قطاع الترفيه السعودي سيخلق 450 ألف فرصة عمل بحلول 2030: وزارة الاستثمار
الرياض: يواصل قطاع البناء في المملكة العربية السعودية ازدهاره، حيث بلغ إجمالي العقود التي تمت ترسيتها 185 مليار ريال سعودي (49.3 مليار دولار) في النصف الأول من العام، حسبما كشف أحد كبار المسؤولين التنفيذيين.
وفي حديثه خلال ندوة عبر الإنترنت استضافها مجلس الأعمال الأمريكي السعودي، قال البراء الوزير، مدير الأبحاث الاقتصادية بالمجلس، إن الرقم يمثل زيادة بنسبة 47 بالمائة مقارنة بالعام السابق.
وأضاف أن عام 2024 كان أعلى بكثير من عام 2023 عند نفس النقطة في العام الماضي. وقال الوزير: “على أساس ربع سنوي، في الربع الثاني، بلغت قيمة العقود التي تمت ترسيتها حوالي 17.6 مليار دولار – أي حوالي 66 مليار ريال سعودي – ونمت على أساس سنوي بنحو 11 بالمائة”.
وشدد كذلك على أن الأداء منذ بداية العام حتى الآن كان أكثر إثارة للإعجاب.
وأكد الوزير أن قطاع البناء يستفيد من التعاون القوي بين الحكومة والقطاع الخاص للمساعدة في تحقيق أهداف رؤية 2030.
وأضاف المسؤول التنفيذي أن “مساهمة القطاع الخاص بلغت 4.9 في المائة، مما يدل على النمو الهائل في عقود البناء”.
وارتفع مؤشر البناء الإجمالي، الذي يتتبع نشاط البناء المتوقع أن ينتقل إلى مرحلة التنفيذ خلال ستة إلى 18 شهراً، بشكل ملحوظ ليصل إلى 271 نقطة.
وقال الوزير: “النمو المستدام واضح، حيث أظهر المؤشر زيادات سنوية بنسبة 33 بالمائة”.
وفيما يتعلق بالنمو في قطاعات محددة، قال: «تحافظ قطاعات النفط والغاز والعقارات والمياه على زخمها من الربع الأول إلى الربع الثاني، كما أن الدور المؤثر المتزايد للقطاع الخاص يتوسع ليس فقط الاقتصاد بشكل عام. ولكن على وجه التحديد قطاع البناء.
ويمثل النفط والغاز 41 في المائة من إجمالي العقود التي تمت ترسيتها، حيث شهد الربع الثاني نمواً بنسبة 505 في المائة على أساس سنوي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى مشاريع أرامكو السعودية.
وقال الوزير: إن قطاع النفط والغاز وصل إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ 7.3 مليار دولار في الربع الثاني وحده.
وأظهر القطاع العقاري أيضًا نموًا قويًا، مع زيادة بنسبة 8 بالمائة على أساس سنوي في قيمة العقود. وتبقى العقارات السكنية محور التركيز الرئيسي، خاصة مع اقتراب المملكة من هدفها لعام 2030 المتمثل في ملكية المنازل بنسبة 70%.
وشهدت البنية التحتية للمياه نمواً بنسبة 26% على أساس سنوي، حيث ساهمت مشاريع مثل محطات الصرف الصحي في المنطقة الشرقية في الزخم العام.
وقال: “لا توجد علامة على التباطؤ في هذه القطاعات”، مضيفا أنه من المتوقع أن تظل وتيرة ترسية العقود قوية.
نظرة عامة إقليمية
وأظهرت التوزيعات الإقليمية أن المنطقة الشرقية لا تزال المركز المهيمن للبناء، حيث تمثل 59 في المائة من إجمالي العقود الممنوحة، مدفوعة في المقام الأول بمشاريع النفط والغاز القائمة هناك.
وشهدت الرياض أيضًا نموًا، خاصة في قطاع العقارات الذي استحوذ على 56 في المائة من العقود في العاصمة. وتشمل المشاريع الرئيسية البنية التحتية التعليمية والرعاية الصحية، مثل مشروع جامعة الملك سلمان بقيمة 2.3 مليار ريال سعودي وبوابة الدرعية.
تعد زيادة الاستثمار في المملكة العربية السعودية في البنية التحتية جزءًا من استراتيجية أوسع لبناء اقتصاد مستدام ومتنوع.
وأضاف الوزير: “تضع المملكة نفسها كقوة اقتصادية متنوعة مع قطاع خاص مزدهر يمكنه الحفاظ على اقتصادها ودفع الابتكار”.
