Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

فاصولياء وأرز وتدخل سياسي.. لماذا لم يلعب الأسطورة بيليه في أوروبا؟ | كرة قدم


أعادت وفاة الأسطورة بيليه الجدل والتساؤل من جديد حول عدم خوض صاحب التتويجات الثلاث بكأس العالم والألف هدف تجربة احترافية في أي من الأندية الأوروبية، رغم العروض التي انهالت عليه إضافة إلى أن ملاعب القارة العجوز كانت في أيامه قبلة بل حلما لكل لاعبي كرة القدم في البرازيل.

وكشف تقرير نشره موقع قناة “تي أف 1” الفرنسية (TF1)، أن مسيرة بيليه الكروية (1956ـ1977) لم تتخللها أية “فترة أوروبية” مثل جل نجوم كرة القدم في البرازيل. وكان هذا أيضا أحد الأسرار والنقاط المثيرة للاهتمام والجدل في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، مضيفا أن اللاعب “رقم 10 في منتخب السيليساو تجاهل أوروبا وعروضها وأموالها ومغرياتها”.

وبدأت مسيرة بيليه الاحترافية التي دامت عقدين من الزمن عام 1956، عندما أخذه مدربه فالديمار دي بريتو إلى مدينة سانتوس، وهناك بدأت تتشكل فصول قصة من الإبداع الكروي والنجومية الخالدة، والتي استمرت حتى سنة 1974 عندما انتقل إلى نادي نيويورك كوسموس الأميركي حيث حمل ألوانه في 64 مباراة وأنهى به مشواره اللافت.

أرض كروية خصبة لأوروبا

وتشتهر البرازيل بأنها أرض كروية خصبة لأوروبا، وفي عالم مفتوح لانتقال اللاعبين جعل انتقال المواهب البرازيلية أمرا طبيعيا، إذ إن تقريرا صادرا عن مرصد كرة القدم الدولي يكشف أن لاعبي كرة القدم البرازيليين هم أكثر الجنسيات في العالم انتقالا للعب بأوروبا.

وفي الأول من مايو/أيار 2021، كان 1287 لاعبا برازيليا يلعبون في الدوريات الأوروبية الـ 145 التي شملها التقرير، وهو رقم يعكس الدور الكبير الذي تلعبه البرازيل في إمداد كرة القدم حول العالم بلاعبيها.

وتبدو الأمثلة كثيرة للاعبين البرازيليين الكبار الذين احترفوا بأوروبا ووجدوا أوج عطائهم الكروي في ملاعبها، أمثال الظاهرة رونالدو وروماريو ورونالدينيو وكاكا ونيمار وروبرتو كارلوس وريفالدو وكافو وغيرهم الكثير ممن غادروا بلدهم الأصلي بحثا عن المجد والاحتراف على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

لكن أفضل لاعب في تاريخ الساحرة المستديرة لم يلعب ولو موسما واحدا في دوري أوروبي، لأسباب عدة كشفها تقرير “تي إف1”.

وتذكر “تي إف 1” أنه قبل موسم 1996-1997، كان لدى الأندية الأوروبية حصة محدودة من الأجانب لا يمكن تجاوزها، وكانت عادة لا تزيد على 3 لاعبين، وقبل ثورة منتصف التسعينيات (قانون بوسمان)، ترك عدد قليل جدا من لاعبي أميركا الجنوبية دورياتهم للهجرة نحو القارة العجوز، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي تفسر عدم لعب بيليه في أوروبا.

لكن هذا ليس السبب الوحيد، فـ “أفضل لاعب كرة قدم في كل العصور”، ورياضي القرن الـ20 حسب اللجنة الأولمبية الدولية، والوحيد الذي فاز بـ3 بطولات لكأس العالم، في 1958 و1962 و1970 من النجوم القلائل الذين رفضوا اللعب في أوروبا.

ثروة برازيلية يجب الاحتفاظ بها

وتعرض بيليه في كثير من الأحيان لانتقادات لاذعة كونه لم يلعب في المستوى الأفضل على الأراضي الأوروبية ولم يختبر موهبته الكروية في القارة العجوز، فبين أول ظهور له في سانتوس عام 1956 ونهاية مسيرته في 1977، لم يترك بلاده إلا لأسباب مالية عام 1975 عندما تعاقد مع نيويورك كوسموس الأميركي حيث كان في انتظاره عقدا بقيمة مليون دولار سنويا.

وفي حين تلقى بيليه عدة عروض من أندية أوروبية، بذل ناديه سانتوس قصارى جهده لصد تقدمها بهدف خطفه، مثل نادي باريس سان جيرمان في عام 1971، لكنه وجد نفسه أخيرا أمام حتمية توفير موارد مادية جديدة وكان عرض نادي كوسموس هو الحل لأنه كان عقدا مربحا للغاية.

ويضيف تقرير “تي إف 1” أن الاحتفاظ ببيليه ومعارضة خروجه من البرازيل نحو أوروبا لم يكن قرارا رياضيا فقط صادرا عن نادي سانتوس، ولكن مورست ضغوط سياسية من أعلى هرم السلطة. ففي عام 1961، وخوفًا من مغادرته، كان الرئيس البرازيلي آنذاك جانيو كوادروس يريد سن قانون يجعل بيليه “ثروة وطنية” لا يمكن “تصديرها”.

أمي كانت تعد الفاصوليا جيدا

وفي النهاية، فإن الأسباب التي ساهمت في بقاء بيليه في البرازيل هي الاعتقاد بأن “الزهرة لا يمكن أن تكبر إلا في مكان تجد فيه من يرعاها”، فبين عامي 1959 و1963، رفض بيليه 3 عروض مغرية من ريال مدريد الذي كان يضم نجوما كبارا -وقتها- أمثال سانتياغو برنابيو وألفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش.

وفي عام 1968، رفض أيضا عرضا من مانشستر يونايتد الذي كان يخطط ليضم ثنائيا لامعا، هما بيليه وجورج بيست، إلا أن مساعيه فشلت.

وفي كتاب “بيليه.. حياتي كلاعب كرة قدم” وهو من تأليف بريان وينتر (2014)، قدم الأسطورة بعض تفاصيل عن الأسباب التي دفعته إلى عدم مغادرة بلاده أبدا.

وقال إن “عدة فرق كبرى في أوروبا -بما في ذلك ميلان وريال مدريد- قدمت عروضا لي على مر السنين، لكن لم أفكر أبدا في اللعب بجدية خارج البرازيل، أفضل راحتي قبل كل شيء، كانت لدي أسبابي، أحببت الأرز بالفاصوليا الذي كانت تصنعه والدتي وشعرت بالراحة والسعادة في بلدي، كانت والدتي وأبي يعيشان على بعد أمتار قليلة مني، وكانت درجة الحرارة لا تزال 25 مئوية والشاطئ رائعا”.

وفي 2015 وخلال مقابلة مع صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية، برر بيليه اختياره البقاء في سانتوس، بأنه كان دوما يدعو إلى القيم التي اعتبرها مفقودة، وقال “في الماضي، كانت كرة القدم مليئة بالحب، والآن هي مجرد وظيفة، لا يوجد هذا الحب للعب لناد أو لبلد، بالطبع يجب أن يكسب لاعب كرة القدم لقمة العيش، تلقيت الكثير من العروض للعب لميلان أو ريال مدريد أو مانشستر يونايتد، لكن سانتوس كان يلعب بشكل جيد، لم أكن أرغب في الرحيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى