قطاع الصناعات التحويلية القوي يرفع المؤشر الصناعي السعودي 5% (الهيئة العامة للإحصاء)
الرياض: من المتوقع أن تحقق البنوك العاملة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نمواً ائتمانياً قوياً في عام 2025، مدفوعاً بارتفاع أسعار النفط الخام وتوسع الاقتصاد غير النفطي، وفقاً لأحد التحليلات.
وتوقعت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية، في تقريرها الأخير، أن تشهد البنوك في المملكة نمواً تمويلياً بنحو 12 في المائة في عام 2025، أي حوالي ضعف متوسط منطقة مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت الوكالة، ومقرها الولايات المتحدة، أن الشركات ستشكل ما يقرب من 65 إلى 70 في المائة من التمويل الجديد بين البنوك السعودية في عام 2025.
ويعكس التحليل وجهات نظر مماثلة لتلك التي طرحتها وكالة موديز في نوفمبر، والتي تنبأت بأن مبادرة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع اقتصاد المملكة، يمكن أن تسرع نمو القطاع المصرفي في البلاد.
وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقريرها: “إن البيئة التشغيلية للبنوك في المملكة مدعومة بارتفاع أسعار النفط والإنفاق الحكومي، مما يدعم المشاريع الضخمة في البلاد واستراتيجية رؤية 2030، مما يؤدي إلى نمو قوي في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. “.
وأضافت: “تتوقع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي 4.5% خلال الفترة 2024-2025، مقارنة بـ 5% خلال الفترة 2022-2023. ونتوقع أن تظل المقاييس المالية للقطاع قوية في عام 2025.
وقال التقرير إن التنفيذ التدريجي لمشروعات جيجا العملاقة يجب أن يستمر في دعم اهتمام البنوك بهذا القطاع، على الرغم من أن الحصة الحالية من التمويل المرتبط بمشروعات جيجا ضئيلة بالنسبة لمعظم البنوك المصنفة.
لكن وكالة التصنيف الائتماني حذرت من أن صافي الأصول الأجنبية للبنوك في المملكة قد يستمر سلبيا في عام 2025 بسبب ارتفاع تكلفة الودائع المحلية لأجل وزيادة الطلب على العملات الأجنبية.
التوقعات الإقليمية
ووفقاً للتحليل، من المتوقع أن تحافظ البنوك في منطقة الشرق الأوسط على ربحية جيدة وسيولة قوية واحتياطيات رأسمالية كافية لمخاطرها في عام 2025، في حين يجب أن تظل جودة الأصول مستقرة.
وفي نوفمبر، ذكر تقرير صادر عن وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال أنه من المتوقع أن تحافظ البنوك في دول مجلس التعاون الخليجي على جودة أصول قوية وربحية وسيولة وفيرة حتى عام 2025 بفضل الرسملة القوية والميزانيات العمومية المُدارة بشكل جيد.
ومع ذلك، حذرت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال من أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة والانخفاض الحاد في أسعار النفط يمكن أن يؤثر سلبا على الجدارة الائتمانية للمؤسسات المالية في المنطقة.
الإمارات العربية المتحدة
وقالت فيتش إن البنوك في الإمارات ستتمتع بظروف عمل وتشغيلية مواتية في عام 2025 بفضل ارتفاع أسعار النفط وزيادة الأنشطة الاقتصادية.
وأضاف التحليل أن البنوك في الإمارات ستحقق نمواً في القروض بنحو 9 في المائة في عام 2025، وهو رقم أعلى بكثير من متوسط دول مجلس التعاون الخليجي ولكنه أقل قليلاً من جارتها العربية المملكة العربية السعودية.
“نتوقع أن يظل التمويل والسيولة لدى البنوك الإماراتية قوياً وأن تستمر الودائع في النمو بما يتماشى مع الإقراض. وأضافت فيتش أن السيولة ستستمر مدعومة بالودائع الحكومية الكبيرة، مدفوعة بمركز صافي الأصول الخارجية السيادية القوي، والمقاييس المالية التي لا تزال قوية والإيرادات الهيدروكربونية المتكررة.
