Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

مركز القرار السياسي والأمني بالعراق.. ما أهمية المنطقة الخضراء وهل تظل سالكة أمام العراقيين؟ | سياسة


في خطوة حكومية ترمي للحد من الزخم المروري الهائل بالعاصمة العراقية، أوعز رئيس الوزراء محمد شياع السوداني السبت الماضي بإعادة افتتاح طرق المنطقة الخضراء أمام حركة سير المركبات الخاصة دون مركبات الحمل والدراجات النارية.

وجاءت الخطوة الحكومية بعد استتباب الوضع الأمني في بغداد، وبعد قرابة 3 أشهر على تولي السوداني مهامه عقب أزمة سياسية حادة بين الكتل السياسية أدت لاقتحام أنصار التيار الصدري المنطقة الخضراء والاعتصام بها لأكثر من شهر بين يوليو/تموز وأغسطس/آب من العام الماضي.

ومنذ إنشائها عام 2003، لم يكن يسمح للعامة بدخول المنطقة الخضراء، إذ كان يتطلب دخولها بطاقة خاصة، لا تُمنح إلا بعد الخضوع لشروط خاصة تتعلق بفحص الملف الشخصي والأمني، وهو ما يعد سياقا معتمدا منذ عام 2003.

الحواجز الأمنية خلال إزالتها من الطرق المؤدية للمنطقة الخضراء (مواقع التواصل)

الموقع الجغرافي

وتقع المنطقة الخضراء في جانب الكرخ من بغداد على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم وسط العاصمة إلى قسمين (الكرخ والرصافة) وتمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غرباً، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب، إضافة إلى جزء كبير من متنزه وساحة الاحتفالات الكبرى.

وتبلغ مساحة المنطقة الخضراء 10 كيلومترات مربعة، ويحيطها سور من الإسمنت الصلب بارتفاع 17 قدماً وتعلوه الأسلاك الشائكة، كما أن للمنطقة 4 منافذ رئيسية تتولى حمايتها قوات خاصة عراقية.

أهمية المنطقة

تعد المنطقة الخضراء من أكثر المناطق تحصينا في العاصمة العراقية، وتُعرف أيضا بـ “المنطقة الدولية” وهو مصطلح أطلقته القوات الأميركية بعيد غزوها للبلاد عام 2003، نظرا لوجود مقر البعثة الأممية (يونامي) ومكاتبها إلى جانب سفارات دول كبرى أهمها الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتكاد المنطقة الخضراء أن تكون مركز بغداد السياسي الذي يصدر منه أهم القرارات السياسية والأمنية، وذلك بحسب ما يؤكد الخبير الأمني والإستراتيجي فاضل أبو رغيف الذي يضيف أنها تشكل عقدة مواصلات مهمة جدا بين جانبي الكرخ والرصافة للعاصمة.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أبو رغيف أن المنطقة الخضراء تضم أهم المؤسسات السيادية مثل مجلس النواب (البرلمان) ومجلس القضاء الأعلى ومقر الحكومة، إضافة للعديد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية ومقرات الهيئات الدولية والعربية مثل مقر بعثة الأمم المتحدة وغيرها.

كما تضم المنطقة عددا من المنشآت المهمة الأخرى، مثل وزارة الدفاع ونصب الجندي المجهول، وقصر السلام (مقر رئيس الجمهورية) والقصر الجمهوري ومبنى البرلمان والجسر المعلق وفندق الرشيد ومستشفى ابن سينا وساعة بغداد.

بعض مسارات الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء بعد فتحها (الصحافة العراقية)

أسباب الافتتاح

كان أول افتتاح للمنطقة الخضراء أمام العراقيين في أكتوبر/تشرين الأول 2015 في عهد رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، ثم أغلقت بعد ذلك لدواع أمنية، ثم أعيد افتتاحها من قبل حكومة عادل عبد المهدي ثم حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي.

وعن الإجراء الأخير الذي بدأ تطبيقه أمس الأحد بعد قرار السوداني، يرى أبو رغيف أنه جاء بعد الاستقرار الأمني الملحوظ خلال الأشهر الثلاثة الماضية، الأمر الذي شجّع الحكومة على فتح بوابات المنطقة الخضراء للمواطنين، لافتا إلى وجود شبكة عنكبوتية من المجسرات وشبكات الطرق داخل المنطقة، وأن استخدامها من قبل العامة سيحلُّ جزئيا الأزمة المرورية ويحد من الهدر المالي الذي تسببت به الاختناقات المرورية المؤدية لحرق كميات كبيرة من الوقود، فضلا عما يسببه ذلك من تلوث لأجواء العاصمة.

