إريك زمور أو “ترامب فرنسا”.. يميني مؤيد لإسرائيل وكاره للمسلمين | الموسوعة
كاتب وروائي وصحفي وسياسي فرنسي يهودي يتبع اليمين المتطرف، من مواليد عام 1958، رشح نفسه في انتخابات الرئاسة عام 2022، وأطلق حزب “استعادة فرنسا” الذي روج من خلاله لطرد الأجانب والمسلمين، واعتبرهم “أساس مشاكل فرنسا”، وجعلهم عنوان دعايته الانتخابية.
الولادة والنشأة
ولد إيرك زمور -الذي يقدم نفسه باعتباره “فرنسيا ذا أصول أمازيغية”- يوم 31 أغسطس/آب 1958 في مدينة مونتروي الواقعة شرق العاصمة الفرنسية باريس، وتنحدر أصوله من عائلة جزائرية أمازيغية، هاجرت إلى فرنسا بعد اندلاع ثورة التحرير الجزائرية في خمسينيات القرن الماضي.
وعن أصوله قال زمور “أنا من أصل أمازيغي واستعمرني العرب الجزائريون وأنا أبارك الاستعمار الفرنسي”.
أمضى زمور -الذي يعني اسم عائلته بالأمازيغية شجر الزيتون- طفولته في بلدة درانسي، ومراهقته في حي شاتو روج الملقب بـ”أفريقيا الصغيرة في قلب باريس”.
تزوج من المحامية ميلين شيشبورتيش عام 1982، وأنجبا 3 أطفال.
الدراسة والتكوين العلمي
التحق بمعهد الدراسات السياسية في العاصمة باريس عام 1979، بعد أن فشل لمرتين في امتحان الالتحاق بالمدرسة الوطنية العليا للإدارة.
التجربة السياسية
بدأ زمور نشاطه المهني صحفيا وكاتبا في الصحف الفرنسية المحافظة، منها صحيفة “باريس اليوم” عام 1986، و”غلوب إيبدو” الأسبوعية، وعام 1996 صار كاتب عمود سياسي ومراسلا في صحيفة “لوفيغارو” حتى عام 2009. وعمل أيضا كاتبا حرا في مجلتي “ماريان” عام 1997 و”فالور أكتييل” عام 1999.
وبعدها التحق بالمحطة الإذاعية “آر تي إل”، ثم انتقل ضيفا إلى البرامج الحوارية المتلفزة عام 2003، فالتحق ببرنامج حواري على القناة العمومية الثانية، وبعدها على قناة “سي نيوز” عام 2019 حتى عام 2021.
وأعلن زمور خوضه الانتخابات الرئاسية في فرنسا عام 2022 يوم 30 نوفمبر/تشرين الأول 2021، وأكد تبنيه نظرية “الاستبدال العظيم” التي يتبناها مثقفون تابعون لليمين المتطرف ومتعصبون من اليمين الكاثوليكي. وروّج لإعلان صور فيه فرنسا في المستقبل، وزعم فيه أن مشاكلها كلها أتت من المهاجرين والمسلمين منهم تحديدا.
وأطلق زمور حزب “الاسترداد” يوم الأحد الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2021 وجعل شعاره “المستحيل ليس فرنسيا”، وهي عبارة قالها نابليون بونبارت، وأعلن لأنصاره هدفه في “تغيير مجرى التاريخ” والعمل على “استرداد فرنسا” من الاحتلال الألماني آنذاك.
وخلال وقوفه أمام أنصاره بعد إعلانه تشكيل حزبه، وعد -إن تسلم الحكم- بإلغاء الهجرة وحق لم شمل الأسر وحق اللجوء، وتوعد بطرد المهاجرين غير النظاميين، وإلغاء المساعدات الإنسانية والطبية للأجانب غير الأوروبيين، متحججا بأن التحديات التي تواجه فرنسا هي “الهوية والأمن”.
وأعلن في حملته الانتخابية لعام 2022 التي عنونها بـ”طرد المسلمين والمهاجرين”، أنه ينوي تأسيس وزارة لإعادة المهاجرين الذي قدموا قبل 5 سنوات، وفي حال رفضت دولهم استقبالهم، سيستولي على منازل وممتلكات زعماء تلك الدول ويوقف التحويلات المالية إلى بلدانهم.
وتضمن برنامجه الانتخابي حظرا لارتداء جميع الألبسة التي تحمل رموزا إسلامية -ومنها الحجاب- في الساحات العامة، إضافة إلى منع بناء المآذن والمساجد، وحظر جماعة الإخوان المسلمين. وأعلن زمور يوم 10 فبراير/شباط 2022 أن عدد أعضاء حزبه قد وصل 100 ألف.
وأقصي إريك زمور من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية في 10 أبريل/نيسان 2022، بعد حصوله على 7.1% من الأصوات. وأعلن في الجولة الثانية دعمه لمارين لوبان التي خسرت الجولة الثانية.
عداؤه للمسلمين والمهاجرين
يختلف زمور مع مارين لوبان حول نظرتها للإسلام، فهي تقول إنها تفرق بين الإسلام وما تسميه “الإسلام السياسي”، أما بالنسبة إليه فلا فرق بين الاثنين، ويقول إن نشر اللغة العربية في فرنسا “وسيلة الإخوان المسلمين لأسلمة البلاد”.