مصر
وسلط التقرير الضوء على نمو القطاع المصرفي في مصر، وقال إنه من المتوقع أن تتحسن ظروف العمل والتشغيل العامة للمؤسسات المالية في البلاد في العام المقبل.
ووفقا لوكالة فيتش، فإن انخفاض التضخم، وتحسن ثقة المستثمرين، والظروف الصحية للسيولة بالعملة الأجنبية هي بعض العوامل الرئيسية التي يمكن أن تعزز القطاع المصرفي في مصر في عام 2025.
البحرين
وفي البحرين، من المتوقع أن يكون نمو الائتمان بين البنوك معقولا، وإن كان لا يزال متواضعا، مقارنة بنظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي، عند حوالي 4.5 في المائة في عام 2025.
وتتوقع وكالة فيتش أن تظل بيئة الأعمال للبنوك في البحرين ملائمة، مدعومة ببعض التحسينات في ظروف التشغيل. وقال التقرير إن انخفاض أسعار الفائدة على الإقراض من شأنه أن يخفف الضغوط على دفاتر قروض الشركات في القطاع، ولا سيما العقارات والمقاولات.
وتوقعت وكالة التصنيف الائتماني مقاييس مستقرة لجودة الأصول للبنوك البحرينية في عام 2025، مع انخفاض أسعار الفائدة مما يوفر الراحة للمقترضين من الشركات والأسر وبقاء ربحية القطاع سليمة.
الكويت
ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن يتراوح نمو الائتمان في القطاع المصرفي في الكويت بين 5% و6% في عام 2025، على الرغم من أن ذلك يعيقه استمرار أسعار الفائدة المرتفعة ونمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي المعتدل.
وكشف التحليل أن السيولة لدى البنوك الكويتية ستبقى قوية في العام المقبل بسبب الودائع الكبيرة والمستقرة من الجهات المرتبطة بالحكومة والمكاسب من ارتفاع أسعار النفط.
عمان
كشفت وكالة فيتش أن برنامج رؤية عمان 2040 الذي يهدف إلى تنويع اقتصاد البلاد يمكن أن يفتح المزيد من الفرص للبنوك في المستقبل.
“ستوفر رؤية عمان 2040 فرص النمو للبنوك وتضمن وجود خط أنابيب صحي للإقراض في القطاعات الرئيسية للاقتصاد، فضلا عن تقليل اعتماد البنوك على الإنفاق الحكومي على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن غياب سوق رأس المال العميق يحد من وصول الشركات إلى مصادر تمويل أخرى غير البنوك المحلية في البلاد.
وأضاف التحليل أن السيولة بين البنوك العمانية ستظل مدعومة بودائع الحكومة المستقرة والكيانات المرتبطة بها، في حين من المتوقع أن تدعم أسعار النفط المرتفعة نمو ودائع العملاء.
قطر
وفي قطر، من المتوقع أن تتحسن بيئة الأعمال والتشغيل العامة للبنوك في عام 2025.
وكشف التقرير أن نمو الائتمان بين البنوك القطرية يمكن أن يرتفع إلى 5.5% في العام المقبل، لكنه سيظل أقل من نظيره في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بسبب ظروف التشغيل القوية بشكل خاص.
الأردن
وفي الأردن، من المتوقع أن تظل ظروف سوق البنوك صعبة في العام المقبل، في حين سيشهد القطاع نمواً في الإقراض بنسبة 3.5 في المائة.
وخلصت وكالة فيتش إلى أن “البيئة التشغيلية للبنوك في الأردن لا تزال مليئة بالتحديات بسبب ضعف نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي دون الإمكانات والضعف الهيكلي، وارتفاع معدلات البطالة والمخاطر الجيوسياسية، مما يؤثر سلبا على السياحة والصادرات”.