سبيل شعلان.. وقف مائي من عهد الأيوبيين في القدس | الموسوعة
سبيل ماء بني في مدينة القدس الشريف منذ العهد الأيوبي، وتحديدا في زمن السلطان المعظم عيسى عام 1216 ميلادي، ويقع قرب صحن قبة الصخرة.
خضع السبيل للترميم والتجديد مرات عدة في عهد المماليك والعثمانيين، وظل عامرا ويعمل إلى نهاية عهد الانتداب البريطاني.
التسمية والنشأة
سمي هذا السبيل نسبة إلى عائلة شعلان التي كانت تتولى وظيفة السقاية فيه، وتم بناؤه في زمن السلطان الأيوبي الملك المعظم عيسى عام 613 هـ/ 1216 م.
وقد بناه عروة بن السيار، ثم عمَّره الأمير شاهين الذباح نائب القدس في عهد الملك الأشرف برسباي في سنة 832 هـ/ 1429 م.
وجُدّد مرة أخرى في العصر العثماني سنة 1037 هـ/1627 م على يد محافظ مصر بيرام باشا في عهد محافظ القدس محمد باشا في عهد السلطان العثماني مراد الرابع.
الموقع
يقع هذا السبيل يسار الصاعد درج البائكة الشمالية الغربية التي تقود إلى صحن قبة الصخرة قرب باب الناظر، وهو يشكل نقطة التقاء الأبواب الثلاثة للمسجد الأقصى وهي باب الحديد وباب الغوانمة وباب الناظر.
الوصف
يتكون سبيل شعلان من بناء مربع الشكل (غرفة)، عليه قبة مزخرفة، وداخل هذه الغرفة بئر لتزويد السبيل بالماء.
وللسبيل 4 دعامات صغيرة من جهة الغرب تحمل سقفا بسيط التكوين، وهو مفتوح من جهاته الجنوبية والغربية والشمالية.
وفيه 3 نقوش: أيمن وأوسط وأيسر، النقش الأيسر (الأيوبي)، ونصه “بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تطوع بعمل هذا الصهريج والمصنع المبارك لوجه الله تعالى العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى محمد بن عروة ابن سيار الموصلي -رحمه الله تعالى ورضي عنه- من نعمة مولانا السلطان المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن الملك العادل أبو بكر بن أيوب غفر الله لهما، وذلك من شهور سنة 613، وصلى الله على محمد وآله”.
النقش الأيمن (المملوكي)، ونصه “جدد هذا السبيل والمصلى والمحراب العبد الفقير إلى الله تعالى شاهين ناظر الحرمين الشريفين في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف برسباي خلد الله ملكه بتاريخ شهر رمضان المعظم سنة 832”.
النقش الأوسط العثماني، ونصه “أمر بعمارة هذا السبيل المبارك بعد خرابه وتعطيله صاحب الخيرات والمبرات الوزير المكرم والمشير المعظم بيرام باشا المحافظ بالقدس الشريف في ذي الحجة لسنة 1037 هـ”.
كان السبيل عامرا حتى آخر عهد الاحتلال البريطاني ثم تعطل، كما توجد خلفه وبمحاذاته مصطبة سبيل شعلان، وعليها محراب وتظلها شجرة خروب كبيرة.
وقد أنشئت المصطبة زمن السلطان محمد الرابع، وأغلب الظن أن تاريخ إنشائها هو تاريخ إنشاء السبيل الذي لا يزال قائما، لكنه اليوم معطل لا ماء فيه.