قبل عام على أكثر من 10 آلاف أميركي ونشرت نتائجه في يونيو/حزيران 2021، يؤمن 65% من الأميركيين بوجود حياة فضائية ذكية في كواكب غير كوكب الأرض، وأظهر الاستطلاع أن 87% من الأميركيين لا يعتقدون أن الأجسام الغريبة الطائرة تشكل تهديدا أمنيا للولايات المتحدة على الإطلاق.
وجددت تلك الحوادث الحديث حول قضية “الأجسام الطائرة المجهولة” (Unidentified Flying Objects -UFO)، حيث يرى بعض الخبراء أن بعض الأجسام الطائرة المجهولة -إن لم تكن ظواهر جوية أو طائرات أو بالونات أخطأ الناس في التعرف إليها- حقيقية للغاية، لدرجة أن المفتش العام في البنتاغون اضطر سابقا لإجراء تحقيق شامل في صيف 2021 وذلك استجابة لطلب صريح من لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ.
وتضمن التقرير أن هناك بيانات موثوقة للغاية وتسجيلات لشهود أكدوا تكرار مشاهدة الأجسام الطائرة المجهولة بالقرب من المواقع العسكرية الأميركية الحساسة، ولم يؤكد تحقيق البنتاغون الذي جاء في 9 صفحات واطلعت عليه الجزيرة نت، أن هناك أي دليل على وجود كائنات فضائية، ولكنه لا يستبعد ذلك أيضا.
جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما كان قد أثار فضول الشعب الأميركي قبل سنوات عندما ذكر في حديث تلفزيوني أن هناك “لقطات وتسجيلات لأجسام في السماء، ولا نعرف ما هي بالضبط، لا يمكننا شرح كيف تتحرك ولا معرفة مسارها، ولا يمكن تفسير ذلك بسهولة، وأعتقد أن البعض ما زالوا يأخذون ذلك على محمل الجد، ويحاولون التحقق لمعرفة ما هي تلك الأشياء”.
ضرب من الجنون
وفي لقاء مع شبكة “سي بي إس” (CBS) الأميركية، قال سيناتور ولاية مونتانا الديمقراطي جون تيست “إن ما حدث في الأسبوعين الماضيين أو نحو ذلك، لم يكن أقل من الجنون”، وانتقد الجمهوريون مرارا إدارة بايدن لتعاملها مع أول منطاد تجسس مشتبه به، قائلين إنه كان ينبغي إسقاطه في وقت أقرب بكثير.
من جانبه قال زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر “إن مسؤولي المخابرات يعتقدون أن الأجسام الطائرة كانت في الواقع بالونات مراقبة لكنها أصغر بكثير من أول بالونات أسقطت قبالة ساحل ساوث كارولينا”.
في حين رأى بعض المعلقين أنه ربما توصلت روسيا أو الصين إلى تكنولوجيا متطورة غير معروفة للأميركيين، أما وكالة ناسا فتكرر أنه من المبكر استبعاد أن يكون هناك كائنات أخرى خارج كوكب الأرض.