وفاة شيخ الملحنين الأردنيين روحي شاهين | فن
أعلنت نقابة الفنانين الأردنيين وفاة الموسيقار روحي شاهين الملقب بشيخ الملحنين عن عمر ناهز 87 عاما.
غيّب الموت الموسيقار الذي أثرى الساحة الفنية الأردنية بإبداعاته، وذلك قبل ساعات في العاصمة عمان، وأقيمت صلاة الجنازة مع وصول الجثمان إلى مستشفى الجامعة، والدفن في مقبرة شقا بدران.
وكانت أسرة شاهين قد أعلنت وفاته عبر حسابه على فيسبوك في منشور جاء فيه “انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الخميس المغفور له بإذن الله الحاج روحي شاهين”.
وعلى الصفحة الرسمية للنقابة بمنصة الفيسبوك نعاه نقيب الفنانين المخرج محمد يوسف العبادي ومجلس النقابة والهيئة العامة في نقابة الفنانين الأردنيين.
كما أعلنت أسرته خبر الوفاة عبر حسابه على الفيسبوك وكتبت “انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليوم الخميس المغفور له بإذن الله الحاج روحي شاهين”.
ونقلت الصفحة الرسمية للتلفزيون الأردني نعي وزير الاتصال الحكومي-رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية الدكتور مهند مبيضين.
ونعته الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة الأردنية، وقالت إن ألحان الموسيقار الراحل كانت تحكي مسيرة الوطن وهوية الشعب وتاريخ القيادة، وارتبطت أعماله الموسيقية بوجدان الإنسان الأردني في مختلف مناحي الحياة، وله الرحمة ولأهله وللأسرة الموسيقية خالص العزاء.
وكتبت الإعلامية الأردنية أمل دهاج عبر حسابها على فيسبوك “الراحل يعدّ أبرز أعمدة المؤسسين والمتميزين في الأغنية الأردنية والوطنية على مدى سنوات من العطاء”.
وكتب الممثل هاني أبو صافي “رحيل الملحن والموسيقي الأردني روحي شاهين أبو نضال بعد تاريخ كبير من العطاء في خدمة الأغنية الأردنية والموسيقى العربية، رحمة الله عليه”.
ونعته زهرية صعوب رئيسة دار المشرق للفكر والثقافة فكتبت “إنا لله وإنا إليه راجعون، رحل عن عالمنا علم من أعلام الفنّ والموسيقى، الموسيقار الكبير روحي شاهين، تاركا ذكرى عطرة وسمعة طيّبة وإرثا موسيقيا من ألحانه وأغانيه الوطنية الخالدة منها رائعته فدوة لعيونك يا أردن”.
وتذكرت أغنياته أيضا مثل “وطني الشمس بتفخر إنها بتكتب اسمها فوق ترابك”، و”أنا العزيز بموطني”، و”الله أكبر يا وطن”، و”أهديك ما أهديك” ومئات من الأغاني الجميلة. وأعقبت “رحم الله الفقيد وغفر له وأسكنه فسيح جناته”.
من فلسطين.. الفطرة الموسيقية
روحي شاهين المولود في مدينة الرملة الفلسطينية عام 1937 عرف بميله الفطري إلى الموسيقى منذ كان طفلا صغيرا، فكان يلتفت بشغف إلى الألحان التي يسمعها في الأعراس، أو الصادرة عن الراديو، أو عبر الأسطوانات.
لازمه هذا الشغف بعد انتقاله إلى العاصمة الأردنية عمّان عقب نكبة فلسطين عام 1948، وفي مقابلة أجراها قال إنه ظل يتتبّع الأعراس في مخيم الحسين وما حوله، وكان يصنع آلة موسيقية من الأشياء المتاحة بين يديه مثل شعر ذيل حصان.
وقد حاول في بداية مشواره أن يتعلم العزف على يد العازف رامز الزاغة، لكنه طلب منه دينارا ونصف دينار وهو مبلغ لم يكن متوفرا له، وفي تلك الأثناء تقدم لبرنامج “ركن الهواة” الذي يبث عبر أثير الإذاعة وعيّن بعد ذلك في الإذاعة مقابل 11 دينارا شهريا مقابل عمله مع الكورال.
وقد نصحه عازف الكمان الأول في الفرقة جليل ركب أن يركز على تعلم الموسيقى، وبالفعل التحق بالمعهد الإيطالي في القاهرة، وشرع في تعلم آلة “تشيللو”، ليعود إلى الأردن بعد عامين ويشارك عازفا على التشيللو في حفل الفنانة سعاد محمد في نادي السباق الملكي، وكانت نقطة انطلاقته نحو عالم الاحتراف، وبدأ التلحين من خلال أغنية “أهديك ما أهديك في عيدك الغالي” للمطربة هيام يونس.
واشتهر روحي شاهين بارتداء نظارات سوداء طوال الوقت بسبب خطأ طبي تعرض له منذ عام 1967.
إسهامات ومسيرة ممتدة
وخلال مسيرته الممتدة عرف روحي شاهين باهتمامه بأغاني التراث الشعبي، إلى جانب إسهاماته في الأغنية العاطفية والشعبية والوطنية والدينية أيضا.
كان ممن غنى من ألحانه هيام يونس ومحمد وهيب وصبري محمود وإلياس عوالي وشكري عياد وإسماعيل خضر، وتبنّى عددا من الأصوات مثل فارس عوض الذي قدم له أغنية “لولا الأمر لله”، وكذلك هالة هادي وعدنان شهاب ومحمد أبو غريب وغادة عباسي.
ومن أشهر ألحانه “عيون حبيبي نعسانة”، و”ربيع بلادي”، و”سليمي”، و”يا موطني روحي فداك”، و”يا هند”، و”عافية ع العافية”، و”مرفوع الراية”، و”نهر الأنبياء”.
وكان شاهين يعدّ التلحين مثل رسم لوحة جميلة، وموهبة؛ فليس كل موسيقي قادرا على التلحين، وقد قال في أحد حواراته “إلى جانب الموهبة، لا بد من أن يكون الفنان ملمّا بمقامات الغناء العربي والشرقي، فلا يستطيع أن يلحن من يجهل المقامات ودرجاتها وتقاسيمها وأنغامها”.
وكان شيخ الملحنين يحرص على أخذ رأي زوجته في ألحانه، فقال إنه كان في كثير من الأحيان يأخذ برأيها ويغير اللحن.
وخلال مشواره تقلّد منصب رئيس قسم الموسيقى في الإذاعة الأردنية بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية.
وفي صباح اليوم الخميس رحل روحي شاهين صاحب المشوار الفني الممتد على مدار 60 عاما، ليصنع مكانة فنية على المستوى الأردني والعربي، فضلا عن تأثيره في الأجيال الممتدة.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي