محللون: نتنياهو حاول الظهور كرجل دولة قوي بالكونغرس ومقاطعته غير مسبوقة | أخبار
25/7/2024–|آخر تحديث: 25/7/202411:33 م (بتوقيت مكة المكرمة)
اتفق محللون سياسيون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول الظهور كرجل دولة قوي ومدعوم من خلال خطابه أمام الكونغرس الأميركي، لكن مقاطعة نحو 90 نائبا للجلسة كان أمرا غير مسبوق رغم احتفاء أغلب النواب به.
وألقى نتنياهو خطابًا أمام الكونغرس الأميركي، دعا فيه الولايات المتحدة للوقوف مع إسرائيل ضد ما وصفها بأذرع إيران في المنطقة، مضيفا: “أعداؤنا هم أعداؤكم ومعركتنا هي معركتكم ونصرنا سيكون نصركم”.
وفي حديثه لبرنامج “غزة.. ماذا بعد”، يرى الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام الكونغرس لم يمنع الحقيقة من الظهور، حيث شهدت واشنطن مظاهرات عارمة ضده، كما قاطع 90 من أعضاء الكونغرس جلسته، بمن فيهم نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأشار البرغوثي إلى أنه رغم محاولات نتنياهو الظهور بمظهر قوي خلال الخطاب فإن ضعفه كان واضحا لعدة أسباب، أهمها فشله في تحقيق أهداف عدوانه على قطاع غزة، موضحا أن هذه الجلسة ستصنف في التاريخ الأميركي بأنها “جلسة عار” لما تضمنته من خطاب نتنياهو المقزز والمليء بالأكاذيب، على حد تعبيره.
ويشدد السياسي الفلسطيني على أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان منحازًا بشكل مطلق لإسرائيل خلال الحرب على غزة، وهو ما جعل الولايات المتحدة شريكة في ما وصفها بجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بالقطاع، لافتا في هذا السياق إلى مشاركة بايدن وعدد من قيادات إدارته في اجتماعات مجلس الحرب الإسرائيلي.
تحالف إسرائيلي أميركي عربي
وأشار الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول خلق تحالف إسرائيلي أميركي عربي، وأن هذا التحالف لن يكون ضد إيران فقط بل ضد فلسطين أيضًا، مؤكدا أن هذه المحاولة لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني أو المقاومة.
كما أكد البرغوثي أن نتنياهو لا يريد إحراز أي تقدم في مفاوضات صفقة تحرير أسراه في غزة، وإنما يسعى إلى استمرار الحرب، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية الحالية عاجزة عن ممارسة أي ضغط عليه أو القيام بوساطة نزيهة.
بدوره، يرى الدكتور حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أن نتنياهو كان حذرًا في خطابه أمام الكونغرس بعد انسحاب بايدن من سباق الرئاسة، حيث لم يكن يتوقع ذلك، مستبعدا أن يسعى الرئيس الأميركي لإحداث أي تأثير جوهري بشأن الوضع في قطاع غزة بعد انسحابه.
وقال أيوب إن نتنياهو كان غامضًا بشأن صفقة تحرير الأسرى ووقف الحرب في غزة، وكذلك في أي أمر يتعلق بمحوري نتساريم وفيلادلفيا، مؤكدًا أن أفعال جيشه على الأرض هي المعبر الحقيقي عن رسالته وأهدافه التي يسعى لها.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية أن تصريحات قيادات بالحزب الديمقراطي، مثل تصريح رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي عن سوء خطاب نتنياهو، تشير إلى مظهر من مظاهر تراجع الدعم لإسرائيل، مشيرا إلى أن الخلاف الأساسي بين نتنياهو والإدارة الأميركية يتعلق بخطة اليوم التالي للحرب، وهو الخلاف الذي لا يزال قائما.
انتصار بحد ذاته
فيما يرى ماثيو دوس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية، أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس بحد ذاته يُعد انتصارًا له، مشيرا إلى أن نتنياهو مصر على مقاومته لتنفيذ طلبات بايدن، الذي بدوره لم يفعل الكثير للضغط عليه، وهو ما يجعل من غير المتوقع حدوث أي تغيير كبير بعد اللقاء.
وأوضح دوس أن بايدن، رغم عدم ترشحه، لم يظهر أي نية لفرض تبعات على نتنياهو حتى قبل قرار عدم الترشح، معتبرا تصفيق الكونغرس لنتنياهو رغم جرائمه في غزة، أمرا مثيرا للخزي لدى أي أميركي.
لكنه في الوقت ذاته، يرى أن مقاطعة نصف النواب الديمقراطيين تقريبا للجلسة اعتراضًا على أفعال نتنياهو أمر غير مسبوق وجزء مهم من الرواية الحالية.
ويرى ماثيو دوس أن خطاب نتنياهو يهدف في الأساس لحشد الدعم داخل إسرائيل، لكنه لن يغير السياسة الأميركية، بل سيزيد من استعداء الديمقراطيين، مؤكدا أن النخبة السياسية في الولايات المتحدة تدرك أن أفعال نتنياهو تهدف لتحقيق أهداف شخصية وللحفاظ على مسيرته السياسية وسط ضغوط لوقف الحرب.