رحلة نضال فلسطيني.. شهادة مقاتل سابق في كتائب شهداء الأقصى | سياسة
في شهادة حية تروي تفاصيل حياة مقاوم تحت الاحتلال، يكشف المقاتل السابق في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الفلسطينية (فتح) رأفت الجوابرة، عن رحلته من طفولة في المخيم إلى صفوف المقاومة.
وقال الجوابرة -خلال شهادته في برنامج “يوميات مقاتل” الذي يبث على منصة “الجزيرة 360”- إنه ولد في مخيم العروب شمال الخليل، لأبوين من مواليد قرية عراق المنشية قضاء المجدل في عام 1986، وانتقل للعيش في محافظة بيت لحم عندما كان عمره 12 عاما، ومنذ سن مبكرة، بدأ الجوابرة بالتعود على أصوات إطلاق النار ورائحة الغاز المسيل للدموع، مما شكل وعيه السياسي المبكر.
وبشأن تجربته الأولى المباشرة مع جنود الاحتلال، أوضح أنها حدثت عندما كان عمره 7 سنوات، حيث تعرض للاعتقال بتهمة حمل كتاب يحتوي على علم فلسطين، ويصف الجوابرة هذه التجربة بأنها كانت “مخيفة” لطفل في ذلك العمر يواجه عنف الجنود المدججين بالسلاح، مما ترك أثرا عميقا في نفسه.
وفي طفولته داخل المخيم، كانت ألعاب الأطفال تحاكي الواقع المرير، حيث كانوا ينقسمون إلى فريقين: أحدهما يمثل جيش الاحتلال والآخر يمثل المقاومة والمتظاهرين، وغذت هذه الألعاب، إلى جانب تأثرهم بالشباب الأكبر سنا، فيهم روح النضال الوطني بشكل تلقائي، مما مهد الطريق لانخراط الجوابرة في العمل المقاوم لاحقا.
تجربة السجن
وأكد الجوابرة أن خاله لعب دورا محوريا في تربيته وتنمية شعوره الوطني، حيث كان قدوته ومصدر الأمان له، موضحا أن اعتقال خاله واستشهاده شكل له صدمة كبيرة، وعمق إحساسه بالظلم وضرورة المقاومة.
وجاءت تجربة السجن لتشكل محطة مفصلية في حياة الجوابرة، ففي سجن الظهرية عام 1988، شهد استشهاد رفيقه إبراهيم المطور تحت التعذيب، وعززت هذه التجربة المؤلمة إصراره على المقاومة، إذ أدرك أن الأسير يبحث دائما عن وسائل للتعبير عن غضبه ومواجهة الاحتلال.
وقال الجوابرة إن انضمامه لكتائب شهداء الأقصى، جاء نتيجة طبيعية لنشأته في بيت يعشق النضال والحرية، مشيرا إلى أنه ورفاقه عاشوا خلال الانتفاضة الثانية وعملية “السور الواقي” الإسرائيلية، أياما صعبة، تخللتها عمليات مقاومة وخسائر فادحة.
وبحزن عميق، يؤكد الجوابرة أن استشهاد شقيقه عصام خلال حصار كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002 من أكثر الأحداث التي تركت أثرا في نفسه، وروى كيف أن عصام رفض الخروج من الكنيسة للعلاج بعد إصابته، وحين خرج أخيرا، تعرض للتعذيب والقتل، مما يعكس وحشية الاحتلال وتصميم المقاومين على الصمود.
طريق الحرية
وعن الحياة داخل السجون، أوضح أنها تجربة قاسية ومؤلمة “لأن الأسير يعيش في ظروف صعبة للغاية، محاطا بالأسلاك الشائكة والأبراج، في مساحة ضيقة”، ولكن رغم الشعور بالقهر والعذاب، يؤكد الجوابرة أن الأمل والإيمان بالقضية هما ما يساهمان في بقاء الأسرى صامدين.
ويختتم الجوابرة حديثه بالتأكيد على أهمية الاستمرار في النضال والمقاومة ضد الاحتلال، مشبها الشعب الفلسطيني بشجرة عمرها آلاف السنين، صمدت أمام كل العواصف ولم تستسلم، مؤكدا أن الفلسطينيين، رغم كل المعاناة، ما زالوا صامدين وباقين على أرضهم.
وبعد تجربته النضالية، يؤكد الجوابرة أهمية المشاركة في الحياة المدنية والسياسية، مشيرا إلى أن تجربته في الترشح للانتخابات المحلية بعد خروجه من السجن تعد رسالة بأن المناضلين قادرون أيضا على خدمة شعبهم في مجالات أخرى، مما يعكس تطور الفكر المقاوم وتكامله مع العمل السياسي والمدني.
ولمشاهدة الحلقة كاملة، يمكن متابعتها عبر هذا الرابط بمنصة “الجزيرة 360”.