محللون: “جبهات المساندة” هي السبيل لوقف حرب غزة في ظل الصمت الدولي | أخبار
يرى محللون سياسيون أن التصعيد المتزايد من جانب حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله (الحوثيين) اليمنية ضد إسرائيل يمثل الطريقة الوحيدة تقريبا لتخفيف الضغط عن قطاع غزة ودفع تل أبيب لوقف الحرب بعدما تحول قتل الفلسطينيين إلى خبر عادي.
فقد نجح حزب الله في فرض منطقة عازلة داخل العمق الإسرائيلي بالقوة، بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطالب بمنطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية، كما يقول المحلل السياسي عريب الرنتاوي.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، بث حزب الله اللبناني اليوم الأربعاء صورا عادت بها طائرته المسيّرة “الهدهد” تظهر عمليات استطلاعية قال إنها من فوق قاعدة “رامات دافيد” الجوية الإسرائيلية التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وقال مصدر في حزب الله للجزيرة إن الشريط -ومدته 8 دقائق- تم تصويره بالكامل أمس الثلاثاء، مضيفا أن توقيت نشره مرتبط بزيارة نتنياهو إلى واشنطن.
الانتقال من المشاغلة إلى المشاركة
وتعليقا على التطور، قال الرنتاوي، خلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، إن جبهات الإسناد سواء في لبنان أو اليمن انتقلت من مرحلة مشاغلة إسرائيل إلى المشاركة بشكل أكبر في الحرب خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وأعرب المحلل السياسي عن اعتقاده أن دفع الجميع إلى حافة الهاوية هو السبيل الوحيدة لتخفيف الضغط عن المقاومة وصولا إلى وقف هذه الحرب، بعدما أصبح سقوط عشرات المدنيين يوميا في غزة خبرا عاديا بالنسبة للمجتمع الدولي والعربي.
وأكد المحلل السياسي أن المقاومة في غزة لا يمكنها إحداث تغيير دراماتيكي في الميدان بعد 10 أشهر من التصدي لحرب بربرية مدمرة، وبالتالي لا حل سوى أن تتدخل جبهات أخرى مثل اليمن ولبنان لإيقاف العالم على قدم واحدة حتى يذهب نتنياهو وداعموه في واشنطن باتجاه وقف الحرب.
وقال الرنتاوي إن العرب تلقوا هزيمة ثقيلة في يونيو/حزيران 1967 بسبب إغلاق الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر مضيق تيران، في حين يغلق الحوثيون اليوم باب المندب ويجبرونه على التوقف، بينما تعجز إسرائيل وأميركا وبريطانيا عن إيقافهم.
ومن هذا المنطلق، فإن ذهاب الحوثيين إلى ما يسمونه بالمرحلة الخامسة من المواجهة ربما يصل إلى حقول النفط أو إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وهو أمر يزيد من أوراق المقاومة خلال المفاوضات، كما يقول الرنتاوي.
الرأي نفسه ذهب إليه المحلل السياسي محمود يزبك بقوله إن الصور التي بثها حزب الله اللبناني تمثل تصعيدا كبيرا، لأنه تناولت أهم مطارات شمال إسرائيل بدقة عالية جدا وبشكل واضح.
تهديد إسرائيل بثمن باهظ
وقال يزبك إن تصوير هذه الصور بالتزامن مع وجود نتنياهو في واشنطن من شأنه أن يفشل محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي الحصول على دعم أميركي لدخول حرب برية في لبنان، مؤكدا أن حزب الله يريد القول إن أي هجوم بري سيكون له ثمن باهظ.
وأضاف أن وصول المسيّرة الحوثية إلى قلب تل أبيب “أثار مخاوف كبيرة جدا لدى الإسرائيليين بشأن قدرة الحكومة على حمايتهم، واليوم وصلت مسيّرة حزب الله إلى منطقة عسكرية شديدة الأهمية لتزيد من هذه المخاوف”.
وخلص إلى أن الأهداف التي أرسلها حزب الله لإسرائيل تعني أنه قادر على تهجير نحو نصف مليون مستوطن آخر وهو أمر لا يمكن لحكومة نتنياهو التعامل معه وهي التي فشلت في التعامل مع 100 ألف تم تهجيرهم من الحدود مع بدء المواجهات.
ولفت إلى أن الصور التي ينشرها “هدهد حزب الله” جعل صوت وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يخفت كثيرا وهو الذي كان لا يتوقف على التلويح باجتياح لبنان برا قبل أشهر قليلة.
وقال مراسل الجزيرة في لبنان إن قاعدة “رامات دافيد” هي الأكبر في شمال إسرائيل، وتضم تخصصات مختلفة من مستويات متعددة على مستوى سلاح الجو الإسرائيلي والرصد والاستطلاع وتنفيذ الهجمات.
وأضاف أن التسجيل كشف قدرة حزب الله الفائقة على الوصول إلى عمق القاعدة الجوية، رغم حالة الاستنفار التي أعلنها جيش الاحتلال بعد عملية قصف ميناء الحديدة.
وأعطى التسجيل تفصيلا دقيقا لكامل القاعدة الجوية الإسرائيلية، بتفاصيلها وأسراب طائراتها والمنصات الموجودة بداخلها ولأمان قادة القاعدة.