تقصفه مرتين في العام.. سرّ الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لمركز بحوث سوري | سياسة
بات القصف الإسرائيلي على مركز البحوث العلمية بريف محافظة حماة السورية أمرا معتادا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن سلسلة الغارات التي نفذتها مقاتلة إسرائيلية على المركز فجر أمس الاثنين كانت الأعنف من حيث الحجم والتأثير، إذ نفذت قرابة 15 غارة، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا وإصابة نحو 40 في حصيلة غير نهائية.
وعقب الهجوم، أكدت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن الجيش الإسرائيلي استهدف منشأة لتطوير أسلحة الدمار الشامل، ينشط ضمنها خبراء عسكريون إيرانيون مختصون بإنتاج الأسلحة، حسب وصفها.
وتصاعدت الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية بشكل ملحوظ منذ اندلاع المواجهات العسكرية في غزة أواخر 2023، ويمكن القول إنها وصلت إلى أعلى مستوياتها بهجوم مصياف الأخير.
الهدف المفضّل
يعد مركز البحوث العلمية في ريف حماة هدفا مفضلا للغارات الإسرائيلية منذ عام 2013، إذ كان قبل هذا التاريخ مختبرا لتطوير الأسلحة تحت إشراف خبراء من كوريا الشمالية، ثم أصبح تحت إدارة خبراء تصنيع أسلحة إيرانيين.
لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد الغارات التي تعرض لها المركز على مدار 11 عاما، لكن التقديرات تشير إلى تلقيه غارة أو غارتين تقريبا كل عام.
وتعتبر هذه سلسلة الهجمات الثانية التي تعرض لها المركز في مصياف خلال عام 2024، إذ كشفت وكالة “سانا” في إبريل/نيسان الماضي عن تعرض المركز لغارات إسرائيلية، وأكدت رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي وقتها أنها تعمل على تقويض قوة حزب الله اللبناني جنوب هضبة الجولان.
وحسب إحصائية صدرت عن مركز جسور للدراسات في يناير/كانون الثاني 2024، فإن المركز تلقى هجومين أيضا عام 2023.
سرّ الاستهداف المتكرر
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني غانتس في سبتمبر/أيلول 2022 عن خريطة تظهر المراكز التابعة للنظام السوري، والتي تساهم في تصنيع الأسلحة والصواريخ بإشراف إيراني، ومن ضمنها مركز البحوث العلمية في مصياف بريف حماة، إلى جانب مركز بحوث آخر في منطقة جمريا بريف دمشق.
وحسب التقديرات الإسرائيلية التي تحدث عنها غانتس، فإن مراكز البحوث السورية تنتج الصواريخ الدقيقة المتوسطة والطويلة المدى، ويستفيد منها حزب الله اللبناني المرتبط بإيران بدرجة أساسية.
ويسود اعتقاد في الأوساط الإسرائيلية أن مركز البحوث في مصياف هو قاعدة عسكرية إيرانية كبيرة وسط سوريا، تستفيد منها في إنتاج الأسلحة والذخائر.
وكانت الخارجية الإيرانية قد سارعت إلى إدانة الهجوم الأخير على مركز البحوث في مصياف، وأكدت أن “جرائم إسرائيل لا تقتصر على فلسطين”، حسب وصفها.