إسرائيل تلعب بالنار.. هل منحتها أميركا الضوء الأخضر؟ وبأي يد ترد إيران ضربتها؟ | أخبار البرامج
على وقع الاتهامات الإيرانية لإسرائيل بضلوعها في هجوم على منشأة عسكرية في أصفهان؛ توالت ردود الفعل الدولية وتوقعات الرد الإيراني على هذا الهجوم، خاصة أن إسرائيل امتنعت عن التعقيب على تقارير غربية تؤكد ضلوعها في الهجوم. فماذا ستفعل طهران؟
باتت الصورة بالنسبة لطهران أوضح في ما يتعلق بالهجوم -الذي وصفته في البداية بالغامض- على منشأة تابعة للجيش الإيراني في أصفهان، واتهمت تل أبيب بأنها من يقف وراء الهجوم، حسب المؤشرات التي تستمر التحقيقات في فحصها وصولا إلى اليقين الكامل، بيد أن قادة إسرائيل يمتنعون عن تأكيد أو نفي ما تقوله التقارير من أنها ضالعة في الهجوم.
وبدل ذلك، تنكب تل أبيب على الاستثمار في تقارب وجهات النظر مع واشنطن بشأن الملف النووي الإيراني؛ رغبة في الدفع بها نحو التطابق الكامل دبلوماسيا، أو حتى العسكري.
ماذا ستفعل إيران؟
وجاءت هذه التصريحات في ظل أجواء التصعيد في المنطقة، إذ أكد مسؤول إيراني أن إسرائيل تعرف جيدا أنها ستتلقى الرد، وأن من يلعب بالنار سيكون أول من يحترق في حال إشعال حرب إقليمية. وهذا ما أكده بدوره الدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمداري -في تصريحاته لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/1/30)- إذ رأى أن إيران لن تُستفز بهذا النوع من العمليات، بل ستعمل على تطبيق مشروعها المتكامل في المنطقة، مبينا أنه عند الرد على الكيان الصهيوني يقتضي وضعها في عين الاعتبار القوى الإقليمية والدولية.
كما قال شريعتمداري إن هذه العملية ليست الجديدة من نوعها، وإن الرد لن يكون بيد إيران بل من خلال المقاومة في الداخل الفلسطيني والقوى الحليفة لها، مؤكدا أن الهجوم على إيران أو انخراط الكيان الصهيوني في عمليات عسكرية متبادلة سيخسره الكثير، وأن إيران لا تريد أن تخوض حربا في هذه الظروف الإقليمية، كما أن الكيان الصهيوني يعي نتائج أي حرب محتملة؛ ولذلك يلجأ لمثل هذه العمليات.
وفي سياق الحديث عن الرد الإيراني، توقع منسق سابق في إدارة أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب غاري سيمور أن يكون رد طهران عبر استهداف أهداف إسرائيلية بشكل مباشر، أو اللجوء إلى استهداف القوات الأميركية في سوريا أو العراق، وهو ما قد يؤدي إلى إطلاق حلقة جديدة من الهجوم والهجوم المضاد بين إيران في مواجهة إسرائيل وأميركا.
هل تدخلت أميركا؟
وبخصوص التدخل الأميركي في الهجوم، أوضح شريعتمداري وجود تنسيق أمني مشترك بين إسرائيل وأميركا، مستدلا على ذلك بزيارة بلينكن لنظيره الإسرائيلي وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي تتحدث عن المصير المشترك مع واشنطن، فضلا عن صمت أميركا تجاه هذا العملية الذي يجعل أصابع الاتهام توجه إلى أميركا، سواء اعترفت بذلك أو لجأت إلى نفي تدخلها في العملية.
كما تساءل عن علاقة الكيان الصهيوني بالتبادل العسكري بين إيران وروسيا إلا إذا ارتبط ذلك بالجهات الغربية، مبينا أن في ادعائهم دلالة واضحة على التورط الأميركي.
ورأى سيمور أن بعض الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران لم يتم تنسيقها مع أميركا، حيث اعترضت واشنطن عليها، ولكنه لم يفصح بشكل واضح إن كانت أميركا أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هذا الهجوم.
ثم استدرك بقوله إن الهجوم استهدف منشأة لتصنيع الطائرات المسيرة، وهو ما يجعل من أمر التشاور مع أميركا منطقيا، لأنه بدعمها هذا الهجوم سيتم تصعيب المهمة على إيران لتزويد روسيا بالأسلحة في حربها على أوكرانيا.
وفي سياق الموقف الأميركي بخصوص الهجوم، يذكر أن وزير الخارجية الأميركي الذي حل بإسرائيل زائرا قبل التوجه إلى رام الله في جولته الشرق أوسطية؛ قال إنه اتفق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على أنه لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا.
وفي تقارب أميركي إسرائيلي من حيث التصريحات، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن سياسته تتمثل في منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وسيقوم بكل ما في وسعه لتحقيق ذلك. كما أثنى وزير الخارجية الإسرائيلي خلال استقباله نظيره الأميركي على النضال المشترك ضد البرنامج النووي الإيراني.
يذكر أنه على صعيد التفاعلات الدولية بشأن الهجوم على منشأة أصفهان العسكرية، دانت الخارجية الروسية الهجوم، وحذرت مما وصفته بالتصرفات الاستفزازية التي قد تثير تصعيدا في وضع ملتهب بالفعل. وأضافت موسكو أن مثل هذه التصرفات المدمرة قد تكون لها تبعات غير متوقعة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه ليس بوسع المرء سوى إدانة مثل هذه التصرفات الموجهة ضد دولة ذات سيادة.