لماذا قبلت إسرائيل العودة للتفاوض؟ وما إمكانية التوصل لصفقة تبادل؟ | البرامج
23/5/2024–|آخر تحديث: 23/5/202411:34 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تباينت آراء محللين سياسيين حول التوقعات من جولة المفاوضات المقبلة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإبرام صفقة تبادل أسرى، بعد تلقي فريق التفاوض الإسرائيلي توجيها من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستئناف الاتصالات الخاصة.
وفي هذا السياق يقول الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد، إن التغيير بالموقف الإسرائيلي نتاج تطورات داخلية بالمقام الأول، ونقاش أميركي إسرائيلي، مؤكدا أن معظم المجتمع الإسرائيلي إعادة تجربة رون آراد مع الأسرى في غزة.
وخلال حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، أضاف شديد، أن نتنياهو يتعرض لضغوط داخلية مثل تحذيره عسكريا من حدوث هجمات قوية؛ وهو ما يعني أنه سيكون المسؤول عن السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فضلا عن المهلة التي وضعها عضو مجلس الحرب بيني غانتس.
وأشار إلى أن أغلبية الرأي العام بإسرائيل ونخبتها العسكرية مقتنعة بأن إعادة الأسرى بالقوة العسكرية ستؤدي إلى إغلاق ملف المحتجزين نهائيا، لكنه استدرك بأن الأمور تراوح مكانها ما لم توافق تل أبيب على وقف نهائي للحرب.
ووفق شديد، تكمن مشكلة نتنياهو في كيفية الحفاظ على حكومته وليس تمرير صفقة التبادل، متوقعا أنه سيحاول إرضاء وزيريه المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش مثل إعادة طرح قانون التجنيد وإلغاء قانون فك الارتباط مع مستوطنات جنين وشرعنة البؤر الاستيطانية وضم مزيد من الأراضي.
وفي هذه الحالة، قد يتم تمرير صفقة تبادل الأسرى -بحسب الخبير بالشأن الإسرائيلي- لكونه سيعطي بن غفير وسموتريتش ما يريدانه في الضفة الغربية مقابل بقاء ائتلافه الحكومي.
ولفت إلى أن إسرائيل تستبق أي قرارات قد تصدرها محكمة العدل الدولية بشأن حرب غزة، بإعلان جيشها بأن عملية رفح مستمرة في رسالة تحد، مع إقراره بأن دور إسرائيل ومكانتها عالميا في تراجع وتآكل متواصل.
وحول فيديو القسام المتعلق بقائد اللواء الجنوبي بفرقة غزة أساف حمامي، يعتقد شديد أنه مرتبط بفيديو المجندات الإسرائيليات المحتجزات في أول أيام “طوفان الأقصى”، وكذلك يمثل إهانة وصفعة للقيادة العسكرية الإسرائيلية بوجود أعلى ضابط يحمل رتبة عسكرية محتجز لدى المقاومة.
“حالة تفاوضية جديدة”
بدوره يتفق الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، أن سلسلة التغيرات في إسرائيل مثل مؤتمري غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت وفيديو المجندات والضغط الأميركي دفعت نحو تجديد الدمار بالمسار التفاوضي الذي لا يؤمن به نتنياهو.
ويتبع نتنياهو إستراتيجية المماطلة -وفق زياد- والزعم بأن الضغط العسكري هو من سيعيد الأسرى، كاشفا عن أنه يدفع نحو حالة تفاوضية جديدة لن تقبل فيها المقاومة أن تكون الطرف المعطل ولكنها حاليا بوضع ميداني أفضل وليس لديها خلاف داخلي أو ضغط خارجي، مما قد يدفعها لوضع شروط.
ورغم عدم تفاؤله بالموقف التفاوضي بعد انقلاب نتنياهو على تفاهمات الجولة الأخيرة، يرى زياد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول تهدئة وامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي بعد فيديو أسر المجندات الإسرائيليات وهشاشة فرقة غزة.
وأكد أن موقف المقاومة لم يتغير في وقت ينخفض فيسقف إسرائيل، معتبرا إقدام الأخيرة على تقديم مقترح تفاوضي سابقة، وهو ما يمثل ضمنيا، سقوطا لهدفها بالقضاء على حماس والقبول ببقائها ضمن سيناريو اليوم التالي واستبعاد سيناريو الفوضى، وفق قوله.
“لا ثقة بنتنياهو”
من جانبه شدد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني، على أنه لا ثقة بنتنياهو، الذي قال إنه يتلاعب بعائلات الأسرى ومجلس الحرب وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ويستغل الخلاف السياسي بين الأخيرة والكونغرس.
ويرى العناني، صعوبة توقع انفراجة أو جديد بالجولة المقبلة من المفاوضات بعد جولات “باريس 1″ و”باريس 2” والدوحة والقاهرة، وصولا لمرحلة اتفاق في السادس من مايو/أيار الجاري حيث انقلب عليها نتنياهو واحتل معبر رفح وثلثي محور فيلادلفيا.
وشدد على أن الجميع بمرحلة المراوحة بنفس المكان، في ظل موقف أميركي مرتعش ومتخبط ومتأثر بالخلافات الداخلية في إسرائيل.
وأشار إلى أن هناك ضجرا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وخلافا مع القيادة السياسية بسبب استمرار حرب غزة وتحولها إلى مستنقع واستنزاف.
وتطرق إلى الخلاف السياسي الداخلي الأميركي والمكايدة السياسية مثل ما أسماه “ابتزاز الجمهوريين لبايدن، الذي يعاني تراجعا مستمرا في شعبيته ومتأثرا بالحراك الطلابي، وأيضا التفاهمات التي تجري بين واشنطن والرياض في إطار صفقة تطبيع بالمنطقة”.
وخلص إلى أن هناك “مزايدة من الجمهوريين تزعم بأن إدارة بايدن تتخلى عن إسرائيل، بهدف رفع حظوظهم بالانتخابات المقبلة والحصول على أغلبية الكونغرس”.