سيدلي مليارات الأشخاص – أي ما يقرب من نصف سكان العالم – بأصواتهم في الانتخابات المحلية والإقليمية والتشريعية والرئاسية في العام المقبل. فبعض السباقات تقدم فرصة للديمقراطيات الناشئة لترسيخ أقدامها، في حين أن بعضها الآخر لن يؤدي إلا إلى تعزيز الأنظمة الراسخة. ولكن في عصر الاضطرابات السياسية، فإن أياً منها قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية.
فمن المكسيك إلى الهند، ومن روسيا إلى جنوب أفريقيا، ومن فنزويلا إلى السودان، تستعد أكثر من ثمانين دولة لإجراء الانتخابات أو بدأت بالفعل في إجرائها. وقد تحمل النتائج أهمية كبيرة بالنسبة للاستقرار الاقتصادي وحقوق الإنسان والعلاقات العالمية.
ولكن من الواضح بالفعل أن التهديدات التي تواجه الديمقراطية كثيرة، وليس فقط في البلدان ذات التاريخ الانتخابي المتقلب.
وهذا العام، حتى الديمقراطيات القوية أصبحت في وضع حرج، حيث تتصارع مع لامبالاة الناخبين، والجهود المبذولة لقمع جماعات المعارضة، وانتشار حملات التضليل المتطورة.
فيما يلي بعض أهم السباقات التي يجب مراقبتها.
24 مارس، مع احتمال الجولة الثانية
السنغال
لقد دخلت البلاد في حالة من الفوضى عندما حاول الرئيس تأجيل التصويت، ثم عكس مساره. كما أطلق سراح مرشح حزب المعارضة الرئيسي من السجن، مما أدى إلى منافسة سريعة ومثيرة.
تصويت رئاسي مهم لأن الرئيس الحالي ورئيس الوزراء يمثلان معسكرين سياسيين متعارضين.
الانتخابات البرلمانية التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها استفتاء منتصف المدة على الرئيس الحالي.
انتخابات وطنية يسعى فيها رئيس الوزراء ناريندرا مودي لولاية ثالثة. يعتبر أكبر تمرين لوجستي في وقت السلم في أي مكان.
ومن المرجح أن تكون قناة بنما، وهي منجم للنحاس في قلب الاحتجاجات الوطنية والقضايا البيئية، من القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات.
وستكون هذه أول انتخابات رئاسية منذ استولى محمد إدريس ديبي إتنو على السلطة بعد وفاة والده في ساحة المعركة في عام 2021.
الجولة الأولى مما من المرجح أن تكون انتخابات رئاسية من جولتين ومن المتوقع أن يفوز فيها الرئيس الحالي بولاية ثانية.
19 مايو
جمهورية الدومينيكان
وعلق الرئيس لويس أبينادر تأشيرات الدخول للهايتيين وأغلق الحدود مؤقتا. وفي حالة فوزه فمن المرجح أن يحافظ على موقفه بشأن هايتي في حين يتم ترويع هذا البلد بسبب عنف العصابات.
ومن الممكن أن يخسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم أغلبيته البرلمانية في هذه الانتخابات، للمرة الأولى منذ سقوط نظام الفصل العنصري قبل 30 عاما.
من المتوقع أن تكون الانتخابات الأكبر في البلاد، ومن المحتمل أن تكون الأكثر عنفًا، في تاريخ المكسيك الحديث. وسينتخب المكسيكيون أيضًا رئيسة للمرة الأولى.
تعتبر الانتخابات بشكل عام مقياسًا مهمًا للاتجاهات السياسية في جميع أنحاء أوروبا، ويتم إجراؤها على مدى أربعة أيام في 27 دولة للبرلمان الأوروبي المؤلف من 720 مقعدًا.
لقد قاد الرئيس بول كاغامي رواندا إلى الخروج من الإبادة الجماعية، لكنه سيطر منذ ذلك الحين على البلاد مثل العملاق. وهو يترشح لولاية رابعة بعد فوزه في ثلاث انتخابات بنسبة تجاوزت 90 بالمئة من الأصوات.
وتأتي الانتخابات في أعقاب مفاوضات مع الولايات المتحدة لإعادة البلاد إلى المسار الديمقراطي، ولكن مع منع مرشح المعارضة الرئيسي من الترشح، فمن المشكوك فيه أن يكون السباق حرًا ونزيهًا.
وستتم متابعة انتخابات مجلس النواب بالبرلمان عن كثب كاختبار لقوة حزب الحرية اليميني المتطرف.
وكان أداء الحزب المهيمن في الحكومة الائتلافية الحالية، حزب الديمقراطيين المسيحيين الليتوانيين، وهو مجموعة تنتمي إلى يمين الوسط، ضعيفاً في استطلاعات الرأي وقد يخسر أمام الديمقراطيين الاشتراكيين.
مباراة العودة بين الرئيس بايدن والرئيس السابق دونالد جيه ترامب تضيف طبقة أخرى من عدم اليقين إلى المشهد السياسي العالمي.
نوفمبر المحتمل
سيريلانكا
أول انتخابات رئاسية منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالحكومة في عام 2022.
من المتوقع أواخر عام 2024
المملكة المتحدة
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب المحافظين، الذي تولى السلطة لمدة 14 عاما، ربما يكون في طريقه لخسارة كبيرة أمام حزب العمال اليساري.
لم يكن هناك شك في أن فلاديمير بوتين سيعلن الفائز. لكن الانتخابات الرئاسية حملت أهمية إضافية باعتبارها الأولى منذ غزو أوكرانيا. وعندما انتهى التصويت المنظم، كان بوتين قد حصل على فترة ولايته الخامسة.
وحث المسؤولون الإيرانيون الناس على المشاركة في أول تصويت عام منذ أن اجتاحت الانتفاضة البلاد في عام 2022. لكن ذلك لم يحدث. وفي ما اعتبر بمثابة عمل احتجاجي، ابتعد الكثيرون عن صناديق الاقتراع، حيث قُدرت نسبة المشاركة في طهران بما يصل إلى 11 بالمائة.
