ليندا صرصور.. أميركية فلسطينية على خطى “مالكوم إكس” | الموسوعة
ناشطة سياسية وحقوقية أميركية من أصل فلسطيني، والمديرة التنفيذية السابقة للجمعية العربية الأميركية في نيويورك، ومؤسسة أول منصة إسلامية للتنظيم عبر الإنترنت اسمها “إم باور تشينغ”.
اكتسبت شعبية كبيرة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بعد مشاركتها في نقاشات إعلامية وحملات ضد السياسات التي تستهدف المسلمين، كما نشطت في الدفاع عن حقوق النساء والسود والأقليات، وناهضت عنف الشرطة وشاركت في بناء تحالفات بين مختلف المجتمعات العرقية في الولايات المتحدة الأميركية.
كانت واحدة من قادة المسيرة النسائية في واشنطن عام 2017، وهي أكبر احتجاج نسائي في تاريخ الولايات المتحدة للدفاع عن حقوق النساء والأقليات.
نظرا لنشاطها المدني والحقوقي المكثف شبهتها وسائل إعلام أميركية بنشطاء الحقوق المدنية البارزين في أميركا أمثال مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ.
تتميز بجرأتها في طرح أفكارها واستقلاليتها، وتعتز بحجابها وانتمائها الديني والعرقي، ما جعلها تحطم الصورة النمطية للمرأة المسلمة.
حازت على جائزة بطلة التغيير من إدارة أوباما، وصنّفتها مجلة “فورتشن” واحدة من أعظم 50 قائدا، واختارتها مجلة تايم ضمن 100 شخصية مؤثرة في العالم عام 2017.
المولد والنشأة
ولدت ليندا صرصور عام 1980 في بروكلين بولاية نيويورك الأميركية، وهي الابنة الكبرى بين 7 أبناء لمهاجرين فلسطينيين ينحدران من مدينة البيرة في الضفة الغربية.
كان والدها يمتلك سوقا صغيرا في حي كراون هايتس وكان يسميه سوق ليندا.
الدراسة والتكوين العلمي
درست في مدرسة جون جاي الثانوية في بروكلين، ثم تزوجت في السابعة عشرة من عمرها وأنجبت 3 أطفال، وهي في منتصف العشرينيات.
التحقت صرصور بالجامعة في كلية كينغسبورو المجتمعية وكلية بروكلين بهدف أن تصبح معلمة للغة الإنجليزية.
التجربة الحقوقية
بدأت ليندا صرصور نشاطها الحقوقي بانضمامها متطوعة إلى الجمعية العربية الأميركية عام 2001، وهي من كبرى المنظمات العربية الاجتماعية والحقوقية في نيويورك.
بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 شاركت في نقاشات واسعة حول حقوق الأقليات المسلمة والعربية في الولايات المتحدة الأميركية، وانتقدت في برامج تلفزيونية ومقابلات صحفية عمليات التجسس الواسعة التي قامت بها شرطة نيويورك ضد العرب والمسلمين بعد هذه الاعتداءات.
بعد وفاة المديرة التنفيذية للجمعية بسمة عطوة في حادث سير، عينت خلفا لها وكانت في الـ25 من عمرها، وقضت في هذه المهمة 16 عاما كانت خلالها في طليعة المشاركين في حملات الحقوق المدنية الكبرى.
كان لها دور بارز في الدفاع عن الأميركيين السود، إذ انضمت لحركة “حياة السود مهمة” وشاركت في تأسيس منظمة “مسلمون من أجل فيرغسون” لبناء التضامن بين المسلمين الأميركيين، والعمل ضد تجاوزات الشرطة وذلك في أعقاب إطلاق هذه الأخيرة النار على الشاب مايكل براون البالغ 18 عاما عام 2014.
وكانت صرصور من منظمي مظاهرة خرجت من نيويورك إلى واشنطن في أبريل/نيسان 2014 لتخليد ذكرى السود الذين قتلتهم الشرطة الأميركية.
كما نظمت عام 2015 حملة لجمع تبرعات لإعادة بناء كنائس للأميركيين السود، جرى إحراقها بعد حادث إطلاق نار من أميركي أبيض على مصلين في كنيسة للسود في مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية بدافع الكراهية، وتمكّنت الحملة من جمع 100 مليون دولار أميركي.
كانت من أبرز المدافعين عن ضرورة احترام مدارس الحقوق الدينية للطلبة المسلمين، وتمكنت بعد عمل ونضال استمر لـ10 سنوات من انتزاع قرار من مجلس مدينة نيويورك باعتماد عيدي الأضحى والفطر عطلتين رسميتين في المدارس العامة، وهو المكتسب الذي تحقق في أغسطس/آب 2015.
