الاحتلال يهدم منازل بلدة سلوان بالقدس تحت ستار الحرب | سياسة
8/9/2024–|آخر تحديث: 8/9/202404:33 م (بتوقيت مكة المكرمة)
تسارع الحكومة الإسرائيلية الخطى لتنفيذ خططها الرامية إلى إفراغ أحد أحياء القدس الشرقية من سكانها الفلسطينيين، مما أدى إلى تهجير العشرات منهم هذا العام، بحسب تقرير لمجلة “972+” الرقمية.
وذكرت المجلة أن الجرافات الإسرائيلية أحالت، في 27 أغسطس/آب الماضي، منزلا لمواطن يدعى يونس عودة في حي البستان في بلدة سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى. وفي اليوم نفسه هدمت القوات الإسرائيلية منزلا آخر لا يبعد كثيرا من منزل عودة.
وأوضحت المجلة الإسرائيلية في تقرير للصحفية الأميركية الإسرائيلية جيسيكا بوكسباوم، أن المنازل في حي البستان لطالما كانت هدفا للإزالة حيث تهدف سلطات البلدية إقامة حديقة أثرية مكانها.
وأشارت إلى أن مفاوضات جرت بين السكان والبلدية لتقنين البناء في الحي وتقسيمه إلى مناطق نجحت إلى حد كبير في الحيلولة دون التهجير القسري للسكان الذين يزيد عددهم على 1500 شخص.
انتهاز فرصة الحرب
ويعتقد السكان أن انشغال المجتمع الدولي بحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة واحتمال تفاقمها إلى صراع إقليمي أوسع، جعل حكومتها تشعر بأن هناك فرصة للمضي قدما في عمليات الهدم.
ونقلت المجلة الإلكترونية عن فخري أبو دياب، رئيس لجنة سكان البستان، الذي هُدم منزله في فبراير/شباط، أن الإسرائيليين يستغلون الحرب وتوجه الأنظار كلها نحو الأمن القومي “لتنفيذ أجندتهم الخاصة في القدس والمتمثلة في التهجير، وزيادة المستوطنات، وتحويل القدس الشرقية من كونها ذات أغلبية فلسطينية إلى يهودية إسرائيلية”.
ووفقا للمجلس النرويجي للاجئين، دمرت إسرائيل 128 مبنى فلسطينيا في القدس الشرقية بين الأول من يناير/كانون الثاني والثاني من أغسطس/آب من هذا العام، 19 من هذه المباني كانت في حي البستان، مما أدى إلى تهجير 52 من سكانه”.
تسارع الاستيطان
وفي الوقت نفسه، أجازت الحكومة الإسرائيلية، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية أو تقدمت بخطط لبنائها.
وفي أوائل يوليو/تموز، أصدرت بلدية القدس وشرطة الحدود الإسرائيلية 16 أمرا بهدم منازل في حي البستان، مما هدد أكثر من 120 من السكان بالتشرد. وأمهلت الأوامر السكان أقل من شهر لإخلاء منازلهم. وبالفعل، وتحديدا في الخامس من أغسطس/آب، عادت السلطات لهدم منزل ابن عم عودة، محمد عبد عودة.
القدس الشرقية
وبيَّنت بوكسباوم في تقريرها أن القدس الشرقية برمتها أصبحت مطمعا للدولة الإسرائيلية وجماعات المستوطنين، فإن قرب سلوان من البلدة القديمة يجعلها هدفا أولا للهدم، لافتة إلى أن بلدية القدس كانت تراقب البستان منذ ما يقرب من عقدين من الزمان، بزعم أن الحي بُني على الموقع الذي أسس فيه الملك داود النبي، مملكته حوالي عام 1000 قبل الميلاد.
وكانت البلدية قد أصدرت في عام 2005 أول أوامر هدم للمباني في حي البستان ضمن خطط لتحويل المنطقة إلى حديقة أثرية سُميت “حديقة الملك”.
ووصفت منظمة “إير أميم” غير الحكومية الإسرائيلية التي تراقب السياسة الإسرائيلية في القدس، المخطط بأنه “استيطان تحت ستار السياحة”.
ورغم أن الضغوط الدولية نجحت في تجميد خطة هدم منازل حي البستان بعد مفاوضات السكان مع سلطات البلدية، فإن الأمور تغيرت الآن، حيث رفضت البلدية الاقتراح الذي تقدم به السكان.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أوقفت البلدية المفاوضات، وفق ما صرح به يونس عودة للمجلة.