بريكس وشنغهاي.. هل تغير تركيا وجهتها نحو الشرق؟ | سياسة
أشارت تقارير حديثة تساؤلات حول نية تركيا الانضمام إلى مجموعة بريكس بعد زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى الصين التي قيل إنه أعرب خلالها عن رغبة تركيا في عضوية المجموعة، الأمر الذي لقي ترحيبا من المتحدث باسم الكرملين وأكد أنه سيطرح خلال الاجتماع المقبل في روسيا.
وأشارت تلك التقارير إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تعلن فيها تركيا رغبتها في الانضمام إلى المجموعة، فقد طالب الرئيس التركي بذلك خلال قمة بريكس في جنوب أفريقيا عام 2018. وأضافت أن تركيا كانت أعربت سابقًا أيضا عن رغبتها في الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، مما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بهذه التحركات وتصاعد النقاشات الداخلية في تركيا حول إمكانية تغيير تحالفاتها الإستراتيجية.
وناقشت التقارير الجدل الداخلي في تركيا حول إمكانية إعادة توجيه تحالفاتها من الغرب إلى الشرق. وأوضحت أن انضمام تركيا ـ التي هي عضو في الناتو وتُجري مفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ـ إلى مجموعة بريكس سيثير بالتأكيد الانتباه. وأشارت إلى أن انضمام دول إقليمية كبرى لم يثر نفس القدر من الجدل، مما يعكس الخصوصية والتأثير الكبير لانضمام تركيا المحتمل على الصعيدَين: الإقليمي والدولي.
هل الـ”بريكس” قطب سياسي جديد؟
تساءلت التقارير عن مدى جدية تغيير تركيا لتحالفاتها، موضحة أن مجموعة بريكس التي تضم الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل، وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى السعودية، والإمارات، ومصر، وإيران، وإثيوبيا، تشكل نصف سكان العالم، وتتحكم في ثلث الاقتصاد العالمي، و44% من إنتاج النفط، لكنها ليست بالضرورة قوة قادرة على تغيير التوازنات السياسية والاقتصادية العالمية بشكل كبير.
وأوضحت أن روسيا والصين تسعيان لتحقيق توازن مع القوى الغربية من خلال بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، اللتين تركزان على التعاون الاقتصادي والتنموي بدلًا من الالتزامات السياسية الأيديولوجية، وتوقعت أن تسعى الصين، المحرك الرئيسي لهاتين المنظمتين، في المستقبل إلى تحويل بريكس إلى كيان مشابه للاتحاد الأوروبي، وربما إضافة تعاون في مجالات الأمن والدفاع، رغم أن هذا يبدو غير واضح بالنظر إلى التباينات بين الأعضاء الحاليين.
لماذا تريد تركيا أن تصبح عضوًا في مجموعة الـ”بريكس”؟
ولكن التقارير أشارت إلى أن تصريحات الرئيس أردوغان بشأن الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون وعضوية بريكس قد صدرت في أوقات شهدت مشاكل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. في تلك الأوقات، طرح الخبراء والكتاب والسياسيون سؤالًا مفاده: “هل تدير تركيا وجهها من الغرب إلى الشرق؟”.
وأوضحت أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أخلا بالعديد من الوعود تجاه تركيا، مما وضعها في موقف صعب. ومع ذلك، فإن الواقع يظهر أن الشرق ليس بالضرورة أفضل من الغرب، حيث إن روسيا تسببت في معاناة كبيرة لتركيا في سوريا، بينما اضطهدت الصين المواطنين الأتراك في تركستان الشرقية.
ولهذا السبب، فإن تركيا تدلي بهذه التصريحات تارةً لموازنة السياسة الدولية، وتارةً أخرى لإخافة الغرب، وتارةً أخرى لتنويع العلاقات، وتارةً ثالثة “لتنشيط الأمور!”.
في النهاية، تخلص تلك التقارير إلى أن رغبة تركيا في الانضمام إلى بريكس أو منظمة شنغهاي ليست مفاجئة، ولا تعني بالضرورة انفصالًا عن الغرب أو التزامًا كاملًا بالشرق. بدلًا من ذلك، يمكن تفسيرها كمحاولة لتحقيق توازن في السياسة الدولية، وتوسيع العلاقات الدولية، وإرسال رسائل تحذيرية إلى الغرب لتعزيز موقفها التفاوضي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.