الاحتلال وأَدَ حملة تبرعات من القدس إلى غزة قبل انطلاقها | سياسة
القدس المحتلة – منعت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي في القدس انطلاق حملة لجمع التبرعات من المقدسيين لصالح قطاع غزة الذي يتعرض لحرب مدمرة وتجويع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، وهددت القائمين عليها بمصادرة التبرعات والاعتقال، وذلك بعد ستّ دقائق من الإعلان عن انطلاق الحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن الناشط المقدسي حسن علقم ووالده الأمين العام لعشائر القدس وفلسطين عبد الله علقم صباح الأحد من خلال مقطع فيديو عن إطلاق حملة إغاثة من القدس إلى قطاع غزة.
ونُشر المقطع في تمام العاشرة صباحا، وتلقى حسن مكالمة بعد ستّ دقائق يهدده فيها ضابط مخابرات بعدم جمع أي تبرعات، لكنه يصر على الوصول إلى هدفه بإعادة إطلاق الحملة وإشراك القدس في العمل التطوعي لصالح قطاع غزة.
صوت مكتوم
وفي التفاصيل، قال حسن علقم -في حديثه للجزيرة نت- إن الضابط الإسرائيلي قال له “ممنوع هذا العمل في القدس، وإذا بدأتم بجمع التبرعات سنوقف الحملة وسنصادر التبرعات ونعتقلك على الفور”.
وأجابه علقم بأن حملات إغاثية انطلقت في الداخل الفلسطيني، وأن القدس هي جزء من هذه الحملة وستُنقل التبرعات إلى قرية “جِيت” في المثلث الشمالي ومن هناك إلى معبر كرم أبو سالم ثم إلى غزة.
ردّ ضابط المخابرات على علقم بالقول “ممنوع يصدر أي صوت من القدس”، وانتهت المكالمة بعدما قال علقم للضابط إنه سيطلق حملة جديدة بعد الحصول على الغطاء القانوني، ورد الأخير بالقول “وإن فعلتم سنوقف الحملة”.
لماذا هددت مخابرات الاحتلال منظمي حملة التبرعات لغزة في القدس؟ ولماذا منعت إقامتها أسوة بالحملات القائمة في الداخل المحتل؟
الناشط حسن علقم يُجيب “القدس البوصلة”.#القدس_البوصلة pic.twitter.com/3uG2ddfvCx
— القدس البوصلة (@alqudsalbawsala) August 19, 2024
البحث عن مظلة
اضطر القائمون على الحملة لتجميدها حتى النجاح في الانضواء تحت مظلة قانونية، وفي سبيل ذلك توجهوا لعدة جهات منها أعضاء كنيست عرب وجمعية “رحمة”، التي وعد القائمون عليها بتنظيم حملة خاصة بالقدس في الأيام المقبلة على أن تُجمع التبرعات في خمس نقاط رئيسية بالمدينة المقدسة.
وبالعودة إلى فكرة إطلاق حملة “فينا خير” من القدس إلى غزة، قال حسن علقم إن “المآسي الكبيرة تُحيي الشعوب، وكان لا بد من أن يسطع نجم القدس في حملة ضخمة خاصة أن هذه المدينة كُبّل أهلها وكُتم صوتها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يكن بالإمكان الانطلاق بأي حملة قبل ذلك”.
“كلنا يد واحدة، وعندما يتعلق الأمر بإنسانيتنا تسقط كل الحسابات الأخرى، ومن هنا انطلقت الفكرة من مجموعة من المتطوعين الشباب من أجل مساعدة أهلنا في القطاع بحملة ضخمة تسد رمق الجوعى والعطشى”، حسب الناشط المقدسي.
يريد حسن والمتطوعون أن يصنعوا بصمة لأن القدس هي “العنوان والأصل”، حسب تعبيره، وليتحقق ذلك سيتفرغ هؤلاء بعد ساعات عملهم اليومية من أجل استقبال التبرعات وتصنيفها وتغليفها استعدادا لنقلها إلى الداخل الفلسطيني ومن هناك إلى القطاع.
فلسطينيو الداخل المحتل يدشنون حملة تبرعات لإغاثة سكان غزة الذين يتعرضون للعدوان الإسرائيلي pic.twitter.com/IPZ19FxjgK
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 19, 2024
إحياء ثقافة التطوع
ويعتبر علقم أن أحد أهم أهداف هذه الحملة هو إحياء ثقافة التطوع في القدس لأنه “عندما يحرص الشخص على تسخير جزء من وقته لخدمة وطنه ومجتمعه يصل إلى أعلى مراتب الأخلاق والكرم والعطاء”.
وحول الخطوات التي اتبعها المتطوعون من أجل الانطلاق في الحملة، أشار علقم إلى بحثهم عن جمعيات تعمل في قطاع الإغاثة، فوجدوا جمعيات تضم من بين أعضائها يهودا يساريين، لكن ذلك لم يكن مقبولا في المجتمع المقدسي.
وفي نهاية المطاف تم الاتفاق مع المسؤول عن حملة التبرعات في الداخل الفلسطيني تحت مظلة منظمة “رحمة” الإنسانية الدولية على الانطلاق بجمع التبرعات في القدس، “وأبدى المسؤول رغبته في انضمامنا لهم لكنه لم يتمكن بسبب ضيق وقته من تسليمنا موافقة خطية، وبعد تجميد الحملة وعدنا بالتركيز على القدس بحملة جديدة تنطلق في الأيام المقبلة”.
وفي ختام حديثه، قال الناشط المقدسي إن الخطوة الشجاعة وهي قرع جدران الخزّان تمت، وبقي التصميم على التحرك والانطلاق لأن غزة تستحق وأهل القدس “فيهم الخير”.