Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

لماذا تتزايد دعوات تجديد الخطاب الديني؟ | سياسة


رأى الكاتب والمفكر الإسلامي عبد الكريم بكار أن لا بديل عن تجديد الخطاب الديني، بسبب تجدد الظروف والأحوال والتحديات، مبرزا أن حل مشكلات المسلمين المعاصرة لن نجدها في الماضي ولا عند الغرب.

وقال إن كثيرا من صانعي الخطاب الديني غرقوا في الماضي، ولا يبذلون الجهد والمال والوقت في استكشاف الواقع، الذي يحتاج إلى خطاب لإصلاحه، وطالب المسلمين بأن يجتهدوا لزمانهم، مؤكدا أن تراثهم وتاريخهم ليس معصوما، ويجب أن يخضع لأمرين: معيار المبادئ والقيم العليا، ومعيار المصالح.

وتجديد الخطاب الإسلامي -من وجهة نظر ضيف برنامج “موازين”- لا يعني حل كل مشاكل المسلمين، فجزء كبير من هذه المشاكل سببه الابتعاد عما هو واضح في الدين والقيم.

وأشار إلى أن أهم مدرسة في تجديد الخطاب الديني ظهرت على الساحة الإسلامية خلال القرنين الأخيرين هي “مدرسة الوعي الحضاري” التي يعد مؤسسها الرئيسي المؤرخ عبد الرحمن بن خلدون، وعمادها في العصر الحديث هو المفكر الإسلامي الجزائري مالك بن نبي.

وتعتمد هذه المدرسة على الاجتهاد الحضاري، وتقول بالوسطية وبالتغيير السلمي وإغناء البعد الإنساني، ودعم الروح الوطنية، ومناهضة العنصرية والطائفية على المستوى الفكري والعملي.

ومن المآخذ التي تسجل على التيار الحداثي -وفق الكاتب والمفكر الإسلامي- أن أصحاب هذا التيار يتخذون من الغرب ومن ثقافته وحضارته مرجعية لهم، ويريدون تجديد الخطاب الإسلامي على ضوء تلك المرجعية، فلا يمكن أن تكون الليبرالية أو الرأسمالية -على سبيل المثال- مرجعية للمسلمين، لأنهما ليستا من الدين الإسلامي.

ويذكر أن الساحة الإسلامية عرفت مشروعين للتجديد، أحدهما أصولي يقوم على إحياء علاقة المسلمين بدينهم والانطلاق من ثوابتهم لمواكبة روح العصر، والآخر حداثي يرى البعض أنه يستهدف الثوابت الدينية لتأثره بالنظريات الغربية التي تتعامل مع النص من منطلق تاريخي تتساوى أمامه نصوص الوحي مع النصوص البشرية.

نسخ غربية تطالب المسلمين بترك معتقداتهم

وتطرق أستاذ الفقه في جامعة السلطان محمد الفاتح، محمد أيمن الجمال، في حديثه لحلقة (2023/1/11) من برنامج “موازين” إلى محاولات تجديد الخطاب الديني ضمن نسخ غربية للإسلام، وقال إن الأوروبيين -الذين أخفق ساستهم في تجاوز عقدة الاختلاف الحضاري الكبير بينهم وبين المسلمين- يطالبون بإسلام قُطري خاص بهم يتماشى مع مبادئهم وقِيَمهم.

وتعد النسخة الفرنسية الأبرز في الزمن الحاضر، إذ باتت هناك مطالب توجه للمسلمين من قبل الحكومات والجمعيات الإسلامية المؤسسة في فرنسا، ولم يعد الأمر يتعلق بمجرد التجديد في الخطاب الديني، بل يتعداه إلى مطالب بتجديد أصول الدين والاعتقاد أحيانا، ويُطلَب من المسلمين في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية ترك هويتهم ومعتقداتهم من أجل الذوبان في المجتمع الغربي، على حد تعبير الجمال.

ونوّه أستاذ الفقه إلى النظرة الخطيرة جدا للإسلام والمسلمين من الغرب، الذي يريد تجديد الإسلام بدعوى إبعاد التطرف والإرهاب، رغم أن الظاهرتين لا ترتبطان بالدين الإسلامي، منتقدا الحكومات الإسلامية التي قال إنها رعت وتبنت الخطاب الأميركي بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تتحدث عن ظلم أميركا وتغولها على الدول الأخرى.

وفي السياق نفسه، شدد الجمال على مسألة أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى تجديد وتطوير في المضمون وفي الخطاب الديني، وأن العلوم الشرعية تحتاج إلى كثير من المراجعات، والفتاوي المعاصرة لا بد منها في كل زمان، وطالب بتجديد الخطاب الديني ليناسب العصر الذي يعيش فيه الناس، ولمواجهة التحديات التي تعترض سبيل المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى