ما الدافع وراء استحداث الجيش الإسرائيلي لواء جديدا في الشمال؟ | سياسة
القدس المحتلة- أعلن الجيش الإسرائيلي عن تشكيل لواء عسكري جديد باسم “ههاريم” (لواء الجبال)، برئاسة العقيد ليرون أبلمان، وسيباشر مهامه العسكرية بعد عدة أسابيع، ويتبع للقيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، ليكون متخصصا في خوض القتال الجبلي وسط التضاريس الصعبة والمناطق الجبلية مع لبنان وسوريا.
وسيتركز جل النشاط والعمل العسكري للواء الجبال على طول الحدود مع لبنان والجولان المحتل، وعلى طول خط وقف إطلاق النار مع سوريا، وخاصة في مناطق جبل الشيخ وجبل الروس “دوف” ومزارع شبعا المحتلة.
وسيكون لواء “ههاريم” جزءا من فرقة “باشان 210″، وسيحل بدلا من لواء “حيرمون 810” الحالي الذي سيدمج تحت سيادة اللواء الجديد، الذي أقيم عقب تحليل الاحتياجات العملياتية للجيش أثناء الحرب “كجزء من ملاءمة الاستجابة والرد العملياتي على الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا”، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
المبرر توتر الحدود
وفي إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، قال قائد الفرقة 210 الجنرال تسيون راتسون إن “تشكيل اللواء الجديد سيقدم استجابة عملياتية نوعية، وسيتيح إمكانية الاستعداد للدفاع والهجوم، في سيناريوهات متنوعة تناسب التضاريس والعدو، على الجبهتين اللبنانية والسورية بشكل متزامن”.
ويأتي تأسيس اللواء الجديد، بحسب المراسل العسكري للموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون، على خلفية التوترات على الحدود الشمالية مع لبنان، التي تسببت بإجلاء أكثر من 80 ألف إسرائيلي من الجليل الأعلى، مع استمرار القتال ضد حزب الله وتبادل القصف منذ أكثر من 5 أشهر.
ويضيف المراسل العسكري أنه “إلى جانب القتال ضد حزب الله، تتعامل إسرائيل أيضا مع الكثير من التحديات والتهديدات على الساحة السورية، وعليه أتت الحاجة لهذا اللواء الجديد، الذي أقيم استمرارا لخطة العمل للقيادة الشمالية، وتحليل الاحتياجات العملياتية للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب”.
تحرك إستراتيجي
وفي قراءة لتطورات الأحداث على الجبهة الشمالية مع لبنان وإعادة الانتشار للجيش الإسرائيلي، يرى الباحث في “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب يورام شفايتسر أن “الأشهر الخمسة من القتال على الجبهة الشمالية كشفت عن المعضلة التي تواجهها إسرائيل، مع استمرار التصعيد ومحاولات المحور الذي تقوده إيران لخلق التلاحم بين الساحات كهدف إستراتيجي”.
وأوضح شفايتسر أن “تشكيل لواء جديد في الجيش الإسرائيلي وتخصيصه للقتال في المناطق الجبلية، هو بمثابة مؤشر لإستراتيجية إسرائيل لكيفية التعامل المستقبلي مع التهديدات التي يشكلها حزب الله من لبنان، والتنظيمات المسلحة الموالية لإيران من الأراضي السورية”.
وأشار إلى أنه على الرغم من التصعيد والقصف المتبادل على طول الحدود الشمالية، فإن الجيش الإسرائيلي وحزب الله يعتمدان معادلة حذرة لتجنب حرب شاملة، والحفاظ على قواعد اللعبة والاشتباك، وأن التصعيد يرد عليه بالمثل، وكل ذلك من أجل استعادة قوة الردع.
ولفت إلى أن “إسرائيل في حرب استنزاف على الجبهة الشمالية، وهي الحرب التي قد تطول، وعليه فإن الجيش الإسرائيلي يتحضر لكل السيناريوهات”، مؤكدا أن إعلان حرب شاملة ضد حزب الله من أجل تقويض ترسانته العسكرية سيكلف إسرائيل ثمنا باهظا.
