الأسواق الناشئة.. ملاذ آمن للمستثمرين قبل الانتخابات الأميركية | اقتصاد
من المتوقع أن توفر الديون المستحقة على بعض الدول الأكثر خطورة في العالم للمستثمرين بالأسواق الناشئة ملاذا ضد الاضطرابات المحتملة من الانتخابات الأميركية المقبلة.
وأفادت بلومبيرغ بأن مديري عدد من الصناديق والشركات الاستثمارية يلجؤون لتنويع محافظهم من خلال الإقبال على سندات حكومات الأسواق الحدودية (أسواق أصغر حجما وأقل عرضة للصدمات الخارجية) ذات العائد المرتفع.
وتوصف هذه الأسواق بأنها أقل عرضة للتحولات الجيوسياسية والتغييرات في السياسات الأميركية، مقارنة بالدول التي تتمتع بتصنيف استثماري أفضل.
عوائد قوية
وفي عام اتسم بارتفاع التوترات الجيوسياسية، حققت السندات المقومة بالدولار للأسواق الحدودية عائدًا يقارب 6%، أي أكثر من 5 أضعاف مكاسب نظيراتها من الأسواق الناشئة الأعلى جودة.
وقالت إيفيت باب، مديرة المحافظ في ويليام بلير لبلومبيرغ: “نعتقد أن الوقت الحالي هو نقطة جذابة للغاية للنظر في الأسواق الناشئة”.
وتدعم البيانات التاريخية هذه الإستراتيجية، فخلال فترة ولاية ترامب الأولى، بلغ عائد الديون الحدودية (الديون التي لا يوجد لها ضمانات كافية لتحصيلها بسبب التصنيف الائتماني المتدني لها) 30%، مقارنة بنحو 21% من سندات الأسواق الناشئة ذات الدرجة الاستثمارية (سندات تصدر عن دول تحتفظ بتصنيف ائتماني جيد).
وخلال رئاسة بايدن، تفوقت الديون الحدودية على السندات ذات الدرجة الاستثمارية، حيث حققت عوائد إيجابية بنسبة 3% مقابل انخفاض بنسبة 10% في نظيراتها الأقل خطورة وفقا لبيانات فحصتها الوكالة.
كيف يؤثر ترامب؟
ومع جعل ترامب التعريفات الجمركية الجديدة والمتزايدة جزءًا رئيسيًا من برنامجه، تلوح إمكانية تقلب السوق.
وأشارت كارمن ألتينكيرش، المحللة في “أفيفا إنفستورز غلوبال” في حديث لبلومبيرغ إلى أن “العوائد الأعلى للديون الحدودية من شأنها أن تحمي المستثمرين من تقلب الأسعار”.
وتقدم الدول ذات التصنيف الائتماني المتدني حاليًا علاوة تزيد عن 500 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأميركية، مقارنة بنحو 100 نقطة أساس لسندات الأسواق الناشئة المصنفة في وضع ائتماني جيد.
الإصلاحات تعزز الأسواق الناشئة
وعززت الإصلاحات الهيكلية التي تجريها هذه الدول -والتي شملت خفض قيمة العملة ورفع أسعار الفائدة- موقفها المالي وخفضت من مخاطر التخلف عن السداد في أسواقها المالية.
وقد انخفض عدد الدول التي تتداول سنداتها عند مستويات متعثرة إلى النصف في العام الماضي. وعلى الرغم من هذا التفاؤل، لا تزال المخاطر قائمة. ففي العام الماضي، فقدت السندات البوليفية نحو ثلث قيمتها، كما عانت الإكوادور وبيلاروسيا من خسائر كبيرة، تقول الوكالة.
ووفقا لييرلان سيزديكوف، رئيس الأسواق الناشئة في أموندي، فإن ولاية ترامب الثانية قد تشكل “خليطا متناقضا” للاقتصادات الناشئة.
بالمقابل، تحدث عن الفوائد المحتملة التي قد تجنيها عدد من الأسواق من الاقتصاد العالمي المتصدع ومن إعادة توجيه تدفقات التجارة ورأس المال.
وتشير بلومبيرغ إلى أن احتمال تولي ترامب الرئاسة يضيف طبقة من عدم اليقين التي يمكن أن تبقي تكاليف الاقتراض مرتفعة وتؤثر على العملات وتكاليف الإقراض لجميع جهات إصدار الأسواق الناشئة.