“11 يوما وليلة”.. رعب “بي 52” الذي أوصل كيسنجر إلى نوبل للسلام | أخبار
نوبل الملطخة بالدماء
وفق التقديرات الرسمية لخسائر الحرب من الجانب الفيتنامي، فقد قتل نحو مليوني شخص وأصيب 3 ملايين بجروح وإعاقات، وبات 12 مليونا لاجئين، وتم تدمير البنية التحتية والاقتصادية للبلاد بشكل كبير.
استخدمت الولايات المتحدة أسلحة فتاكة وأخرى محرمة دوليا، ومارست عمليات قصف وحشية وأحرقت قرى وبلدات بأكملها.
وتشير مصادر إلى أن الجيش الأميركي ألقى نحو 352 ألف طن من النابالم على فيتنام في الفترة بين عامي 1963 و1973، دون أن يتمكن من هزيمة قوات الفيت كونغ التي كانت تحظى بدعم الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية الحليفتين الشيوعيتين.
خرجت الولايات المتحدة من حرب فيتنام بهزيمة اعتبرت مذلة، لكن كيسنجر اقتنص جائزة نوبل للسلام -التي رشح لها في أكتوبر/تشرين الأول 1973- مناصفة مع الدبلوماسي الفيتنامي الشمالي لو دوك ثو لتفاوضهما على اتفاقيات باريس للسلام، وافق كيسنجر، لكن ثو رفضها.
وأثار قرار منح الجائزة لكيسنجر -وأيضا لمفاوضه الفيتنامي- الكثير من الجدل والشكوك والانتقاد، فقد رفض اثنان من الأعضاء الخمسة للجنة القرار واستقالا.
كما كان الرفض عارما في أوساط المثقفين والأكاديميين حتى بالولايات المتحدة والغرب، فبالنسبة لهم كان كيسنجر من ضمن مديري آلة الحرب الوحشية التي مهدت لمفاوضات لم تنه الحرب عمليا، كما نقلتها أيضا إلى كمبوديا المجاورة لفيتنام.
وفي الولايات المتحدة، كان العنوان البارز لافتتاحية صحيفة نيويورك تايمز يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 1973 “جائزة نوبل للحرب”.
ودفعت تلك الضغوط والانتقادات كيسنجر إلى عدم الذهاب لاستلام جائزته، خوفا أيضا من مظاهرات ضده تشوه صورة نجم الدبلوماسية اللامع التي رسمها وسعى إليها بالحرب.
عمليا، عبّدت عملية “لاين باكر 2″ و”المزيد من قاذفات بي 52” طريق هنري كيسنجر نحو إنهاء مفاوضات جنيف والحصول على جائزة نوبل التي كرسته نجما دبلوماسيا لامعا.
وبالنسبة لرجل مثل لو دوك ثو المحارب الفيتنامي المخضرم -الذي بات مفاوضا- لم يكن يريد الجائزة من حيث المبدأ، وكان أوانها -حسب قوله- “عندما تتوقف أصوات البنادق ويعود السلام إلى جنوب فيتنام بالفعل فسوف أفكر في قبول هذه الجائزة”.