قصة بلدة إسبانية صغيرة موطن لمدربين كبار في البريميرليغ | رياضة
لا تفاخر المقاطعة الإسبانية الصغيرة غيبوثكوا بامتلاكها أكبر عدد من المطاعم الفاخرة فقط، بل بكونها موطنا لأربعة مدربين يتألقون في الدوري الإنجليزي الممتاز.
غيبوثكوا هي بلدة صغيرة يناهز عدد سكانها 700 ألف نسمة، وتقع بمنطقة الباسك المتاخمة لجبال البيرينيه، وتشتهر بعشرات المطاعم ذات المستوى العالمي.
لكنها باتت مشهورة أيضا بمدربيها الأربعة الذين ينشطون في الدوري الإنجليزي الممتاز.
فهناك ولد ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال، وأوناي إيمري مدرب أستون فيلا، وأندوني إيراولا مدرب بورنموث، وجولين لوبيتيغي مدرب وستهام الذي خلف الأسكتلندي ديفيد مويس.
كما ينحدر المدرب خوانما ليلو، اليد اليمنى لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي، من البلدة نفسها.
البدايات
بدأ إيمري وأرتيتا ولوبيتيغي مسيرتهم الكروية مع فريق ريال سوسيداد، في وقت قضى فيه إيراولا مسيرته في أتلتيك بلباو.
كان أرتيتا وإيراولا زميلين في فريق أنتيغوكو، نادي الشباب الإسباني الشهير الذي اكتشف عددا لا يحصى من المواهب الكروية على مر العقود، منهم تشابي ألونسو الذي قاد باير ليفركوزن للفوز بلقب الدوري الألماني وكأس ألمانيا.
ويعتقد المهاجم الإسباني السابق أريتز أدوريز، الذي قضى الجزء الأكبر من مسيرته إلى جانب إيرولا في بلباو ويعمل الآن مساعدا للمدير الرياضي لريال مايوركا، أنه يعرف السبب الذي يجعل منطقة الباسك تتفوق باستمرار.
ويقول أدوريز “لديهم العديد من الخصائص المشتركة مثل العمل الجاد والمثابرة والصدق مع أنفسهم ومع اللاعبين. ففي كرة القدم الباسكية، يتم غرس الالتزام والصدق واحترام القميص منذ الفئات الأدنى”.
وأضاف “في بلباو قيل لنا دائما إنه عليك في الحياة أن تسعى وراء الأشياء لأنها لا تأتي إليك. هذه هي حقيقة الحياة وأي شخص يلعب لفرق الباسك سرعان ما يتم غرس هذه الفكرة في عقليته”.
وتابع “هناك أيضا شعار قديم مفاده أنه لا يمكن لأي لاعب أن يكون أكبر من المجموعة، مهما كان النجم كبيرًا”.
بدوره كشف جون أيربي، زميل أرتيتا وألونسو وإيراولا في فريق أنتيغوكو، أن “هناك شعورا قويا بالقيام بالأشياء كمجموعة”.
وقال “لا أحد يحاول أن يبرز فوق البقية. هذه الفكرة عميقة في المجتمع هنا، ويمكنك رؤيتها بوضوح في تشابي وأندوني، إنهما ذكيان وليسا متغطرسين”.
ويمتد إصرار بلباو على التمسك بالمواهب المحلية إلى ما هو أبعد من الملعب.
وفي هذا الصدد، يؤكد أدوريز “عقليتنا هي إعطاء الكثير من الأهمية والاستفادة من الشباب المحليين”.
وأضاف “مع الطبيعة التنافسية التي نتمتع بها، فهي قيمة مهمة للفرق في منطقتنا، ولهذا السبب نصدّر العديد من اللاعبين والمدربين الرفيعي المستوى في إسبانيا وخارجها”.