بعد 2500 عام.. خزانات مياه أثرية تعاود عملها غرب تركيا | ثقافة
عادت خزانات لحفظ مياه الأمطار بمدينة أيغاي الأثرية في ولاية مانيسا غربي تركيا إلى الخدمة، بعد نحو 2500 عام، إثر تنظيفها وترميمها.
وتمكّنت فرق التنقيب في مدينة أيغاي الأثرية، التي يمتد تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، من اكتشاف خزانات أرضية في فترات مختلفة، وعاودت العمل مجددا بعد تنظيفها.
وتعتبر مدينة أيغاي واحدة من المدن الـ12 التي أسسها الأيوليون (جماعة من الإغريق القدماء) في غرب الأناضول.
وتقوم فرق تركية بإجراء أعمال تنقيب في المدينة الأثرية برئاسة البروفيسور يوسف سزكين، رئيس قسم الآثار بكلية العلوم والآداب في جامعة مانيسا جلال بايار التركية.
وبدأت المدينة الأثرية بلفت اهتمام الأوساط العلمية بعد ظهور العديد من الاكتشافات التي تسلط الضوء على تاريخ المنطقة.
وكذلك العثور على خزانات أرضية كانت تُستخدم لتخزين وحفظ المياه وهي ما زالت صالحة للاستخدام.
واستعادت تلك الخزانات الأرضية بعد تنظيفها دورها الذي كانت تقوم به قبل 2500 سنة، وتمكنت من تلبية احتياجات فرق البعثات الأثرية من المياه.
العثور على قطع أثرية
وفي حديث للأناضول، قال سزكين إنهم اكتشفوا في المدينة الأثرية العديد من الخزانات الأرضية التي تمتد بعمق يتراوح من 4 إلى 5 أمتار، جرى نحتها في تل صخري داخل المدينة.
وأضاف سزكين أن سكان المدينة ملأوا تلك الخزانات الأرضية بالتراب والصخور لتدميرها، قبل مغادرة أيغاي التي تعرضت لحملات عسكرية بغرض احتلالها.
وأوضح أنهم قاموا بتنظيف الخزانات الأرضية، وإزالة الحطام والصخور.
وأشار إلى أن البعثة الأثرية عثرت بين الحطام على العديد من القطع الأثرية، مثل الأواني الفخارية والأكواب والسكاكين والتماثيل.
ولفت إلى أنهم لاحظوا أن الخزانات الأرضية التي قاموا بتنظيفها قد عاودت الامتلاء بالمياه من خلال تجمع مياه الأمطار بداخلها، وذلك عند وصولهم إلى المنطقة لبدء أعمال موسم التنقيب والحفريات الأثرية.
وفيما يتعلق بمواصفات تلك الخزانات، قال البروفيسور التركي إن المياه تبقى محفوظة في الخزانات دون تبخر حتى في أكثر أيام الصيف حرارة.
وأوضح سزكين أن المنطقة ذات الطبيعة البركانية التي تقع فيها المدينة تساهم في الحفاظ على المياه دون تبخر، ومدخل الخزان يبدأ ضيقا ثم يتسع نحو الأسفل مما يساعد في منع التبخر.
تحديات العمل
وبشأن نقل المخزون المائي، أشار سزكين إلى استحالة نقل المياه من مصدر طبيعي إلى مدينة أيغاي، كون المدينة تقع على تلة عالية.
وذكر أن سكان المدينة قاموا بتوجيه مياه الأمطار إلى خزانات أرضية متصلة ببعضها البعض عبر قنوات، ما يشكل أمرا حيويا للغاية.
وسرد سزكين جزءا من التحديات التي واجهتهم في البدايات، وقال إنهم عندما بدؤوا أعمال الحفر، لم يكن بالإمكان تحديد عدد الخزانات بدقة.
إلا أنهم يقدرون اليوم وجود أكثر من 300 خزان في المدينة، وفق سزكين.
وأضاف “أستطيع القول إننا نعثر على خزان واحد تقريبا في كل موقع نقوم بأعمال الحفر فيه”.
ولفت إلى أن أفراد البعثات الأثرية يستخدمون المياه المتجمّعة في الخزانات لأغراض مختلفة، باستثناء الشرب.
وبيّن أنهم يستخدمون المياه لغسل أيديهم ووجوههم، وكذلك غسل قطع الفخار التي يتم العثور عليها أثناء أعمال الحفريات الأثرية.
وختم سزكين حديثه بالقول إن الخزانات الأرضية في المدينة الأثرية تتصل ببعضها البعض عبر قنوات مائية.
وهذا يضمن انتقال المياه الزائدة إلى خزان آخر بعد وصول المياه في الخزان إلى مستوى معين من الامتلاء.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها ترميم خزانات أرضية للمياه في تركيا.
فقد انتهت بلدية إسطنبول في أبريل/ نيسان الماضي من أعمال ترميم خزان المياه الأرضي الأثري الذي يُقدر عمره بنحو 1500 عام، والذي يقع في منتزه غولهانة بالمدينة القديمة في إسطنبول.