Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

اتركونا نعِدُّ مقابرَ أيامِنا – أخبار السعودية

موقعي نت متابعات:

*إلى روح ناصر الظفيري

في المرايا الغريبةِ أقرأُ سرَّ دخانٍ يوزّعُ أوجاعَهُ/‏ تارةً يستريحُ على سنواتِ التصحّرِ/‏ أخرَى يمرُّ على قمرٍ يابسٍ/‏ كلُّ هذي المرايا شوارعُ منسيّةٌ في الحكاياتِ نحنُ نمزّقُ أثوابَها/‏ لنرَى الناسَ يمشونَ في الليلِ مثلَ سُكارَى الحروبِ/‏ هنالكَ يُقطَعُ قلبٌ يرفُّ على شجرِ الحُبِّ/‏ أو نجْمةٌ تتمايلُ تحتَ قميصِ المساءِ/‏ هنالكَ أرجوحةٌ ثقبتْها المواعيدُ/‏ هذا الجفافُ طويلٌ يمرُّ على راحةِ اليدِ قبلَ اتساعِ الجروحِ وقبلَ خديعةِ آبْ.

دوِيٌّ يُسابقُ نقرَ الخميسِ على البابِ/‏ نومٌ يغطُّ بخدْرِ الشموسِ/‏ وفجرٌ يفزُّ من الذعْرِ/‏ كانتْ خيالاتهُمْ تسبقُ الوقتَ/‏ والأرضُ تجفلُ من ضيفِها والجهاتُ غيومٌ تجرّ المَواتَ! أصابعُ تنبتُ بين فحيحِ الرصاصِ وأخرَى مُعطّرةٌ بمساءِ الدفوفِ/‏ فلا مرحباً بالضيوفِ ولا لغةِ الدمِ.. والفجرُ نابْ!

لم نخُنْ نخوةَ الأمِّ في جرحِها حينما البعضُ صارَ غباراً بناصيةِ الفجرِ/‏ نزَّ حليبُ السنينَ بأفيائِها ثم فاضَ أزيزُ الحَميّةِ من قلمٍ وكتابْ.

سويّاً نهلْنا من البئرِ/‏ ثم هضَمْنا رياحَ الشمالِ/‏ ورُحْنا نضمّدُ نزْفَ المضاربِ من طعنةٍ في الضميرِ/‏ نذَرْنا بواريدَنا للترابْ.

اتركوا الأرضَ تختارُ أشجارَها/‏ البحرَ يختارُ أبناءَهُ/‏ واتركونا نُعِدُّ مراجيحَ أيامِنا لغدٍ لا يساومُ طعْنَةَ غدرٍ بجُرحٍ/‏ سئمْنا انتفاخَ الفقاعةِ في بؤرةِ الوهمِ/‏ أجْفلَكُم سفَرُ الطينِ بين جذورِ النخيلِ/‏ اتركونا نهفُّ الشموعَ الأخيرةَ /‏ لا تخْذلوا مطراً يعشقُ الأرضَ يا أنبياءَ السرابْ.

اتركونا نَزورُ ملامحَ أجدادِنا الطيبينَ بمقبرةٍ ضيَّعتْنا شواهدُها/‏ ونَعُدُّ دقائقَ سهواتِنا في خيانةِ أصحابِنا/‏ وبقايا أصابعِنا/‏ وخسائرَنا في الحروبِ الخفيّةِ /‏ نبْني سماءً بأجفانِنا من بقايا الخرابْ.

اتركونا نُودّعُ أقفالَ أبوابِنا/‏ وتواريخَنا وبنادقَنا في لهيبِ الحدود/‏ وسبّورةَ الفصلِ/‏ جيرانَنا في العشيشِ/‏ نُلوّحُ للراحلينَ/‏ وللقادمينَ بثوبٍ قديمٍ جديدٍ/‏ نُفسّرُ حزنَ الوجوهِ الفقيرةِ في صهْدِ تيماءَ/‏ قبلَ انتحارِ المسافاتِ حاملةً قمَراً تحتَ جُنحِ غُرابْ!

اتركونا نعتّقُ قهوتَنا في الدِّلالِ الشماليةِ الصّدْرِ/‏ نقرأُ آثارَ مَن سبَقونا/‏ نُعلّقُ بزّاتِنا العسكريةَ ما بينَ وهْمٍ وآخرَ /‏ نحرسُ ضحكاتِكُمْ في اندياحِ المزاجِ/‏ اتركونا لنُحْصيَ خيباتِنا في طنين الذبابْ.

اتركونا لنهْزأَ من سيرةِ الزمنِ الفوضويِّ/‏ نزوّجُ غزلانَنا لنُكدّسَ أحلامَها في الحقائبِ قبل الرّحيلِ.. ولا تلحقونا كدُبٍّ بمنْحَدرِ القُطْبِ/‏ لا تلحقونا.. لنكتبَ أهزوجةً في رثاءِ الغيومِ التي غادرَتْ دونما جهةٍ في وداعِ الغيابْ.

اتركونا نعِدُّ مقابرَ أيامِنا في الثلوجِ البعيدةِ/‏ نحْتَطبُ الريحَ قبلَ بلوغِ المحاصيلِ نسْخرُ من أهلِنا الميّتينَ/‏ ومن إبلٍ ضيّعتْ دربَها/‏ ونُقايضُ جذْرَ السُّلالةِ بالثلجِ كي نتناسلَ من دونِ خوفٍ بعيداً عن الفَخّ/‏ ندَّخرُ الحُبَّ حتى نعودَ فلا شيءَ يسْحرُنا في البلادِ البعيدةِ/‏ غيرُ صدَى عمُرٍ في الأراضي القصيّةِ/‏ منْكمشٍ/‏ فاتركونا لنذْبحَ هُدْهدَنا قبلَ أنْ تعْرفوا سَبأ الثلجِ.. نهزأُ من غفْوةِ البدَويّ الفقيرِ بتلِّ الذئابْ.

اتركونا نُحنّطُ أحلامَنا بينَ حبْلٍ وعنْقٍ ضعيفٍ بحجْرةِ صمتٍ أخيرٍ/‏ نكفّنُ هذا الزمانَ بمرْثيةٍ في نهارٍ سريعٍ/‏ لينسَى المُعزّونَ مأساةَ عمْرٍ تهاوَى/‏ على درَجِ الصبْرِ ينزفُ فوقَ الثلوجِ وفوقَ الصحاري بقايا عتابْ.

لا البلادُ البعيدةُ تختصرُ الضوءَ/‏ لا منبعَ الحلمِ يحْتضِنُ القلبَ/‏ ليلٌ طويلٌ تعرَّى ليستدْرجَ الحُبَّ عاماً فعاماً إلى غابةٍ من حِراب.

يدٌ أم طريقٌ إلى البحرِ يأخذُنا من غيابٍ طويلٍ لآخرَ/‏ مَن يقتفي أثرَ الريحِ حتى يلمَّ الشراعَ الممزقَ في شهقةِ القلبِ قبلِ السقوطِ الأخير/‏ يدٌ تأخذُ البحْرَ من يدهِ/‏ في البعيدِ بلادٌ تصافحُ زوّارَها ورماديةٌ نجمةُ الحلْم/‏ صارَ المكانُ بخيلاً على غصْنهِ/‏ والزمانُ يبدّل أثوابَهُ والليالي ضبابْ.




نشكركم على قراءة الخبر عبر صحيفة موقعي نت الإخبارية ونود التنويه ان مصدر الخبر هو المعني بصحته
ولطلب الإعلان عبر مواقعنا فضلا توجه هنا اعلانات الباك لينك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى