Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون: الطاقة النظيفة حافز للاستقرار والتعافي في مناطق النزاع


الرياض: شهدت مبيعات الأسمنت في المملكة العربية السعودية زيادة سنوية بنسبة 4.93 بالمائة في الربع الثالث من عام 2024، لتصل إلى 12.84 مليون طن، وفقًا للبيانات الأخيرة.

وأظهرت الأرقام الصادرة عن شركة أسمنت اليمامة أن 96.18 في المائة من هذه المبيعات كانت محلية، فيما تم تصدير 3.82 في المائة فقط.

وتغطي البيانات 17 شركة أسمنت سعودية، استحوذت شركة أسمنت اليمامة على الحصة الأكبر من المبيعات المحلية بنسبة 12.47 في المائة، بقيمة 1.54 مليون طن، على الرغم من انخفاضها بنسبة 27.18 في المائة خلال الفترة.

ومع الاستحواذ الناجح لشركة أسمنت القصيم على شركة أسمنت حائل، أصبحت شركة أسمنت القصيم تتصدر السوق بأعلى حصة بين نظيراتها بنسبة 13.37 في المائة، أو 1.65 مليون طن، لتنتقل أسمنت اليمامة إلى المركز الثاني.

واستحوذت “أسمنت السعودية” و”أسمنت الجنوب” و”أسمنت ينبع” على 8.96 في المائة و8.49 في المائة و8.18 في المائة من أسهم السوق المحلية على التوالي.

وسجلت شركة أسمنت أم القرى أعلى نمو في المبيعات المحلية، حيث شهدت زيادة بنسبة 69 في المائة إلى 372 ألف طن خلال هذه الفترة، على الرغم من استحواذها على حصة سوقية صغيرة نسبياً تبلغ 3 في المائة.

وارتفعت المبيعات المحلية لأسمنت المدينة بنسبة 52.69 في المائة سنويا إلى 739 ألف طن، في حين شهدت أسمنت تبوك زيادة بنسبة 27.3 في المائة لتصل إلى 429 ألف طن.

وعلى صعيد صادرات الأسمنت، سيطرت شركة الأسمنت السعودية على 80.45 في المائة من إجمالي الشحنات البالغة 395 ألف طن خلال هذا الربع. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 13.18 بالمائة مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي.

وشكلت أسمنت نجران 11 في المائة من صادرات الربع بإجمالي 54 ألف طن، بانخفاض قدره 24 في المائة. وشهدت الشرقية للأسمنت بحصة 8.55% زيادة في الصادرات بنسبة 133% لتصل إلى 42 ألف طن.

كما صدرت السعودية 1.08 مليون طن من الكلنكر خلال هذه الفترة، بانخفاض قدره 41 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

يتم تصدير الكلنكر، وهو منتج وسيط مهم في إنتاج الأسمنت، عادة بسبب فعاليته من حيث التكلفة. يعد شحنه إلى بلدان أخرى للمعالجة النهائية للأسمنت أكثر اقتصادا من إنتاج المنتج النهائي ثم تصديره.

وبحسب تقرير الجزيرة كابيتال، بلغ معدل الاستخدام الإجمالي لقطاع الأسمنت في المملكة العربية السعودية 72.8 بالمئة في سبتمبر.

ويمثل هذا الرقم نسبة الطاقة الإنتاجية للأسمنت التي يتم استخدامها بشكل فعال لتلبية الطلب.

ويشير معدل الاستخدام البالغ 72.8% إلى أن صناعة الأسمنت في المملكة العربية السعودية تستخدم في المتوسط ​​ما يزيد قليلاً عن ثلثي طاقتها الإنتاجية المتاحة.

تعد المملكة العربية السعودية لاعباً بارزاً في صناعة الأسمنت العالمية، حيث تحتل المرتبة الأولى بين أفضل 10 منتجين على مستوى العالم. وقد تم تعزيز القدرة الإنتاجية للمملكة من خلال استثمارات كبيرة لتلبية الطلب المحلي وفرص التصدير.

تشمل العوامل الرئيسية التي تدفع صناعة الأسمنت في المملكة العربية السعودية تطوير البنية التحتية القوية، ومشاريع الإسكان، والمبادرات في إطار رؤية 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على عائدات النفط.


طريق المملكة العربية السعودية نحو إزالة الكربون

في شهر أكتوبر، حقق قطاع الأسمنت في المملكة العربية السعودية قفزة كبيرة نحو إزالة الكربون من خلال الإعلان عن مشروع مشترك بين شركة Next Generation SCM في المملكة المتحدة وشركة نيزك للتعدين، وهي شركة تابعة لشركة City Cement.

ويركز التعاون على إنتاج مواد أسمنتية تكميلية محليًا باستخدام تكنولوجيا مبتكرة وموفرة للطاقة.

وتتطلب هذه الطريقة الجديدة سدس الوقود فقط مقارنة بإنتاج الأسمنت التقليدي، وتعمل في درجات حرارة منخفضة، مما يقلل بشكل كبير من تكاليف التشغيل وانبعاثات الكربون.