وخلص للقول إن “الخروج لحرب شاملة لا يكون بشكل عابر، بل بحاجة لجهوزية عليا للجيش بالعتاد والقوات، وكذلك الدفاعات الجوية، وأيضا الجهوزية بالقوات المتعددة، والأهم اعتماد عنصر المفاجأة وتوجيه الضربة الأولى”.
وتشتمل القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي التي سينضم لها لواء “ههاريم” على 3 وحدات عسكرية (فيالق)، وتتولى مهمة الإشراف على أمن الحدود الشمالية مع لبنان والجليل الأعلى، وفي الجولان المحتل، ومنطقة خط وقف إطلاق النار مع سوريا.
وتتألف كل وحدة عسكرية (فيلق) في هذه الوحدات الثلاث من 2 إلى 5 فرق، ويبلغ عدد أفرادها من الجنود والمقاتلين من 20 ألفا إلى 45 ألف جندي، ويقود الفيلق ضابط برتبة لواء.
فيلق “برعام”
ويسمى اللواء 300، وتشكل في يونيو/حزيران 1974، ويعتبر وحدة وتشكيلة عسكرية في منطقة “أصبع الجليل”، وشارك في الحرب الأولى على لبنان، وكان أبرز نشاط له “عملية الليطاني” عام 1978، حيث شارك الفيلق لأول مرة في حرب شاملة وعملية عسكرية من أجل احتلال الأراضي اللبنانية، وإقامة المنطقة الأمنية العازلة بالجنوب اللبناني.
وكان الحضور الأبرز للفيلق في حرب لبنان الثانية عام 2006، وكذلك في التصعيد الحالي المتواصل على الحدود الشمالية مع حزب الله عقب معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ففي اليوم الثالث من الحرب قتل نائب قائد اللواء في مواجهة مع مسلحين تسللوا عبر الحدود اللبنانية.
فيلق “الجولان”
هو لواء إقليمي في فرقة “باشان”، ومسؤول عن الأمن اليومي في قطاع مرتفعات الجولان وقطاع جبل الشيخ، ويقوده حاليا المقدم “ناثانيال ليسري”.
في بدايات القرن الحادي والعشرين، تقرر توحيد لواء الجولان ولواء “حيرمون 810 -جبل الشيخ”، في لواء مكاني واحد أطلق عليه اسم لواء الجولان، وكجزء من ذلك تقرر بالقيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أن اللواء الموحد الجديد سيسيطر على كامل قطاع هضبة الجولان وجبل الشيخ، وفي الوقت نفسه أصبح لواء حيرمون لواء احتياط.
وفي عام 2009، تقرر إعادة الوضع إلى ما كان عليه من قبل، وعاد لواء “حيرمون” لينشط بشكل منفصل في هضبة الجولان وعلى طول خط وقف إطلاق النار وجبل الشيخ، وفي عام 2016 وعقب خطة “جدعون” للإصلاحات بالجيش، تقرر إعادة توحيد الألوية تحت قيادة لواء الجولان.
فيلق “حيرام”
ويسمى اللواء 769، وهو لواء فرقة إقليمي في منطقة “أصبع الجليل”، ويتولى مسؤولية الأمن المستمر في القطاع الشرقي من الحدود بين إسرائيل ولبنان، وهو قطاع يشمل الجليل الأعلى وجبل الروس (دوف) ومزارع شبعا المحتلة.
وتقع القاعدة الرئيسية للواء في معسكر “جيفور” شمال “كريات شمونة”، وتضم شركات وأقساما مهنية مثل شركات طبية، واتصالات، وورشة لصيانة المركبات، وقد شارك اللواء في عملية الليطاني، والحرب الأولى والثانية ضد لبنان، كما شارك في القتال في المنطقة الأمنية العازلة بالجنوب اللبناني.