موجة الإضرابات.. خبراء يفسرون كيف سيطرت عليها أميركا وانفلت الوضع في أوروبا وبريطانيا | أخبار البرامج
مدة الفيديو 22 minutes 16 seconds
انخرط أكثر من ألف موظف من مراقبي الحدود، المعنيين بفحص جوازات السفر في مطارات بريطانية، في إضراب عن العمل يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، للمطالبة بتحسين الأجور.
ويتزامن الإضراب، الذي يأتي على خلفية موجة غلاء تضرب أوروبا، مع سلسلة إضرابات في المملكة المتحدة وفرنسا والبرتغال، ودول أوروبية أخرى.
واستطاعت واشنطن إلى حد ما ضبط الوضع الاقتصادي على خلاف ما يحدث في أوروبا، وهو ما فسره أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خليل العناني -في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر (2022/12/23)- بفاعلية إجراءات البنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي الذي قام بزيادة مستمرة لسعر الفائدة، وهو ما كبح جماح التضخم المتزايد الذي يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مستمر.
كما كانت هناك إجراءات استباقية فيما يتعلق بالإضرابات العمالية في قطاع السكك الحديدية، حيث عملت واشنطن على تفعيل قانون يمنع عمال السكك من الإضراب كما تم رفع الأجور بشكل حالي وتقديم وعود بزيادات مستقبلية حتى لا يقوموا بإضراب يشل الحياة الاقتصادية في أميركا.
من جهته، اعتبر المستشار الاقتصادي السابق للمفوضية الأوروبية كيث بويفيلد أن الإضرابات تعمق أزمة الاقتصاد الأوروبي بشكل كبير خاصة في ظل الارتفاع المستمر للأسعار، ولكنه رأى في الآن ذاته أن أسعار الطاقة المرتفعة ستجعل الدول الأوروبية أكثر حذرا للاستخدام الرشيد للطاقة واللجوء إلى الطاقات البديلة.
سلسلة إضرابات
وفي سياق موجة إضرابات، حذر اتحاد الخدمات العامة والتجارية في بريطانيا، من أنها قد تستمر 6 أشهر، وأعلنت نقابة التمريض عن إضراب جديد في إنجلترا في 18 و19 الشهر المقبل، وذلك بعد أيام من عودتها من إضراب آخر.
كما يتزامن الإعلان عن الإضراب المزمع مع انخراط أكثر من ألف موظف من مراقبي الحدود -المعنيين بفحص جوازات سفر المسافرين في مطارات بريطانية عدة- في الإضرابات للمطالبة بزيادة الأجور، في ظل موجة غلاء غير مسبوقة تعاني منها البلاد.
ويستمر إضراب مراقبي الحدود حتى نهاية الشهر الجاري، ويُنتظر أن تهبط خلاله أكثر من 10 آلاف رحلة في تلك المطارات، ويواكبه إضراب آخر بدأه ضباط المرور في الطرق السريعة في لندن وأجزاء أخرى من إنجلترا أمس الخميس، على أن يستمر 4 أيام.
ولا تعد بريطانيا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تجتاحها موجة الغلاء وبالتالي سلسلة الإضرابات التي تسببت في تعطيل قطاعات حيوية عدة في تلك الدول، ففي البرتغال تعطلت حركة القطارات اليوم الجمعة، في أول أيام إضراب لعمال السكك الحديدية، بسبب التضخم وارتفاع الأسعار.
ويشبه هذا الوضع ما يجري في فرنسا، حيث ينفذ سائقون ومراقبون وعمال في السكك الحديدية الفرنسية، إضرابا عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم، ورفع أجورهم. ومن جانبها قالت شركة السكك الحديدية الفرنسية إنّ 200 ألف مسافر تأثروا بسبب الإضراب.
وجاء ذلك عقب إلغاء قطارين فائقي السرعة من أصل 5 قطارات، بينما أعلنت النقابات إلغاء الإضراب الذي كان مقررا الأسبوع المقبل، تزامنا مع عودة الفرنسيين من إجازات رأس السنة، وذلك بعد توصلها لاتفاق مع الحكومة.