Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
خبر عاجل

لماذا يستبعد خبراء توصل واشنطن لصفقة منفردة مع حماس؟ | سياسة


واشنطن- يدفع الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية الأميركية، في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إدارة الرئيس جو بايدن لفعل ما بوسعها للتوصل إلى صفقة في قطاع غزة تسمح بوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وعلى رأسهم 4 مواطنين أميركيين.

وفي الوقت الذي تُستبعد فيه موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وقف “الأعمال العدائية بشكل دائم”، وهو ما يضمن بقاء حماس واستمرارها، من غير المرجح أن توافق الحركة على مطلب إسرائيل بمواصلة وجودها العسكري داخل القطاع، خاصة في محور فيلادلفيا.

ودفع جمود المفاوضات عائلات الأميركيين المحتجزين لدى حماس إلى الضغط على البيت الأبيض لاستكشاف إمكانية التوصل لاتفاق منفصل معها يضمن إطلاق سراحهم، خاصة بعد مقتل هيرش غولدبيرغ بولين، الأميركي الذي كان ضمن المحتجزين الستة الذين عُثر على جثثهم قبل أيام في غزة.

ضغط الانتخابات

وقُتل في هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي 47 أميركيا من مزدوجي الجنسية ضمن 1200 شخص، وأسرت حركة حماس 12 أميركيا آخرين خلال “طوفان الأقصى”. وأفرجت الحركة عن اثنين منهم أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي في بادرة إنسانية، وعن اثنين آخرين في نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار.

ومن بين الأميركيين الـ8 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، أُعلنت وفاة 4 منهم، ويعتقد مسؤولون أميركيون أن 4 آخرين قد يكونون على قيد الحياة، وهم إيدان ألكسندر، وساغي ديكل تشين، وكيث سيغل، وعومير نيوترا.

وفي هذا الصدد، يقول غوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن واشنطن تريد بشدة التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار نظرا للحساسيات السياسية المتزايدة قبل الانتخابات الرئاسية.

ويخشى الديمقراطيون -على نطاق واسع- أن يستغل المرشح الجمهوري دونالد ترامب استمرار وجود أسرى أميركيين لدى حماس في حملته الانتخابية كدليل على ما يكرره من ضعف السياسة الخارجية لبايدن ونائبته المرشحة كامالا هاريس، وهو ما يقلل من احترام أميركا حول العالم.

ويكرر ترامب أنه “لو كان رئيسا لما وقعت أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بداية”.

ونقلت شبكة “إن بي سي” عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تدرس طلبا لعائلات الأسرى الأميركيين بعقد اتفاق مع حركة حماس لا يشمل إسرائيل، كما أخبر مسؤولون في الإدارة العائلات أنهم سيبحثون كل الخيارات، لكنهم أكدوا أن اتفاقا مع حماس يشمل إسرائيل يظل المقاربة الأفضل.

ومن الصعب تصور أن تنفرد واشنطن بالاتفاق مع الحركة، نظرا لتعقد العلاقات التي تجمع بينهما منذ أن صنفت واشنطن حماس “جماعة إرهابية” منذ عام 1997.

عاصفة سياسية

من جانبه، يقول تشارلز دان، المسؤول السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية، والخبير حاليا بالمعهد العربي بواشنطن، والمحاضر بجامعة جورج واشنطن -للجزيرة نت- “أعتقد أن هذه صفقة لن تبرمها الإدارة، لأنها ستثير عاصفة سياسية في إسرائيل وقضية ضخمة وصعبة في الحملة الرئاسية، على الأرجح على حساب حظوظ هاريس”.

ويضاعف من صعوبة التوصل لصفقة منفردة ما قامت به وزارة العدل الأميركية قبل أيام بإعلانها عن اتهامات تستهدف عديدا من كبار أعضاء قيادة حماس “لتورطهم المزعوم في خطف وقتل أميركيين خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

وتتضمن الشكوى الجنائية، التي تم الكشف عنها في محكمة جنوب مانهاتن بنيويورك، قائد حماس يحيى السنوار، الذي وصفه وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنه “صاحب القرار الأساسي” في مفاوضات وقف إطلاق النار.

من ناحية أخرى، تدعم إدارة بايدن علنا إنهاء حكم حماس في غزة والقضاء عليها كـ”حركة إرهابية”، حسب زعمها، وعقب مقتل غولدبيرغ، قالت هاريس “إن أيادي حماس ملطخة بدماء الأميركيين”.

وكانت الولايات المتحدة قد أجرت عمليات تبادل مع روسيا وإيران وكوبا لإطلاق سراح أميركيين محتجزين.

ورغم عدم ترجيح المسؤولين الأميركيين إمكانية التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب مع حماس، ذكرت تقارير أن الإدارة جمعت قائمة بالسجناء الذين تحتجزهم واشنطن والذين قد ترغب حماس في إطلاق سراحهم.

وتشمل القائمة 5 من قادة مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية الخيرية ومقرها ولاية تكساس، الذين أدينوا عام 2008 بتقديم أكثر من 12 مليون دولار لحماس. ويقضي اثنان من قادة الجمعية الخيرية، شكري أبو بكر وغسان العشي، أحكاما بالسجن لمدة 65 عاما. وحكم على محمد المزين وعبد الرحمن عودة بالسجن 15 سنة، وعلى مفيد عبد القادر بالسجن لمدة 20 عاما.

في الوقت ذاته، أشارت تقارير أميركية إلى سعي حماس للإفراج عن عدد ضخم يقارب ألفا من معتقليها في السجون الإسرائيلية. وأشار تشارلز دان إلى “أنه من غير الواضح تماما ما الذي يمكن أن تقدمه الإدارة الأميركية نظريا لحماس في مثل هذه الصفقة التي يمكن أن تجعل الوضع أكثر تعقيدا”.

هل تشكل هذه الفكرة دعما أم إعاقة لتوصل حماس لصفقة مع إسرائيل؟

يستبعد خبير الشؤون الدفاعية مايكل بيك -في حديث للجزيرة نت- سيناريو الصفقة المنفردة، وقال “أنا متشكك بشأن احتمالات التوصل إلى اتفاق منفصل بين واشنطن وحماس. ومن شأن ذلك أن يقسم المحتجزين إلى أميركيين وغير أميركيين، مما سيثير انقساما بالنسبة لعائلاتهم والعلاقات الأميركية الإسرائيلية”.

وصرح مستشار اتصالات الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، الأربعاء الماضي، بأن رسالة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى عائلات المحتجزين مؤخرا تعني “أننا سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإعادة أحبائهم إلى ديارهم حيث ينتمون”.

وأضاف كيربي “ما زلنا نعتقد أن أفضل خيار وطريقة ممكنة للقيام بذلك هي من خلال هذه الصفقة المطروحة على الطاولة الآن”.

وردا على سؤال عما إذا كانت إدارة بايدن قد درست بجدية فكرة التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب مع حماس، لم يجب المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر مباشرة.

وقال إن “تركيزنا كله كان على تأمين اتفاق لإعادة جميع المحتجزين إلى ديارهم، وهذا يشمل بالطبع الأميركيين”. وعندما تم الضغط عليه بشأن فكرة التوصل إلى اتفاق أحادي الجانب، أجاب ميلر مرة أخرى “نحن نعمل على التوصل إلى اتفاق لإعادتهم جميعا إلى ديارهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى