واشنطن تعلن تحقيق تقدم بمفاوضات القاهرة وتضارب بالتصريحات الإسرائيلية | أخبار
23/8/2024–|آخر تحديث: 23/8/202407:55 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أكد البيت الأبيض اليوم الجمعة “تحقيق تقدم” في المباحثات التي تستضيفها القاهرة سعيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مضيفا أنه يجب على جميع الأطراف الوصول لنقطة اتفاق للعمل نحو تنفيذ اتفاق مقترح.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إنه “تم تحقيق تقدم؛ ونحتاج الآن الى أن يعمل الطرفان من أجل التنفيذ”.
وأضاف “المباحثات التمهيدية التي أجريناها في القاهرة الليلة الماضية كانت بنّاءة بطبيعتها؛ لذلك نريد أن نرى زخما مماثلا يتواصل هنا على امتداد الأيام القليلة المقبلة”.
وشدد كيربي على أن بعض التقارير الصحافية التي تحدثت عن “قرب انهيار” المباحثات هي تقارير غير دقيقة.
محادثات بناءة
ووصف المحادثات الجارية بالبناءة، وقال إنها ستستمر اليوم الجمعة بمشاركة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت مكجورك، الممثلين لواشنطن.
وقال إن حماس يجب أن تشارك في المفاوضات التي ضمت أمس الخميس مفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر.
وأضاف “نحن في القاهرة، وهم في القاهرة؛ نحن بحاجة إلى مشاركة حماس، ويجب أن نبدأ في بحث الجوانب الأساسية (…) لهذه التفاصيل. وهذا ما سنركز عليه هنا في اليومين المقبلين”.
كما حث المتحدث الأميركي حماس على قبول الاقتراح الذي تم التقدم به خلال مباحثات الدوحة الأسبوع الماضي، قائلا “فكّروا بما سيوفره هذا الاتفاق لأهل غزة؛ إنه يمنحهم فترة من الهدوء ونهاية محتملة للحرب والعنف وإراقة الدماء”، مضيفا “يوفر لهم أيضا، بفضل وقف القتال، فرصة مذهلة لنا جميعا، وأعني جميعنا بما يشمل الولايات المتحدة، لزيادة مطردة في المساعدات الإنسانية التي تدخل” القطاع الفلسطيني المحاصر.
من جهته نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن انسحاب إسرائيل الجزئي من فيلادلفيا قد يساهم بالتوصل لاتفاق.
هيئة إسرائيلية: لا تقدم
وفي مقابل التفاؤل الذي يطبع التصريحات الأميركية في الأيام الأخيرة؛ أكدت هيئة البث الإسرائيلي -اليوم الجمعة- أن المحادثات التي أجريت في العاصمة المصرية القاهرة مساء الخميس “لم تحرز أي تقدم”؛ مع إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على البقاء في محور فيلادلفيا ورفض مصر لهذا الأمر.
وأوضحت الهيئة أن “الاجتماعات التي عقدت الليلة الماضية بين الوفدين المصري والإسرائيلي لم تسفر عن إحراز تقدم”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وبحسب الهيئة، فإن رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، غادرا إلى القاهرة مساء أمس لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين لم تسمهم.
وقالت إن المحادثات ركزت على محور فيلادلفيا على الجانب الفلسطيني من معبر رفح جنوبي قطاع غزة.
وبينما رفضت مصر بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلاديلفيا، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل ومصر قلصتا الخلافات بينهما خلال محادثات القاهرة، الليلة الماضية، بشأن نشر قوات الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن اجتماع القاهرة عقد بحضور كل من رئيسي الشاباك والموساد، ورئيس الجناح الإستراتيجي للجيش الإسرائيلي، مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ومسؤولين مصريين آخرين، إضافة إلى كبير مستشاري الرئيس الأميركي.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي، أنه خلال المحادثات، تسلمت مصر خرائط انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في المرحلة الأولى من الصفقة، وخاصة على طول محور فيلادلفيا، وأن تقدما أُحرز مع المصريين الذين يُنتظر أن يسلموا الخرائط الإسرائيلية لحماس غدا، للحصول على رد الحركة.
كما أفاد الموقع أن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من نتنياهو سحب القوات الإسرائيلية من جزء من الحدود بين مصر وغزة.
إصرار نتنياهو على مواقفه
وتتضاءل احتمالات نجاح المفاوضات مع إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وتمسكه بالتحكم العسكري بمحوري فيلادلفيا على الحدود مع مصر ونتساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
والخميس، أكد بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تمسك نتنياهو بموقفه من بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا ورفض فكرة انتشار قوات دولية فيه.
وقال في البيان “رئيس الوزراء لم يغير موقفه من ضرورة السيطرة والوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا”.
وفي بيان آخر، قال مكتب نتنياهو إن “التقرير الذي يتحدث عن دراسة فكرة نشر قوة متعددة الجنسيات على طول ممر فيلادلفيا غير صحيح”، دون الإشارة إلى مصدر التقرير.
وأضاف المكتب أن نتنياهو يصرّ على مبدأ سيطرة إسرائيل على ممر فيلادلفيا لمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تسليح نفسها.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو قال لمسؤولين إن وفد التفاوض يبحث عن تقديم تنازلات بينما يتمسك هو بمصالح إسرائيل، مضيفا أنه لن يخضع للمطالب التي تعرّض أمن إسرائيل للخطر.
حماس ترفض
في المقابل، تصرّ حماس على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي كاملا من قطاع غزة، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، ضمن أي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقد أكدت حركة حماس رفضها الشروط الإسرائيلية الجديدة، وقالت إنها ما زالت ملتزمة بما وافقت عليه بتاريخ الثاني من يوليو/تموز الماضي بناء على مقترح الرئيس جو بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي.
ورأت الحركة أن الولايات المتحدة تواصل توفير غطاء للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة القتل والإبادة في قطاع غزة.
كذلك نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مصريين قولهم إن القاهرة رفضت طلب بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا لأنه يشكل انتهاكا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة بدعم أميركي منذ أكثر من 10 أشهر، وقد وصفها خبراء دوليون بالإبادة الجماعية حيث استشهد وأصيب وفقد عشرات الآلاف، معظمهم أطفال ونساء، ومحيت عائلات بأكملها من السجل المدني، ودمرت قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.