شاركت في تأسيس أول منصة تنظيم للمسلمين على الإنترنت اسمها “إم باور تشينغ”، ومنظمة “حتى الحرية” وهي منظمة تدعو “للعدالة العرقية متعددة الجوانب”، وتركز على العمل المباشر وسط الأميركيين من أصل أفريقي.
ومنذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، نظمت ليندا وشاركت في حملات واحتجاجات ضد كثير من قرارات إدارته، مثل إنهاء برنامج القرار المؤجل للواصلين أطفالا، والذي يحمي المهاجرين الشباب من الترحيل، وسياسة فصل العائلات المهاجرة في الولايات المتحدة، وكذا قرار ترشيح القاضي بريت كافانو لعضوية المحكمة العليا الأميركية، على الرغم من أنه متهم باعتداءات جنسية.
في مقال نشرته في مجلة “تايم” عام 2018، قالت ليندا صرصور إن المسلمين واجهوا منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول التنميط العنصري والديني من جميع مستويات إنفاذ القانون، حيث تحملوا برامج المراقبة والترحيل والتسجيل غير المبررة والشاملة، ووُضعوا بشكل خاطئ على قوائم حظر الطيران، وكانوا ضحايا لجرائم الكراهية.
وأوضحت أنه لأول مرة في عام 2018 رأى المسلمون حلفاء يحشدون من أجلهم ويقاتلون ضد العنصرية والتعصب ضدهم.
مسيرات النساء
بعد يوم من مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، خرجت مسيرات نسائية أطلقت عليها وسائل الإعلام “المسيرات الوردية” احتجاجا على مواقف ترامب وتصريحاته التي اعتبرنها معادية للنساء.
وقادت ليندا إلى جانب تاميكا مالوري وكارمن بيريز مسيرة احتجاجية ضخمة في واشنطن يوم 21 يناير/كانون الثاني 2017، وقدر عدد المشاركين فيها بحوالي نصف مليون شخص أغلبهم من النساء.
ودعت المسيرة إلى حقوق المرأة وإصلاح قوانين الهجرة والرعاية الصحية والإصلاح البيئي والمساواة العرقية، وشارك ملايين آخرون في نحو 300 مسيرة موازية في مدن أخرى بينها نيويورك وبوسطن ولوس أنجلوس وسياتل ودنفر، وهو ما اعتبر أكبر احتجاج في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ونظمت مسيرات ضخمة مماثلة في 2018 وفي 2019 للتنديد بالتحرش الجنسي والعنف ضد المرأة وبسياسة ترامب في البلاد. واستقالت صرصور من مجلس إدارة المسيرة النسائية في يوليو/تموز 2019 بسبب خلافات داخلية واتهامات بمعاداة السامية.
هجمات وتهديدات
نتيجة لنشاطها المدني والسياسي في الدفاع عن المسلمين والسود والأقليات ومشاركتها في الاحتجاجات ضد إدارة ترامب، تعرضت ليندا صرصور لهجمات شرسة وحملات تشهير وتهديدات بالقتل.
وقد عرضتها مواقفها المعلنة بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي ومجاهرتها بدعم حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “بي دي إس” للشتم واتهمت بمعاداة السامية.
وروت صرصور في لقاءات صحفية أنها تعرضت للتهديد بالقتل في سبتمبر/أيلول 2014 عندما خرجت من مكتبها متجهة إلى محاضرة حول الأقليات، وقالت إن رجلا أبيض غريب الأطوار لاحقها وهددها بقطع رأسها.
جوائز
اختارت مجلة “فروتشن” ليندا صرصور واحدة من أعظم 50 قائدا في العالم، وصنّفتها مجلة “تايم” ضمن قائمتها السنوية لأكثر 100 شخصية مؤثرة لعام 2017. وفازت بعدد من الجوائز، بما في ذلك بطلة التغيير من إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وقد دفع نشاطها اللافت في الدفاع عن الحقوق المدنية للسود والأقليات، وسائل إعلام أميركية إلى تشبيهها بالناشطين الحقوقيين السود البارزين أمثال مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ.
مؤلفات
أصدرت كتابها “لسنا هنا لنكون متفرجين: مذكرات حب ومقاومة” عام 2020، وشاركت فيه الذكريات التي أسهمت في تحويلها إلى ناشطة بارزة، وكيف قادتها هذه اللحظات المحورية في حياتها إلى أن تصبح مُنظِّمة واحدة من كبرى الفعاليات التي تتم في يوم واحد وهي مسيرة النساء.