وقد أظهرت هذه التكنولوجيا بالفعل انخفاضًا بنسبة 99 بالمائة في الانبعاثات، حيث تنتج 8 كجم فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الطين المكلس، مقارنة بالمتوسط ​​العالمي البالغ 600 كجم للطن.

يعد المشروع المشترك جزءًا من استراتيجية المملكة العربية السعودية الأوسع لإزالة الكربون، والتي تتماشى مع رؤية 2030 والمبادرة السعودية الخضراء.

وكجزء من هذه المقترحات، حددت المملكة هدفًا طموحًا يتمثل في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن ينتج هذا المشروع، الذي سيكون له أول مصنع إنتاج له في الرياض، ما يصل إلى 700 ألف طن من المواد الأسمنتية التكميلية منخفضة الكربون في عامه الثاني من العمليات، بدءًا من عام 2025.

يعد المشروع أيضًا مهمًا للإنتاج المحلي للخرسانة منخفضة الكربون، حيث أن البدائل التقليدية لتقنية SCM، مثل الرماد المتطاير والخبث، ليست متاحة بسهولة في المملكة العربية السعودية.

ولن يساعد المشروع المملكة العربية السعودية على تحقيق أهداف الاستدامة فحسب، بل سيعزز أيضًا مكانتها كمركز إقليمي للمواد منخفضة الكربون، مما يولد فوائد اقتصادية وبيئية.

وفي حديثه في أكتوبر، أكد ماجد العسيلان، الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت المدينة، على التأثير طويل المدى للمشروع، مشيرًا إلى أنه سيخلق فرص عمل، ويحسن الوصول إلى مواد البناء المستدامة، ويخلق فرصًا للتصدير للمملكة.

ووفقاً لدراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية في سبتمبر/أيلول، فإن المملكة العربية السعودية ستحصل على ميزة تنافسية كبيرة في صناعة الأسمنت العالمية مع تحرك القطاع نحو إزالة الكربون من خلال احتجاز الكربون وتخزينه.

وتشهد الديناميكيات التنافسية للصناعة تحولاً بسبب التكاليف المرتفعة المرتبطة بتقنية احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وهو أمر ضروري لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على القدرة التنافسية المستقبلية هو قرب المصنع من مواقع تخزين ثاني أكسيد الكربون.

يمكن لمصانع الأسمنت الواقعة على مسافة 200 كيلومتر من مراكز احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه أن تشهد انخفاضًا في تكاليف المكافحة بمقدار النصف مقارنة بتلك الموجودة في مناطق أبعد.

وستكون هذه الميزة الجغرافية حاسمة في تحديد القدرة التنافسية من حيث التكلفة على نطاق عالمي.

ووفقاً للدراسة، فإن المملكة العربية السعودية، مع انخفاض تكاليف الطاقة لديها، في وضع جيد للاستفادة من هذه الميزة. ويستفيد الشرق الأوسط بشكل عام من الطاقة الرخيصة، وهو ما يمكن أن يمنح المصانع السعودية ميزة تكلفة قدرها 20 دولاراً للطن في احتجاز وتخزين الكربون مقارنة بالمتوسط ​​العالمي.

وهذا من شأنه أن يسمح للمملكة العربية السعودية بالظهور كمركز تصدير رئيسي في سوق الأسمنت العالمية.

ستكون المصانع في المملكة التي يمكنها تقليل تكاليف مكافحة احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه قادرة على المنافسة دوليًا، لا سيما مع تحول ديناميكيات التجارة العالمية ونمو الطلب على الأسمنت منخفض الكربون.

علاوة على ذلك، فإن البنية التحتية للطاقة في المملكة العربية السعودية وموقعها الاستراتيجي بالقرب من طرق الشحن الرئيسية يعززان إمكاناتها كمورد إقليمي وعالمي للأسمنت.

ومن خلال الاستثمارات الكبيرة في تكنولوجيا احتجاز وتخزين الكربون ومصادر الطاقة المتجددة، لم تتمكن المملكة من تلبية الطلب المحلي فحسب، بل يمكنها أيضًا خدمة الأسواق الدولية بشكل أكثر كفاءة، مما يضمن مكانتها في تجارة الأسمنت العالمية المتطورة.

ومع ارتفاع تكلفة تنفيذ احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، ستتم إعادة تشكيل المشهد التنافسي العالمي، حيث تصبح المصانع الأقرب إلى مراكز تخزين ثاني أكسيد الكربون وتصبح مصادر الطاقة المتجددة أكثر جاذبية.

وبالتالي فإن الميزة التنافسية للمملكة العربية السعودية تكمن في قدرتها على الاستفادة من موارد الطاقة لديها وموقعها الاستراتيجي، مما يجعلها رائدة في تصدير حلول الأسمنت منخفض الكربون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى