موقعي نت متابعات الدوري السعودي:
إن أجمل القصص تأثيرًا وإلهامًا هي تلك التي قطع فيها أصحابها شوطًا كبيرًا للوصول إلى أعلى القمة، و بدون شكَّ أنَّ النَّجاح أمرٌ رائع، لكنَّه يكون أكثر روعةً حين يكون مصحوبًا برحلة صعود مليئة بالكفاح والمُثابرة، و تُعدّ قصَّة نجاح الجزائري رياض محرز واحدة من أكثر قصص النَّجاح تشويقًا وإلهامًا.
محرز الذي بدأ لاعباً مغموراً بالدرجة الثانية في الدوري الفرنسي وتحول إلى أحد ألمع نجوم البريمرليغ، لم تكُن قصة نجاحه محض صدفة، بل كانت نموذجًا واضحًا لمعرفة أنَّ الوصول للهدف لن يتم إلّا من خلال التحلي بالصبر و الإصرار والأمل وبذل الجُهد و الثقة بالذات.
في شمال فرنسا و تحديداً في بلدة سارسيل التي تبعد عن باريس مسافة بضع كيلومترات وُلِد رياض محرز لأب جزائري وأم فرنسية من أصول جزائريَّة ومغربيَّة، و منذ نعومة اظافره تعلق رياض بكرة القدم الذي كان متاثراً بوالده خاصة حينما يصطحبه لمشاهدة مباريات كرة القدم ، و لكن الطفل المتعلق بأبيه تعرض لفاجعة تتمثل بوفاة والده اثر تعرضه لأزمة قلبية، و كان محرز آنذاك لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره، وبالرغم من زيادة إصرار رياض على النجاح ليحقق حلم والده بأن يصبح لاعب كرة قدم مشهور، إلَّا أنَّ الحلم كان لا يزال بعيد المنال، فحتّى سن الثامنة عشرة، كان رياض لا يزال يلعب مع فريق بلدته في فرنسا.
على الرَّغم من تجاهُل الفرق لرياض محرز في كثيرٍ من المباريات بسبب تكوينه الجسماني النحيل، إلا أنَّ مهارات محرز الفريدة أجبرت مدربه للإلتفات اليه لاحقا.
بدأت مسيرة رياض في السطوع عندما انضمَّ إلى الفريق الفرنسي AAS Sarcelles في عام 2004، حيث حظي بتجربة رائعة أثبت فيها نفسه أمام الجميع. و في عام 2009، انضمَّ محرز إلى فريق CFA Quimper، حيثُ شارَك في 22 مباراة وسجَّل هدفَيْن في موسمه الأوَّل مع النّادي.
كانت بداية الانطلاقة بالنسبة لرياض محرز عندما انضمَّ إلى نادي لوهافر في عام 2010، وهو نادٍ بالدَّرجة الثانية في الدَّوري الفرنسي والذي كان يستقطب اللاعبين الشباب المُميَّزين بغرض الاستفادة مالياً من خلال عمليات البيع بعد بروزهم، و لربما من الغريب أن محرز رفض 3 عروض مغرية من باريس سان جيرمان و مارسيليا و ليون من أجل الإنضمام لفريق لوهافر و الذي برره لاحقاً بأنه كان يريد. اللعب بشكل اساسي بغض النظر عن حجم الفريق الذي ينضم له. هناك، تألَّق رياض بشكل كافٍ لجذب انتباه نادي ليستر سيتي الإنجليزي.
قد يبدو هذا القرار غريبًا بعض الشيء، ولكنَّه يدُلّ على أنَّ كرة القدم كانت بالنسبة لرياض محرز شغفًا حقيقيًا وليست مُجرَّد مهنة. لعب محرز في البداية في فريقهم الاحتياطي- لوهافر الثاني- قبل أن يلعب 60 مباراة و سجِّل 6 أهداف للفريق الأول في الدرجة الثانية من الدوري الفرنسي منذ عام 2011 حتى غادر في يناير 2014.
بينما كان محرز يلعب مع فريق لوهافر الفرنسي، كان المسؤول عن الانتقالات في نادي ليستر سيتي الإنجليزي ستيف والش يُراقب زميله في الفريق ريان مينديز، ولكنه أُعجب بأداء محرز.
