آجال استحقاق السندات السعودية ترتفع إلى 168 مليار دولار، متجاوزة نظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2029
الرياض: يشهد سوق العقارات في الرياض نموًا كبيرًا، حيث ارتفعت إيجارات المساحات المكتبية من الدرجة الأولى بنسبة 20.8 بالمائة على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2024، لتصل إلى 2131 ريالًا سعوديًا (567.31 دولارًا) للمتر المربع. وتعكس هذه الزيادة النشاط الاقتصادي المتوسع للمدينة، مدفوعًا بازدهار القطاع الخاص والمبادرات الحكومية المستمرة التي تهدف إلى جعل العاصمة مركزًا عالميًا للأعمال والاستثمار. وفقًا لأحدث تحليلات السوق لشركة JLL، فإن هذه الزيادة في الطلب على المساحات المكتبية عالية الجودة تساهم في انخفاض تاريخي في معدلات الشواغر، والتي انخفضت إلى 1.6 بالمائة فقط في الربع الثالث من عام 2024.
ويعزو التقرير ارتفاع إيجارات المكاتب إلى جهود التنويع الاقتصادي التي تبذلها المملكة، ولا سيما النمو المستمر للقطاع الخاص في الرياض.
ولا تزال المدينة وجهة جذابة للشركات والمستثمرين، مع وجود طلب قوي على المساحات المكتبية من الدرجة الأولى في المناطق الرئيسية. كما أبرزت جيه إل إل أن شمال الرياض، بفضل سهولة الوصول الفائقة والتطورات عالية الجودة، يحظى بتفضيل متزايد من قبل الشاغلين، مدفوعًا بمساحات العمل الفعالة في المنطقة ومواقف السيارات الواسعة، مما يساعد على تخفيف الازدحام المروري المتزايد.
وفي جدة، ارتفعت إيجارات المكاتب من الدرجة الأولى بنسبة 11.6 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى 1.338 ريال سعودي للمتر المربع، مع انخفاض معدل الشواغر إلى 3.7 في المائة. وتعكس هذه الاتجاهات قوة السوق الأوسع عبر المدن الرئيسية في المملكة العربية السعودية.
قطاع الضيافة يزدهر
يواصل قطاع الضيافة في المملكة العربية السعودية تحقيق نمو مثير للإعجاب، مدفوعًا بمجموعة من الأحداث البارزة والبنية التحتية السياحية المتوسعة في المملكة. ومع فعاليات مثل موسم الرياض وموسم العلا التي تجتذب ملايين الزوار، إلى جانب التطوير المستمر للبنية التحتية الحضرية، تعمل المملكة على ترسيخ مكانتها كوجهة عالمية رائدة للترفيه والأعمال.
وفقًا لوزارة السياحة، ارتفعت السياحة الترفيهية في المملكة العربية السعودية بنسبة 656 بالمائة منذ عام 2019، مع وصول 17.5 مليون زائر دولي في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 وحدها.
وقد أدى هذا الازدهار في السياحة، المدعوم بمبادرات مثل نظام التأشيرات السياحية المبسط وقطاع الترفيه المتنامي، إلى تعزيز جاذبية المملكة كوجهة ترفيهية عالمية. وفي الواقع، تجاوزت المملكة العربية السعودية بالفعل هدفها الأصلي لرؤية 2030 المتمثل في جذب 100 مليون زائر، وتهدف الآن إلى 150 مليونًا بحلول عام 2030.
وقال سعود السليماني، رئيس شركة JLL في المملكة العربية السعودية: “إن قطاع الضيافة مهيأ للتوسع المستمر، مدفوعًا بجدول الأحداث المزدحم والتدفق المستمر للسياح الدينيين”. “ستعمل هذه العوامل على زيادة الطلب على أماكن الإقامة وتعزيز معدلات الإشغال في المدن الرئيسية.”
وفي الرياض، ارتفع متوسط السعر اليومي للفنادق بنسبة 19 بالمائة على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2024، ليصل إلى 736.3 ريال سعودي، بينما شهدت الإيرادات لكل غرفة متاحة ارتفاعًا بنسبة 17.1 بالمائة إلى 440.3 ريالًا سعوديًا. وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في الإشغال بنسبة 1.2 نقطة مئوية، فإن هذه المقاييس تعكس القوة المتزايدة لقطاع الضيافة. من ناحية أخرى، شهدت جدة انخفاضًا بنسبة 10.3% على أساس سنوي في إيرادات الغرف المتاحة، ويعزى ذلك إلى انخفاض بنسبة 12.1% في متوسط سعر الغرفة، على الرغم من ارتفاع معدلات الإشغال بنسبة 1.4 نقطة مئوية. وشهدت مكة والمدينة اتجاهات متباينة، حيث انخفضت إيرادات الغرف المتاحة بنسبة 2.9% في مكة، بينما شهدت المدينة المنورة زيادة طفيفة بنسبة 1.6%.
وأضافت جيه إل إل: “من المتوقع أن تتحسن مقاييس الأداء في قطاع الضيافة مع اقترابنا من نهاية العام، مدعومة بالأحداث الرئيسية مثل موسمي الرياض والعلا، بالإضافة إلى استمرار السياحة الدينية”.
نمو السوق السكنية
وشهدت الأسواق السكنية في الرياض وجدة أيضًا أداءً قويًا في الربع الثالث من عام 2024، مدفوعة بالطلب القوي وتغير تفضيلات المشترين. وفي الرياض، تمت إضافة 4000 وحدة سكنية جديدة في الربع الثالث، ليصل إجمالي المخزون إلى 1.46 مليون. وشهدت مدينة جدة نموًا أكبر، حيث تم تسليم 8000 وحدة جديدة، مما زاد مخزونها إلى 899000 وحدة.
وشهدت أسعار العقارات السكنية في كلتا المدينتين أيضًا زيادات كبيرة، حيث شهدت الرياض ارتفاعًا بنسبة 12 بالمائة على أساس سنوي في أسعار المبيعات، بينما شهدت جدة زيادة بنسبة 6 بالمائة.
وقال السليماني: “هذا وقت مثير بالنسبة للمملكة العربية السعودية، مع نمو غير مسبوق في قطاعات متعددة”. “إن الجمع بين ارتفاع أعداد السياحة وارتفاع إيرادات الضيافة والطلب القوي على العقارات السكنية يخلق بيئة ديناميكية تقدم فرصًا هائلة للمستثمرين والشركات على حد سواء.”
وأضاف: “إن التزام المملكة بتنويع اقتصادها واضح، ونحن متحمسون لرؤية كيف ستشكل هذه التطورات مستقبلنا”.