في غضون ذلك، أوضح حيدر مجيد المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن الإجراء الذي اتخذته الحكومة كان بأمر مباشر من رئيس مجلس الوزراء، لافتا إلى أنه جاء لتسهيل حركة المرور، مبينا أن المنطقة الخضراء ستفتح يوميا أمام حركة المرور العامة من الخامسة صباحا وحتى السابعة مساء لامتصاص الزخم المروري.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف مجيد أن هذا الإجراء جاء ضمن سلسلة من الإجراءات الحكومية لتسهيل حركة المرور بعد رفع عدة حواجز أمنية من على جسر الجادرية وجسر الطابقين، موضحا قرب اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تتضمن رفع العديد من نقاط التفتيش وفتح الطرقات المغلقة في عموم العاصمة.

تفكيك المنطقة الخضراء

في غضون ذلك، أفاد اللواء جاسم الزبيدي (عضو لجنة المتابعة في مكتب رئيس الوزراء لتنفيذ البرنامج الحكومي) أن من ضمن الإجراءات التي اتخذت صباح أمس افتتاح طريق مطار المثنى باتجاه جسر المعلق ومنه باتجاه جسر الطابقين، إضافة إلى فتح طريق جسر الزيتون باتجاه ساحة الاحتفالات.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الزبيدي إلى افتتاح 5 أنفاق داخل المنطقة الخضراء أمام حركة المرور، فضلا عن افتتاح طريق مجسر الحارثية باتجاه المحاكم وقيادة عمليات بغداد ومنه إلى طريق القادسية، مبينا رفع أكثر من 100 حاجز أمني ونقطة تفتيش داخل محافظة بغداد للحد من الزخم المروري.

الحكومة تسعى لتخفيف الزخم المروري في بغداد بالاعتماد على الطرق والأنفاق داخل المنطقة الخضراء (الصحافة العراقية)

افتتاح دائم أم مؤقت؟

وعن مدى إمكانية بقاء المنطقة الخضراء سالكة أمام العراقيين، يشير أبو رغيف إلى أن إغلاقها في المرات السابقة دائما ما كان يرتبط بالوضع الأمني، معلقا “تضم المنطقة سفارات أجنبية ومواقع دبلوماسية وهيئات دولية وعربية، وأن الحفاظ على أمن المنطقة يعد من الأولويات الكبيرة التي توليها الحكومات العراقية للحفاظ على المؤسسات السيادية للبلاد”.

وعن استمرار إغلاق بعض الطرق ضمن المنطقة حتى الآن، أوضح “في غالبية دول العالم، توجد مناطق محرمة من الناحية الأمنية مع إغلاق بعض الطرق الحساسة، وبالتالي، هذا ينطبق على بغداد” لافتا إلى أن جزءا من المنطقة الخضراء كان يعرف باسم حي التشريع قبل عام 2003، وكان يشهد تشديدا أمنيا كبيرا إبان نظام الرئيس الراحل صدام حسين مع منع مرور المركبات العامة في كثير من الطرق التي باتت بعد الغزو الأميركي جزءا من الخضراء، بحسبه.

أما عن إمكانية السماح للمركبات العامة بالمرور داخل المنطقة الخضراء طوال اليوم، أكد المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن ذلك من صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء وأنه هو من يقرر ذلك، بحسبه.

مجيد: هناك العديد من مشاريع التوسعة في بغداد لتخفيف زحام المركبات بالطرق (العراقية)

مشاريع قادمة

وفي ظل الحديث عن مساعي الحكومة لحل الاختناقات بالعاصمة التي تجاوز عدد سكانها 9 ملايين نسمة، أوضح مجيد أن هناك العديد من المشاريع القادمة، منها طريق اليوسفية -الدورة بطول 15 كيلومترا الذي تجاوزت نسبة إنجازه 97%، فضلا عن مشروع تطوير مداخل العاصمة الخمسة مع توسيع هذه المداخل واستحداث العديد من المجسرات الجديدة، بحسبه.

كما أوضح مجيد أنه -ومن خلال اللجان الحكومية التي شكلت مؤخرا- فقد تم الشروع بدراسة العديد من المشاريع لإنشاء العديد من الأنفاق مع البدء بوضع التصاميم الخاصة لمشروع إنشاء طريق حلقي حول العاصمة بطول 96 كيلومترا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى