ضمانات أوروبا العسكرية طويلة الأمد لكييف.. ما دلالاتها وأثرها على الحرب الروسية؟ | البرامج
قال اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والإستراتيجي، إن التوجه الأوروبي لتقديم ضمانات عسكرية طويلة الأمد لكييف ضد الحرب الروسية، يشير بوضوح إلى أن الغرب لن يسمح بأن تُهزم أوكرانيا مهما طال أمد الصراع.
وأوضح أن هذه الضمانات، هي الورقة الرئيسية بيد الغرب، الذي يتخوف من أن يحدث انتصار روسيا تغيرات جيوإستراتيجية في المنطقة، ومن ثم فقد أصبح ملزما بتقديم الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا من أجل تحقيق أهدافها في مواجهة الحرب الروسية، سواء كانت بصورة كلية أو جزئية تقوده لمخرج سياسي.
وجاء حديث الدويري خلال الحلقة التي خصصها برنامج “ما وراء الخبر” بتاريخ (2023/6/29) لمناقشة قادة الاتحاد الأوروبي تقديم حزمة من الضمانات العسكرية طويلة الأجل، لتوفير الأسلحة والمعدات والذخيرة والتدريب والمساعدات العسكرية الأخرى لكييف.
يأتي ذلك، في ظل إعلان سويسرا رفضها السماح بإعادة تصدير 96 دبابة من طراز “ليوبارد 1” بالكامل نحو أوكرانيا، حيث رأت أن ذلك يخالف قوانين البلاد وسياسة الحياد التي تتبعها، كما يتزامن مع رفض الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مد واشنطن أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية.
وتساءلت حلقة البرنامج عن السياق الذي جاء فيه خطاب الضمانات طويلة الأجل للدعم الأوروبي والعسكري لأوكرانيا، في ضوء ما وصلت إليه الحرب في أوكرانيا، وكيف تبدو خارطة المواقف الأوروبية من هذا التوجه، وأسباب رفض سويسرا مد أوكرانيا بأسلحة نوعية كالدبابات، وما إذا كان موقفها يمثل تصدعا في الموقف الأوروبي.
تصعيد مستمر
وفي حديثه لما وراء الخبر، أشار الدويري إلى وجود عملية تصعيد مستمر في التزويد الغربي بالسلاح لأوكرانيا، فبعد الحديث في بدايات الحرب عن أسلحة متوسطة وخفيفة، أصبح هناك تصعيد للتسليح -مع اشتداد المعارك وطول أمدها- يتماشى مع متطلباتها، والذي امتد لمنظومات الدفاع الجوي والدبابات والصواريخ والطائرات.
وحول رفض سويسرا المشاركة في هذا التصعيد، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي أن الحسابات الغربية لم تكن تتوقع أمرا مختلفا، لالتزام سويسرا الحياد منذ عام 1515.
في حين أرجع رفض نتنياهو لإمداد واشنطن أوكرانيا بمنظومة القبة الحديدية، إلى تخوف إسرائيل من أن تقوم روسيا بتفعيل المنظومة الصاروخية “إس-330” التي زودت بها سوريا، لكن لم تسمح بعد بتفعيلها، وكذلك تخوفها من أن تنجح موسكو في معرفة الأسرار المتعقلة بالقبة الحديدية وبالتالي نقلها لإيران، وهو الأمر الذي تفهمته واشنطن.
ويرى جيمس موران المستشار السابق لدى الاتحاد الأوروبي، أن الضمانات العسكرية طويلة الأمد التي من المنتظر أن يتعهد بها قادة الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، تؤكد على أن التضامن الغربي لكييف سيبقى قويا، وأنه لا مؤشر لتغير الرأي العام الأوروبي بشأن ذلك رغم ما عانته أوروبا من آثار التضخم خلال العام الماضي.
وذهب موران في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” إلى أن هذه المساعدات الكبيرة المتوقعة، ستُحدث فرقا كبيرا في الحرب، مضيفا أن المحللين العسكريين في أوروبا، يتوقعون انتصارات كبيرة لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة بفضل الأسلحة التي جرى التعهد بتقديمها لكييف.
دفاع عن النفس
وأشار في هذا السياق إلى أن المساعدات والتجهيزات العسكرية التي قُدّمت لأوكرانيا وصلت قيمتها إلى 77 مليار دولار، ومن المتوقع أن ترتفع تلك الكلفة في ظل التعهدات بتقديم دفعات أخرى من الأسلحة المتطورة، والتي تأتي في سياق دعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها ضد الغزو الروسي.
وحول الموقف السويسري الرافض للمشاركة في رفع سقف الدعم العسكري لكييف، لا يرى موران أن ذلك أمرا مستنكرا من قبل الدول الأوروبية، لما هو معروف منذ زمن طول عن سويسرا بالتزام مواقف محايدة، وهو أمر يحترمه الاتحاد الأوروبي، ولا تتوقع دوله من بيرن خلافه.
وهو الأمر الذي أكده الدكتور ألكسندر فوترافير، رئيس تحرير “المجلة العسكرية السويسرية”، حيث شدد على أن بلاده معروفة بمواقفها المحايدة في النزاعات المختلفة، ولفت كذلك إلى أنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا حتى في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأشار في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر إلى أن سويسرا تقوم بدور بارز على المستوى الإنساني، حيث فتحت أبوابها للاجئين، كما قدمت مساعدات مختلفة لأوكرانيا في سياقات متعددة
وذكّر فوترافير، بأن بيرن رغم موقفها الثابت بالتزام الحياد، أدانت بشكل واضح في الأيام الأولى للحرب، الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية، وأكدت التزامها بالنظام العالمي القانوني، ودعمها للحل السلمي لهذه الأزمة.