في 11 يناير 2014، وقَّع رياض مع ليستر سيتي عقدًا مُدَّته ثلاث سنوات ونصف مقابل 450 ألف جنيه إسترليني. كان أصدقاؤه وعائلته في البداية غير مرتاحين لقرار رياض باللعب في الدوري الإنجليزي بسبب طبيعة الكرة الإنجليزيَّة الحادَّة الَّتي تحتاج إلى لاعب أقوى جسمانيًا، مبررين ذلك بأنَّ أسلوب لعبه سيكون أكثر ملاءمة لإسبانيا، اخبر الكثيرون اللاعب الجزائري رياض محرز بأنَّه “نحيل للغاية” بالنسبة لكرة القدم الإنجليزيَّة. في البداية، كان محرز يعتقد أنَّهم ربما كانوا على حقّ، ولكنَّ أداءه الرائع مع ليستر سيتي كان كفيلاً للرد على هذه الإدِّعاءات.
ظهر محرز لأول مرة في 25 يناير 2014، وجاء في الدَّقيقة 79 كبديل ليحل محل زميله الجناح لويس داير. سجَّل رياض هدفه الأول للنّادي ضد فريق نوتنغهام فورست، والذي جعل محرز لاعبًا أساسيًا في صفوف الفريق بعد ذلك. بفضل محرز، أنهى ليستر الموسم كفائز ببطولة الدوري الانجليزي للدرجة الثانية، وعاد إلى الدَّوري الممتاز لأول مرة منذ عشر سنوات.
ساهم رياض في صعود ليستر سيتي إلى دوري الدرجة الأولى بلا شكّ، و كانت إحدى أكثر الفصول أهميَّة في إحدى أعظم القصص التي رواها الدَّوري الإنجليزي المُمتاز على الإطلاق، والتي لفتت أنظار نادي مانشستر سيتي أحد أعظم أندية الدوري الإنجليزي، و خاص محرز مع ليستر 160 مباراة سجل خلالها 45 هدف و ساهم بصناعة 33 هدف في جميع البطولات، و حقق مع ليستر سيتي بطولة الدوري الانجليزي الممتاز في سابقة تاريخية للنادي.
في يوليو 2018 وبعد مرور 4 أعوام على اللعب مع ليستر سيتي، أخذت قصة نجاح رياض محرز مُنعطفًا كبيرًا عندما التحق بصفوف نادي مانشستر سيتي ضمن عقد مُدَّته خمس سنوات. جعلت رسوم انتقال محرز – 60 مليون جنيه إسترليني – و اصبح أغلى لاعب كرة قدم أفريقي في ذلك الوقت، وكذلك أغلى صفقة قام بها نادي مانشستر سيتي في تاريخه.
بدأ رياض محرز أوَّل خطوة حقيقيَّة نحو القمة حين فاز بدرع الاتِّحاد الإنجليزي لكرة القدم 2018 مع مانشستر سيتي، ثم فاز بلقبه الثاني من خلال انتزاع كأس الاتِّحاد الأوروبي لكرة القدم ضد تشيلسي، كما فاز بجائزة أفضل لاعب في كأس الاتحاد رغم أنه لم يشارك في المباراة النِّهائيَّة، بعد أن قضى محرز مع مانشستر سيتي قُرابة الخمسة أعوام حفر فيها اسمه بين أبطال الدوري الإنجليزي و ساهم مع فريقه بتحقيق الكثير من الالقاب اخرها دوري ابطال اوروبا، و خاض رياض مع السيتي 190 مباراة سجل خلالها 78 هدف و ساهم بصناعة 59 هدف في جميع البطولات.
سجل رياض محرز ظهوره الأول مع المنتخب الجزائري في عام 2014، حيث شارك في 70 مباراة ساهم خلالها بتسجيل 26 هدف و صنع 27 هدف، و حقق مع منتخبه بطولة الأمم الافريقية 2019.
لا يمانع رياض محرز من خوض تجربة جديدة في الدوري السعودي و تحديداً مع النادي الأهلي و هو الذي حصل على موافقة اللاعب بالفعل و يسعى الأهلي للوصول لاتفاق نهائي مع نادي مانشستر سيتي للحصول على خدمات اللاعب لثلاث مواسم قادمة و هو الأمر الذي قد يتم في غضون سويعات قليلة قادمة بحسب المصادر في البيت الأهلاوي، فهل نرى محرز مرتدياً قميص الأهلي في تجربة جديدة لينضم لنجوم كثر جاءوا للدوري السعودي.
