جيروزاليم بوست: ممثل كوميدي أميركي يكتشف حب الجميع لحماس في رام الله | سياسة
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” إن معظم الفلسطينيين الذين تحدث إليهم الممثل الكوميدي الأميركي اليهودي زاك فوكس في رام الله بشأن “الضفة الغربية المتوحشة” -كما يسمى مقطع الفيديو الذي صدر حديثا- عبّروا عن دعمهم الثابت لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووجهات نظر معادية للسامية وكراهيتهم لحل الدولتين.
وسافر الممثل الكوميدي ورجل الأعمال، الذي تحدث مع الصحيفة مساء الثلاثاء، إلى رام الله للتحدث مع السكان مباشرة، وهو أمر غير ممكن بالنسبة لمعظم المواطنين الإسرائيليين الممنوعين من دخول المدينة.
وقال زاك فوكس الذي لم يكشف عن هويته اليهودية برام الله -في مقابلة بقلم ماتيلدا هيلر- إن الأمر كان صادما له، إذ لم يكن هناك شخص واحد لا يحب حماس. الأمر لا لبس فيه، “كلهم كانوا يكرهون اليهود”.
أسئلة ينتظر الجميع إجاباتها
وكان برفقة فوكس مترجم ومنتج ومصور، إلا أنه فقد بعض لقطات الزيارة، بعد أن تم تهديد الفريق بالقتل ما لم يحذفها، وقال إنه أراد تصوير الفيديو لأنه “لم يذهب أحد إلى فلسطين حقا. أردت الحصول على إجابات للأسئلة التي نجلس جميعا هنا نطرحها”.
كان السؤال الأول الذي طرحه فوكس على الفلسطينيين هو “هل أنت مؤيد لحماس؟”، فجاءته الإجابة “نعم” مدوية من معظم الناس، ثم سألهم هل هذا ينطبق على معظم الفلسطينيين؟ فأجاب أحد الرجال بأن “الشعب الفلسطيني يحب حماس”، وقالت امرأة “أنا مع المقاومة”.
وسأل فوكس الناس هل شاهدوا مقاطع الفيديو التي نشرتها حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول؟ فقالت إحدى النساء إنهم شاهدوا كل شيء، مشيرين إلى أنهم يعيشون تحت الاحتلال، وإن كان فوكس لا يوافق على ذلك.
إطلاق المحتجزين
وأبدى من سألهم فوكس عدم موافقتهم جماعيا على إطلاق المحتجزين الإسرائيليين، ورفضوا أن تكون حماس “قتلت إسرائيليين أبرياء”، وقال رجل لفوكس -حسب قوله- إن السجناء الإسرائيليين “كانوا يبتسمون” عندما تم إطلاق سراحهم من غزة، ولكن فوكس سأله هل كانوا يبتسمون بصدق أم إنهم كانوا خائفين على حياتهم؟ ليرد عليه الرجل “من وضع هذا في عقلك؟”.
ورد فوكس أجوبة الرجل إلى “أن الأمر يتعلق بمدى تلقينهم العقائدي”. وعندما حدثه الرجل عن الفترة التي قضاها في السجن الإسرائيلي، قال فوكس “شعرت بالتعاطف معه، لكنه لم يشعر بأدنى قطرة من التعاطف”.
وقال فوكس للصحيفة إنه رأى على هاتف الرجل “دعاية حماس التي يتم تقديمها له بسبب خوارزميته”، وذكر أنه رأى منشورات تمدح بوتين، وأضاف “إن النظام البيئي للإنترنت هو أكثر ما أخافني، فقد جعلني أدرك أن حملة تضليل كبيرة يمكنها تلقين الناس على مستوى العالم”.
لا شيء اسمه إسرائيل
وأجرى فوكس مقارنات لما يسمعه في رام الله مع احتجاجات الحرم الجامعي، حيث تنتشر المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، حسب رأيه، وقال إن البيئتين فيهما تحريفات تاريخية، حتى إن شابا قال إنه “لا شيء اسمه إسرائيل”، كما أن امرأة اتهمت بريطانيا بجلب “جميع اليهود المجرمين منذ عام 1948”.
وقال فوكس للصحيفة إن أحد الأجزاء الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه اضطر لحذف الكثير من اللقطات عندما تعرضوا للتهديد، وروى أن رجلا بدأ بالصراخ باللغة العربية عندما كان يجري مقابلة مع فتاة، وقد أخبروه أن الرجل منزعج من كون الفتاة غير محتشمة.
وفجأة -يقول فوكس- أتى الرجل وهو يقول إن علينا حذف بقية اللقطات، قال المصور “أنا خائف جدا، إنهم يهددون بقتلنا إذا لم نحذف هذا. حاولنا استعادة اللقطات ولكننا لم نتمكن من الحصول عليها كلها”.
السلام
سأل فوكس بعض النساء هل يردن العيش مع الإسرائيليين بسلام؟ فقلن “لا. نريد حل الدولة الواحدة. لا إسرائيل. يجب أن تمحى إسرائيل”، ليرد عليهن “إذن، لا توافقن على حل الدولتين؟”، فكان الجواب “بالطبع لا”.
وتحدث فوكس عن التنافر الناتج عن رؤية مدينة عادية نسبيا، حيث يرتدي الأطفال ملابس مصممة وتوجد شقق جميلة، ومع ذلك لم يعرب السكان عن رغبتهم في السلام، “كانت رام الله مدينة جيدة البناء. لا تبدو مختلفة عن إسرائيل. وقلت لنفسي إن السلام يمكن أن يكون سهلا للغاية، “لكن حبهم وإعجابهم بحماس قويان للغاية، وأكثرهم اعتدالا لديه الكثير من التعاطف معها (…) من التعاطف إلى الإعجاب العميق”.
وعبّر زاك فوكس عن إعجابه بالتجربة التي خاضها، لكن صدمه أن يرى مثل هذا المستوى المتأصل من الكراهية تجاه اليهود، قائلا “لم أسمع قط شيئا سلبيا عن حماس، ولم أتمكن من إخراج شخص واحد من عينة عشوائية لإدانة حماس”.
وفي حين أجرى فوكس عدة مقارنات بين السكان وآراء المتظاهرين في الحرم الجامعي الأميركي، فإن الاختلاف الرئيسي -كما قال- هو “انفتاح الفلسطينيين على قول أشياء سيئة عن اليهود على وجه التحديد، وليس تحت ستار الصهاينة”.
وخلص فوكس إلى أنه أراد تسليط الضوء، ليس لإظهار أن السلام مستحيل، ولكن لإظهار الواقع، قائلا “أشعر بأنني أقل تفاؤلا بشأن السلام من أي وقت مضى، لكنني أدرك الآن أن السلام أكثر أهمية من أي وقت مضى”.