بتنحيه عن سباق الرئاسة.. هل قلب بايدن الطاولة على نتنياهو؟ | سياسة
22/7/2024–|آخر تحديث: 22/7/202410:42 م (بتوقيت مكة المكرمة)
يرى محللان سياسيان أن تنحي الرئيس الأميركي جو بايدن عن سباق الرئاسة أربك حسابات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبات عليه التفكير مع احتمالية التعامل مع رئيسة للولايات المتحدة تنتمي للديمقراطيين.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الفلسطينية الدكتور حسن أيوب إن تنحي بايدن لم يكن خبرا سارا لنتنياهو ولا الحزب الجمهوري الأميركي، مشيرا إلى أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعكس حساباته باحتمالية تغير رياح الانتخابات الأميركية واستطلاعات الرأي التي تعطي المرشح الجمهوري دونالد ترامب تفوقا واضحا.
وأكد الأكاديمي الفلسطيني أن نتنياهو ليس بظرف موات للعب على وتر التناقضات السياسية الداخلية في واشنطن، وبات مضطرا لإمكانية التعامل مع “نسخة نسائية من الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما”، والتي كانت دائمة التصويت ضد سياسات الحزب الجمهوري بالشرق الأوسط.
وبناء على ذلك، سيلقي نتنياهو خطابه المرتقب في الكونغرس الأميركي -وفق أيوب- في ظروف مستجدة ستؤثر على مضمون الكلمة، مؤكدا أنه سيكون موجها للحزبين ودعمهما الراسخ لإسرائيل.
وربط أيوب قراءته لمضمون خطاب نتنياهو بتأكيد بايدن بأنه سيركز خلال فترته الرئاسية المتبقية على مهامه والمحافظة على إرثه السياسي والإصرار على التوصل لوقف إطلاق النار بغزة.
بدوره، يعتقد مايكل مولروي نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق للشرق الأوسط أن بايدن أصبح في حل من الهموم الانتخابية وقد يركز على بعض ملفات السياسة الخارجية مثلما فعل الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون قبل انتهاء عهدته الرئاسية.
وأكد مولروي أن بايدن سيركز على الإرث الذي سيتركه وليس الحسابات الانتخابية، ويريد أن تصبح كامالا هاريس رئيسة لكي تكمل مسيرته.
ووفق المتحدث الأميركي، يحاول نتنياهو القيام بمعادلة حسابية سياسية لمعرفة هوية الرئيس الجديد للولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه كان يراهن على ترامب سابقا ولكن الآن تغيرت المعادلة ويجب أن يأخذ بعين الاعتبار هوية الرئيس المقبل.
نتنياهو وترامب
في الجهة المقابلة، استحضر أيوب انتقادات ترامب لنتنياهو واعتبر فشل إسرائيل بغزة فشلا شخصيا للأخير وطالبه بالتنحي، معتقدا أن فوز الأول مغامرة غير مضمونة النتائج لنتنياهو، في حين أن إدارة بايدن لم تعد معنية بسياسة مواجهة مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية.
لكنه توقع أن يعيد ترامب نفس سياساته الداعمة لإسرائيل في ولايته الرئاسية الأولى في حال فوز الجمهوريين بانتخابات الرئاسة والكونغرس.
ومع ذلك، يعتقد الأكاديمي الفلسطيني أن العلاقة مع نتنياهو لا تحتل صدارة القضايا في الشأن الداخلي الأميركي وتأتي في المرتبة الثالثة أو الرابعة، حيث تزداد المخاوف من درجة الاستقطاب في أميركا ونزع الشرعية عن الحزب المنافس.
لكن مولروي حذر من قدوم ترامب؛ إذ لا يتبع السياسة العامة للحزب الجمهوري، ويتخذ مواقف شخصية وقد يتعارض مع نتنياهو مستقبلا، في حين أن فوز هاريس سينسجم مع سياسة بايدن الخارجية متوقعا أن يتعرض نتنياهو لضغوط أكبر في ظل إدارتها.
أوراق ضغط
وبشأن عناصر الضغط التي تمتلكها الإدارة الأميركية على نتنياهو، يعتقد أيوب أن مخاطر توسع رقعة الصراع بالمنطقة لم يعد هاجسا وإنما واقعا ويمس بالمصالح الأميركية والترتيبات الأمنية والتطبيعية التي تسعى لها واشنطن في الإقليم.
وإضافة إلى ذلك، تعرف واشنطن موازين العلاقات الداخلية الإسرائيلية وتدرك الأطراف التي تريد التوصل لصفقة تبادل أسرى ومن يعارضها، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تركز على ترتيبات ما بعد التوصل لصفقة يتم العمل عليها مع الدوحة والقاهرة، وفق أيوب.
وعلى صعيد العلاقات، أقر مولروي بوجود مشاكل شخصية بين بايدن ونتنياهو ولكنه استبعد أن يخاطر الأول بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث ينظر إليها من منظور المصلحة للطرفين، وأكد أن مباحثات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بغزة ستحتل حيزا أساسيا خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن، مشددا في الوقت عينه على أن كلا الحزبين بالولايات المتحدة يعارضان فكرة توسيع نطاق الحرب من غزة إلى حزب الله والحوثيين.