حملات شعبية تبقي فلسطين حاضرة في نفوس الشعب الماليزي | سياسة
مراسلو الجزيرة نت
كوالالمبور- تعمل صائمة وجوليانا نادلتان في محل لبيع القهوة الجاهزة، وتحرصان على تثبيت علم فلسطين على ملابسهما، ويقلن إن الهدف من ذلك هو إظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل الحرب التي يتعرض لها منذ قرابة عام.
وتضيف جوليانا في حديث للجزيرة نت، أن هذا التضامن الشخصي قوبل بترحيب مرتادي المحل الواقع بحي شعبي في كوالالمبور، وحصلت بموجبه على تقدير مديري الشركة التي تعمل بها وزميلاتها.
كما يقول زميل آخر يعمل في فرع آخر للشركة ويقع داخل المركز التجاري في برجي “بتروناس” الشهيرين في كوالالمبور، إن إظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال تثبيت العلم أثار إعجاب كثير من السياح الأجانب، وأشار إلى أن الأسورة الورقية التي تلف بها الأكواب وتحمل شعارات تضامنية مع فلسطين نفدت في وقت قصير.
ويؤكد قادة في الحراك الشعبي الماليزي أن البرامج الإبداعية المتنوعة والتوعية المستمرة بالقضية الفلسطينية أبقتها حيّة لدى المواطن الماليزي العادي وحافظت على زخم الدعم الشعبي، وهو ما عزز بدوره الموقف الحكومي المطالب بوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ومحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم.
فلسطين حاضرة
يقول المدير التنفيذي لشركة “زوس” للقهوة فينون تيان، إن إدارة الشركة ارتأت تحويل المبادرات الفردية إلى حملة توعية، وانضمت بدورها إلى حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع المجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الاسلامية “مابيم”.
وأطلق على الحملة التي دُشنت الشهر الماضي “مليون كوب قهوة من أجل فلسطين”، ويؤكد تيان للجزيرة نت أن الحملة التي بدأت ارتجالية وفردية تحولت إلى مشاعر عامة، وأن التعاون بين شركته الربحية والمؤسسات الإنسانية يخدم الطرفين على المدى البعيد.
كما أشار المدير التنفيذي لـ”مابيم” ثاني عربي، أن الهدف هو إبقاء المواطنين على تواصل يومي مع القضية، من خلال رسالة مفادها “استمتع بقهوتك وتضامن مع فلسطين”، وقد أضيفت خانة فارغة على إسورة الكوب بجانب العلم الفلسطيني لكتابة ملاحظة أو توقيع.
ونفى عربي إضافة أية تكاليف إلى ثمن الأكواب التي يحتسيها الزبائن، أو أن يكون الهدف جمع التبرعات من خلال ما يشترونه، وإنما يسعون إلى أن ترتبط ماليزيا كلها بمشاعر تذكرها بفلسطين خلال احتساء قهوة الصباح.
مسير عفوي مستمر
كما أطلقت سيدات ماليزيات مبادرة “السير من أجل فلسطين”، حاولن فيها تجنب إثارة السلطات التي تشترط الحصول على إذن مسبق لتنظيم مظاهرات عامة، فدعون إلى إظهار التضامن بمجموعات صغيرة تعتمر الكوفية وترفع العلم الفلسطيني، وتجوب بشكل صامت حي الأعمال في كوالالمبور، الذي يؤمه كثير من السياح الأجانب والمحليين.
لكن أعدادا كبيرة أصبحت تنضم إلى هذه المجموعات التي تنطلق مساء كل سبت، لتشكل مسيرة تضامن أسبوعية مع فلسطين، وتقول الناشطة فروينة فاروق، إنها لم تكن تتوقع أن تتحول فكرة المسير الهادئ من أجل فلسطين إلى مسيرة تضم المئات.
وتصر فروينة على أن المسير لا يأخذ طابع التظاهر الذي يستدعي إذنا مسبقا وفق القانون، لكنها تقول إن هذا التجمهر العفوي أثار مشاكل مع الشرطة الماليزية.
وانتقلت هذه المبادرة إلى مدن أخرى مثل ملقة، التي تقع على مضيق إستراتيجي واستمر الاستعمار الأوروبي فيها نحو 4 قرون ونصف، ويقول نشطاء إن التنديد بالاحتلال الإسرائيلي في هذه المدينة يحمل إشارة إلى أن “الاحتلال إلى زوال مهما طال أمده وعلا جبروته”.
تذكير دائم بالقضية
واختارت مؤسسة “إكرام” فكرة أخرى للتضامن، واتفقت مع أحد فروع شركة “تشيري” الصينية للسيارات على تقديم خيمة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة مقابل كل سيارة يبيعها فرع الشركة، ويقول المسؤول في “إكرام” شهر الأمان شعري، إن الفكرة “تذكر المشتري أثناء فرحته بتسلم سيارته الجديدة أن هناك إخوة له بلا مأوى”.
أما اتحاد مساجد ماليزيا فأطلق حملة تحت اسم “مساجد ماليزيا من أجل تحرير الأقصى وفلسطين”، وعقدت الحملة مؤتمرا بمناسبة ذكرى حريق المسجد الأقصى، حضره رئيس الوزراء أنور إبراهيم وشخصيات سياسية وعامة.
واعتبر متحدثون في المؤتمر أن أئمة وخطباء المساجد في ماليزيا لا ينقصهم الوعي بقضية فلسطين أو مكانة الأقصى، وإن ما يحتاجونه هو الاشتراك في العمل لتحرير الأقصى من مواقعهم، وتنسيق الجهود تحت مظلة واحدة.