الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولومبيا يتحدون الوعيد | أخبار
29/4/2024–|آخر تحديث: 29/4/202411:12 م (بتوقيت مكة المكرمة)
توعدت جامعة كولومبيا طلابها المعتصمين بإجراءات تأديبية صارمة، في حين قمعت الشرطة الفرنسية طلاب جامعة السوربون المرموقة، وسط اتساع حراك أكاديمي عالمي ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقد حصلت الجزيرة على نسخة من رسالة بعثتها إدارة جامعة كولومبيا إلى الطلاب المعتصمين تمهلهم فيها حتى الثانية ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، لفض اعتصامهم بشكل طوعي والتوقيع على تعهد باحترام كل سياسات الجامعة.
وبحسب الرسالة، فإن إدارة الجامعة تتهم الطلاب المحتجين المعتصمين بانتهاك قواعد السلوك الجامعي.
كما أبلغت إدارة الجامعة الطلاب المعتصمين بأنهم محظور عليهم دخول حرم الجامعة ومرافقها وممتلكاتها.
وجاء في الرسالة أنه إذا لم يخل الطلاب ساحة الاعتصام، فسوف تتخذ الجامعة إجراءات تأديبية بحقهم.
رفض وعرض
وأعلنت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت مينوش شفيق اليوم الاثنين فشل المحادثات مع المحتجين المؤيدين للفلسطينيين.
وقالت إن منظمي الاحتجاج والقادة الأكاديميين لم يتوصلوا لاتفاق من شأنه كسر الجمود فيما يتعلق بالاعتصام في الخيام.
وأضافت شفيق في البيان أن جامعة كولومبيا لن تسحب استثماراتها في الأصول التي تدعم الجيش الإسرائيلي، وهو مطلب رئيسي للمحتجين.
لكنها عرضت الاستثمار في الصحة والتعليم في غزة وتحسين الشفافية بخصوص الممتلكات الاستثمارية المباشرة التابعة للجامعة.
وردا على رسالة الجامعة، قال الطلاب إنهم لن يفضوا الاعتصام قبل تلبية 3 مطالب: سحب الاستثمارات، والشفافية فيما يتعلق بالشؤون المالية للجامعة، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين خضعوا لإجراءات تأديبية بسبب دورهم في الاحتجاجات.
وقال طلاب جامعة كولومبيا “مظاهراتنا في الحرم الجامعي لم تشكل تهديدا أمنيا في أي لحظة”.
وانتقد عدد كبير من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمراقبين مديرة الجامعة بسبب استدعائها شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي لإنهاء الاعتصام في وقت سابق، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 100 شخص.
استفزازات واعتقالات
واستمرت الاحتجاجات في جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات الأميركية بكل قوة مطلع الأسبوع، مع تزايد عمليات الاعتقال في أنحاء البلاد.
وتعرض مخيم الاعتصام الطلابي بجامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجلس لتضييق واستفزازات متواصلة، دفع آخرها الجامعة إلى استدعاء شرطة المدينة لمنع صدامات بين مؤيدين للاعتصام ومناهضين له.
وفي ملبورن الأسترالية، استمر لليوم الخامس على التوالي الاعتصام الطلابي التضامني مع غزة.
وقد رفع المعتصمون أعلام فلسطين، وهتفوا دعما لغزة، كما طالبوا بوقف كل أشكال التعاون مع إسرائيل، بسبب تورطها في الإبادة الجماعية بالقطاع.
الشرطة في السوربون
وفي باريس، أطلق عدد من طلاب جامعة السوربون المرموقة تحركا احتجاجيا جديدا، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقام طلبة بشكل مباغت بنصب بعض الخيام ورفع علم فلسطين داخل ساحة الجامعة، مرددين شعارات تنادي بدعم الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال، وإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة.
وشارك في الاحتجاج 3 من نواب الحزب اليساري الراديكالي “فرنسا الأبية” على وقع هتافات من قبيل “إسرائيل قاتلة والسوربون متواطئة”.
وقامت إدارة الجامعة بغلق أبوابها، ومنع حركة الدخول والخروج، في حين طوقت الشرطة مقر الجامعة.
ودخلت قوات الأمن الفرنسية الاثنين حرم الجامعة لإخراج الطلاب، بعد أيام على تحرّك مماثل شهد توترات في جامعة سيانس بو الباريسية.
وأُخرجت الشرطة نحو 50 متظاهرا من حرم السوربون، ثم اقتيدوا في مجموعات تحت حراسة أمنية، وفق مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية.
وقد أظهرت الصور اعتقال الشرطة الفرنسية عددا من الطلاب من داخل مبنى.
وقال ريمي البالغ من العمر (20 عاما)، وهو طالب في التاريخ والجغرافيا “كنا حوالي 50 شخصا عندما وصلت الشرطة مسرعة إلى الحرم الجامعي. وكانت العملية عنيفة للغاية حيث تم سحب حوالي 10 أشخاص على الأرض دون توقيف أحد”.
صرامة حكومية
وأفاد مقربون من رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال بأنه “يتابع الأوضاع من كثب” و”طلب إخلاء السوربون سريعا” على غرار “ما طلبه بالنسبة لسيانس بو الجمعة”.
وأوضحت الجامعة أن “السوربون ستكون مغلقة (الاثنين) عصرا بقرار من رئاستها” التي أشارت إلى أن “قاعات المحاضرات تم إخلاؤها قرابة الظهر”. وعصرا كان عدد المتظاهرين نحو 300، وقد طوقتهم الشرطة.
ودعا اتحاد طلابي إلى “تعبئة في المدارس من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطينية ووقف الاستيطان”.