التحول الحضري
يشهد المشهد الحضري في المملكة العربية السعودية تحولًا كبيرًا، حيث يتحول من نموذج مركزي تهيمن عليه الرياض وجدة إلى نهج متعدد المراكز، وفقًا لما قاله إلياس أبو سمرة، الرئيس التنفيذي لشركة رافال للتطوير العقاري.
“لم يعد النشاط الاقتصادي يتجمع حول المراكز التقليدية فقط. وقال أبو سمرة: “إننا نشهد ظهور نقاط جديدة في الجنوب، مثل البحر الأحمر كوجهة سياحية، ونيوم في الشمال الغربي، والمراكز الاقتصادية مثل الدمام وحتى الشمال”.
ويتم ربط هذه العقد الحضرية الجديدة من خلال بنية تحتية متقدمة، بما في ذلك السكك الحديدية عالية السرعة والمطارات المفتوحة حديثًا.
وأشار أبو سمرة إلى أن هذا التحول يخلق فرصا جديدة للاستثمار والتوظيف مع تعزيز القدرة التنافسية لصناعات مثل التعدين وإنتاج السيارات الكهربائية.
وأضاف: “مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على سبيل المثال، رائدة في إنتاج السيارات الكهربائية، وهذا مجرد واحد من أمثلة كثيرة”.
كما سلط أبو سمرة الضوء على التقدم الذي حققته المملكة في تنمية رأس المال البشري. وأشار إلى أن “المملكة العربية السعودية خلقت مليون وظيفة في عام 2023، ونحن نسير على الطريق الصحيح لتحطيم هذا الرقم القياسي في عام 2024″، مشددًا على أن معظم هذا النمو يقوده القطاع الخاص وشبه الحكومي.
وأشار كذلك إلى أن المملكة العربية السعودية أصبحت وجهة جذابة بشكل متزايد للمغتربين، لا سيما مع مبادرات مثل برنامج الإقامة المتميز.
وأوضح أن “هذا البرنامج يسمح للمغتربين بالاستثمار في القطاعين العقاري والاقتصادي من خلال حصص الملكية، وفتح الفرص التي لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق”.
ومع اعترافه بالتقدم، أشار أبو سمرة إلى المجالات التي تحتاج إلى مزيد من التحسينات، لا سيما في مجال الكفاءة الاقتصادية.
“أنا لست هنا فقط لأرسم صورة وردية، ويتعين علينا أن نراقب عن كثب النمو الاقتصادي وكفاءة الاقتصاد. ويبلغ المضاعف على المدى القصير 0.2 بينما نتحدث الآن، وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، يبلغ ذروته عند 0.6. وقال: “إذا قارنا ذلك بدول مجموعة العشرين، فإننا متخلفون عن الركب”.
وأضاف أبو سمرة: “لكن الخبر السار هو أن الحكومة حريصة جداً على تحسين التأثير المضاعف، وكفاءة القطاع العام تزداد بمقدار الربع، ناهيك عن اليوم. ويرجع ذلك إلى المشاركة الجديدة للشباب في القطاع العام.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه المملكة العربية السعودية إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية الاجتماعية والمادية بما يتماشى مع رؤية 2030.
وقال الوزير: “هذه هي النقاط المحورية التي تعالجها المملكة حاليًا”.
وفي الوقت نفسه، تعمل مشاريع البنية التحتية المادية بمثابة العمود الفقري للتطورات في جميع أنحاء البلاد، مما يتطلب استثمارات وموارد كبيرة.
أحد الأمثلة على ذلك هو إعادة تطوير الرياض في إطار الهيئة الملكية لمدينة الرياض، والتي تعتمد بشكل كبير على دعم البنية التحتية المادية.
وارتفع إجمالي تكوين رأس المال الثابت، وهو مقياس للاستثمار في البنية التحتية والأصول، بنسبة 3.2 في المائة بشكل عام، مع نمو مساهمات القطاع الخاص بنسبة 5.3 في المائة.
وقال الوزير: “لقد بدأنا نرى نقطة انعطاف حيث ينمو دور القطاع الخاص، في حين انخفضت مساهمات الحكومة بنسبة 8 في المائة على أساس سنوي”.
ومن المتوقع أن يؤدي تركيز المملكة على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى إعادة تشكيل مشهد أعمالها.
وأضاف الوزير: “من المرجح أن تؤدي الشراكات المعززة بين القطاعين العام والخاص والاستثمار الأجنبي المباشر إلى تعزيز قطاع خاص أكثر ديناميكية، مما يدفع الابتكار في مجال التكنولوجيا والتخطيط الحضري والطاقة المتجددة”.
وأكد المدير التنفيذي مجددًا مسار قطاع البناء في المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أن المملكة تسير على الطريق الصحيح لتحقيق العديد من أهداف رؤية 2030، مدفوعة باستثمارات قياسية ودور متوسع للقطاع الخاص.