ويرى زمور إن الإسلام لا يتوافق مع مبادئ الجمهورية الفرنسية، ويعد خطرا عليها، وقال إن فرنسا ستندلع فيها حرب أهلية تشبه التي حدثت في لبنان عام 1975، ويرى أن “السماح بتكوين وتوسع الجماعات الأجنبية” يشكل خطرا على البلاد، وقال إن فرنسا لم تعد فرنسا بسبب المهاجرين، وأضاف “يجب مقاومة إحلال شعب محل شعب”.
وفي مقابلة أجراها مع القناة الفرنسية الثانية ضمن برنامج “نحن على المباشر”، قال زمور إنه لو صار رئيسا لفرنسا، سيمنع تسمية المواليد باسم محمد، وإنه سيفعل مع المسلمين ما فعله نابليون بونابارت مع اليهود أيام الثورة الفرنسية، عندما أصدر قانونا عام 1803 منع فيه تسمية المواليد بأسماء غير فرنسية، وبقي ساريا حتى عام 1993.
ووضح أنه لن يقتصر منعه على الأسماء العربية، بل حتى الأجنبية غير الفرنسية مثل “كيفن” و”جوردن”. وتسببت مقابلته تلك بغضب عم فرنسا وخارجها، حتى وصفه مغردون بـ”الفاشي والمتطرف المعادي للمسلمين”.
وأضاف أنه سيمنع الحجاب ويغلق المساجد والجوامع التي يديرها “الإخوان المسلمون والسلفيون”، وقال إنه لا يريد أن يسمع صوت المؤذن في فرنسا لأنها “أرض ينبغي أن ترحّب بالكنائس بدلا من المساجد لأسباب ثقافية”، ورفض بناء المساجد الكبيرة قائلا إن ذلك “يعني غزو الأراضي الفرنسية”.
وانتقد زمور الاتحاد الأوروبي وطالبه باستيعاب مهاجري فرنسا، وقالت مجلة دير شبيغل الألمانية إن زمور يتبنى “أسطورة الاستبدال العظيم” التي يتبناها اليمين المتطرف وتزعم استبدال السكان الأوروبيين بمهاجرين مسلمين. واتهمته صحيفة “لبيراسيون” بقربه من “النازيين الجدد”.
وهاجم المسلمين قائلا “إذا كان المسلمون على أرضنا يخططون للصلاة وتناول الطعام وارتداء الملابس والتحدث والتفكير على الطريقة السعودية، فيجب عليهم أن يفعلوا مثل كريم بنزيمة ويذهبوا إلى المملكة العربية السعودية”، وأضاف “في فرنسا، لا نعيش على الطريقة السعودية، بل نعيش على الطريقة الفرنسية”.
ولوقف “الاستبدال العظيم” طالب “ترامب فرنسا” البيض الأوروبيين بإنجاب عدد أكبر من الأطفال لمواجهة “الديموغرافيا الإسلامية الضخمة”.
وأعلن عن وقوفه بجانب إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة وعلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وعقب زيارته لإسرائيل يوم 30 نوفمبر/تشرين الأول 2023، زعم أن القرآن أساس معاداة السامية، وقال إن “المشكلة هي أننا استوردنا سكانا كانوا معاديين لليهود منذ ألف عام وما زالوا كذلك”.
وحوكم زمور أمام القضاء الفرنسي عدة مرات بسبب تصريحاته المعادية للمهاجرين، وأدين مرتين لتحريضه على الفتنة وبـ”تشويه سمعة اللاجئين القصر ووصفهم باللصوص والقتلة والمغتصبين”، وكانت الأولى بعدما قال إن “معظم المهربين سود وعرب”، فرفعت عليه جمعيات مناهضة للعنصرية قضية أمام المحكمة التي أدانته بالتحريض على الكراهية.
وفي المرة الثانية بعد أن صرح لقناة “فرانس 5” قائلا “فرنسا تعيش تحت وطأة غزو إسلامي منذ 30 عاما حتى باتت مسرحا للجهاد الذي يهدف إلى أسلمتها”، فحكمت عليه المحكمة بـ5 آلاف يورو بتهمة “الإدلاء بتصريحات تسببت في وصم الجالية المسلمة بأوصاف عنيفة”.
وأقرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عام 2022 إدانة زمور بتهمة “التحريض على التمييز والكراهية الدينية” ضد الجالية المسلمة.
الكتب والمؤلفات
وأطلق زمور عدة روايات وكتب أبرزها “الجنس الأول”، وفيه انتقد “التأنيث المفرط للمجتمع”، مما تسبب له بخلاف دائم مع الحركة النسوية.
إضافة إلى كتاب “الانتحار الفرنسي”، الذي نشره عام 2014 ودافع فيه عن فكرته التي تعتبر أن “المهاجرين والإسلام” سبب الأزمة التي تعاني منها فرنسا.
وكتاب “فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة بعد” عام 2021، وأشار فيه إلى أن الفرنسيين قد “فقدوا الثقة بمستقبل بلادهم لضعف السيطرة على ما يخص المهاجرين”، واتهم بسببه بالعنصرية والهوموفوبيا (العداء للمثليين) والتمييز ضد النساء.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الفرنسية + مواقع إلكترونية