بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها لمصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القروض
وزير الاقتصاد: رؤية 2030 تدفع السعودية إلى طليعة الاستثمار العالمي
الرياض: قال وزير كبير إن المملكة العربية السعودية رسخت مكانتها كمنصة نمو عالمية للاستثمارات، مدفوعة ببرنامج رؤية المملكة 2030، الذي دفع إلى توسيع قطاعات مثل السياحة.
وفي حديثه في مؤتمر الاستثمار العالمي في الرياض، أكد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم أن القطاعات المتطورة مثل السياحة تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على زخم الاقتصاد غير النفطي في المملكة.
وقد تجاوزت الاستراتيجية الوطنية للسياحة، التي استهدفت في البداية 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، هدفها في عام 2023، مما دفع المملكة إلى مراجعة هدفها إلى 150 مليون زائر بحلول نهاية العقد.
ومن المتوقع أن ترتفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 6% إلى 10%، مما يؤكد تأثيرها على المسار الاقتصادي للمملكة العربية السعودية.
وأرجع الإبراهيم هذا التقدم إلى جهود التنويع المتعمدة، مؤكدا أن رؤية 2030 مكنت المملكة من إطلاق العنان للإمكانات الكامنة وتعزيز التعاون مع الشركاء من القطاعين الخاص والعالمي.
“المملكة العربية السعودية اليوم هي منصة نمو عالمية. وربما أصبحت المملكة اليوم “منصة النمو العالمي”. ولقد كنا محظوظين بما فيه الكفاية لإثبات قوة التنويع على مدى السنوات القليلة الماضية. وقال الإبراهيم: “تشهد السياحة نمواً سريعاً، وهي تساعد النمو غير النفطي في المملكة العربية السعودية على البقاء ثابتاً ومرتفعاً خلال الأرباع الخمسة عشر الماضية”.
وأضاف: “رؤية السعودية 2030 تحقق نتائج وعوائد. نحن نطلق العنان للإمكانات الكامنة الهائلة في كل مكان نذهب إليه.
وذكر الإبراهيم أيضًا أن لديهم “بداية قوية ومتعمدة مع رؤية 2030”. وأوضح أنه منذ ذلك الحين، تم بناء الكثير مما حدث على الإرادة السياسية، المتتالية مع مختلف الناخبين، والتعاون مع القطاع الخاص. وأشار إلى أن هذا “أدى إلى الزخم الذي نراه اليوم”.
وأكد الإبراهيم أيضًا أن الأنشطة غير النفطية تشكل الآن 52 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للمملكة العربية السعودية، مع ارتفاع تكوين رأس المال الثابت في المملكة إلى 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعًا من أقل من 12 في المائة قبل رؤية 2030.
وبحسب الوزير، تعمل المملكة العربية السعودية على ربط الناس والبلدان بأسواق جديدة من خلال توفير بيئة صديقة للاستثمار.
“أصبحت المملكة العربية السعودية منصة أكثر تنافسية وتأسيسية للأشخاص الذين يرغبون في الوصول إلى أسواق جديدة. وقال الإبراهيم: إن المملكة لا تلعب دور مرساة للاستقرار، بل هي في الواقع مروج ومحرك للاستقرار.
وفي مناقشة التعاون العالمي، أشار الوزير إلى أنه تمت دعوة المملكة العربية السعودية للانضمام إلى البريكس، لكن القرار قيد التقييم حاليًا، وسيتم الكشف عن النتيجة النهائية في الوقت المناسب.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية فريدة من نوعها في فتح قطاعات جديدة، مثل الترفيه، مع تعزيز الصناعات القائمة مثل الطاقة والدفاع والرعاية الصحية.
“لدينا العديد من القطاعات التي كانت موجودة من قبل، ولكن هناك الكثير من المعرفة التي تراكمت في هذه القطاعات. وقال الإبراهيم: “إننا ننتقل من الطاقة الهيدروكربونية التقليدية إلى مصادر الطاقة المتجددة، وإلى إزالة الكربون، إلى الهيدروجين الأخضر، الأمر الذي يتطلب الكثير من الابتكار والتعاون”.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أبرز تقرير صادر عن وزارة الاستثمار في المملكة أنه من المتوقع أن يخلق قطاع الترفيه 450 ألف وظيفة ويساهم بنسبة 4.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.
وكشف التقرير أيضًا أن قطاع الترفيه يقود نمو السياحة، حيث يصل عدد الزوار الوافدين إلى 6.2 مليون في عام 2023، بزيادة قدرها 153.3 بالمائة عن العام السابق.
جهود البنك الإسلامي للتنمية
وخلال حلقة النقاش نفسها، أكد محمد سليمان الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، على جهود المؤسسة لتمكين نمو الدول الأعضاء فيها.
وشدد الجاسر على أهمية تطوير البنية التحتية الأساسية كأساس للتقدم الاقتصادي، وخاصة بين الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية.
“نحن في البنك الإسلامي للتنمية نشعر بقلق بالغ إزاء تطور بلداننا الأعضاء من حيث النمو الاقتصادي والتنمية. وقال الجاسر: “نحن نعلم أيضًا أن العنصر الأساسي في أي تنمية اقتصادية يبدأ بالبنية التحتية الأساسية”.
وأضاف: “نحن نستمع بعناية شديدة لأعضائنا. نحن لا نقول لهم ما يجب عليهم القيام به. لكننا نستمع إليهم ونتفق على الأنشطة والمشاريع الاستراتيجية”.
وشدد الجاسر على ضرورة وجود أطر سياسية قوية لجذب المستثمرين.
“علينا أن ننصح أعضاءنا بأن القدرة على التنبؤ بالسياسات وقوة الأطر التنظيمية أمر مهم للغاية. نظرًا لأن المستثمرين لديهم الكثير من الخيارات، فسوف يختارون ويختارون. وأضاف أنهم سوف يختارون.
منذ إنشائه في عام 1975، قام البنك الإسلامي للتنمية بتمويل مشاريع تزيد قيمتها عن 190 مليار دولار في الدول الأعضاء مع الحفاظ على التصنيف الائتماني “AAA”.
وفي شهر يوليو، أكدت وكالة موديز تصنيف البنك AAA مع نظرة مستقبلية مستقرة، مستشهدة ببيان المخاطر القوي والرافعة المالية المنخفضة والأصول السائلة القوية مقارنة بالديون.
وجهات النظر الإقليمية
وفي حديثه في نفس حلقة النقاش، قال سمير عبد الحفيظ، وزير الاقتصاد والتخطيط التونسي، إن البلاد تعتبر التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر محركين محتملين رئيسيين للنمو الاقتصادي والتنمية.
وأضاف عبد الحفيظ أنه من الممكن أن تتعاون المملكة العربية السعودية وتونس في صناعات متعددة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والنقل والخدمات اللوجستية والمعادن والسياحة وقطاع تكنولوجيا المعلومات.
من جانبه، قال حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، إن البلاد تنفذ السياسات الصحيحة لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي سيلعب دورا حاسما في تحفيز نموها الاقتصادي.
ودعا الخطيب أيضًا شركات القطاع الخاص للاستثمار في مصر، مشيرًا إلى أن البلاد توفر الوضوح والقدرة على التنبؤ في السياسات، مما قد يعزز ثقة المستثمرين.